صرامة القانون تخفف حدة زحام البطحاء .. والتجار يشكرون "مرور العاصمة"

صرامة القانون تخفف حدة زحام البطحاء .. والتجار يشكرون "مرور العاصمة"

صرامة القانون تخفف حدة زحام البطحاء .. والتجار يشكرون "مرور العاصمة"

لم يكن أحد من سكان العاصمة الرياض من المواطنين والمقيمين – وإلى عهد قريب – يفكر في الدخول بسيارته إلى وسط العاصمة، خاصة منطقة البطحاء، فطوال الأسبوع يكون الزحام على أشده، ليبلغ ذورته خلال يومي الخميس والجمعة، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة، أصبح الأمر عكس ذلك تماما، حيث أصبح السير بالسيارة في ذروة زحام تلك المناطق أكثر سهولة من الوضع الذي كان عليه في أيام الأسبوع، بعد أن كثف رجال مرور العاصمة وجودهم في تلك المنطقة، الأمر الذي بدوره خفف من حدة زحام السيارات.
"الاقتصادية" زارت "البطحاء"، لمعرفة كيفية نجاح رجال المرور في تسهيل الحركة المرورية، التي تشهد زحاما شديدا بسبب انخفاض أسعار سلعها، ما زاد الحراك الاقتصادي بشكل أكبر، الأمر الذي بدوره انعكس إيجابا على التجار والمواطنين.
في البداية أوضح لـ "الاقتصادية" محسن العتيبي وهو أحد تجار تلك المنطقة، أن الوجود الأمني المكثف لرجال المرور أسهم وبشكل كبير في زيادة نشاط الحراك التجاري من خلال فرض النظام وتطبيق العقوبات على المخالفين، الأمر الذي أعطى المنطقة روح الانضباط والهدوء والذي كان مفقودا منذ أعوام. وأشار إلى أن الزحام السابق تسبب في مغادرة عديد من التجار رغم الأرباح الطائلة التي كانوا يجنونها، مفضلين الربح القليل مع الهدوء والسكينة على الربح المرتفع مع الإزعاج والزحام.
وقال العتيبي "يعجز لساني ولسان زملائي التجار عن الشكر والتقدير لاؤلئك الرجال من دوريات العاصمة الذين يبذلون جهودا خارقة لتوفير السكينة لزائري المنطقة من خلال توفير أكبر قدر من الهدوء، لكننا سنلخص ذلك بدعائنا أن يجزيهم الله خير الجزاء".
من جانبه، أكد التاجر أحمد عبد العزيز أن المواطنين والمقيمين بدأوا في الآونة الأخيرة يتقاطرون على مختلف المحال التجارية ومنذ الصباح الباكر، وهذا بفضل الله أولا، ثم بفضل ما تحقق من الهدوء اختفى الإزعاج الذي كان يحول المنطقة إلى جحيم لا يطاق خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، مشيرا الى أن الراغبين في الشراء سواء من تجار التجزئة أو المستهلكين كانوا يفكرون ألف مرة قبل الدخول الى المحال التجارية المنتشرة في البطحاء رغم الأسعار المخفضة التي نقدمها لهم، ففي السابق لم يكن التاجر يجد مكانا ليوقف فيه سيارته حتى تحمل البضائع التي يرغب في شرائها، مضيفا أن الشكر والتقدير لرجال الدوريات الذين أسهموا بفاعلية كبيرة في هذا الأمر.
"الاقتصادية" استوقفت أحد رجال المرور وتوجهت له بالسؤال حول الطريقة التي اتبعوها لفرض الهدوء والالتزام بالأنظمة فقال "الحقيقة هي أننا قمنا بتطبيق قوانين المرور بصرامة، وأصبح سائق السيارة يخاف بشدة من أن يركن سيارته في البطحاء، فهو يخاف أن يعود من المكان الذي ذهب إليه فيجد أما ورقة المخالفة المرورية، أو يجد سيارته وقد تم سحبها إلى الحجز، ما يعني أنه سيتعرض إلى خسارة الكثير من المال، مؤكدا أن هذا الأمر أسهم كثيرا في تخفيف حدة الزحام التي لا تطاق، منوها إلى أن الصرامة في تطبيق العقوبات لم تغفل الجانب الإنساني لدينا، حيث إن بعض المخالفين يكون معوقا، فتجبره حركته المحدودة على الوقوف في أماكن مخالفة، وهنا يتم إلغاء المخالفات فور علمنا بالأمر، لأن هولاء الأشخاص يحتاجون إلى تعامل خاص".
وأضاف "البعض يحاول التحايل واستغلال وجود أسرهم برفقتهم، ليقفوا بالسيارة بشكل مخالف، إلا أنهم يتركون أطفالهم ونسائهم فيها لضمان عدم سحبها وحجزها، مشيرا إلى أن الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات يتمثل في تحذيرهم في المرة الأولى، ومضاعفة المخالفة عليهم في المرة الثانية باعتبار أن الأمر يمثل استغفالا، وهو ما يجبرنا على ذلك، الأمر الذي من شأنه أن يجعله يفكر ألف مرة مستقبلا قبل أن يسعى لخداعنا وإيقاف سيارته في مكان مخالف. 

الأكثر قراءة