ثقافة وفنون

هل تطيح «الوحوش المذهلة» بأسطورة «هاري بوتر»؟

هل تطيح «الوحوش المذهلة» بأسطورة «هاري بوتر»؟

مشهد من الفيلم.

هل تطيح «الوحوش المذهلة» بأسطورة «هاري بوتر»؟

ملصق العمل.

"من المهم القتال، والقتال مرة أخرى، ومواصلة القتال، لأن الشر لا يمكن أن يبقى إلا في مأزق، لكن لا يمكن القضاء عليه مطلقا"، اقتباس قاله ألبس دمبلدور في رواية "هاري بوتر وسر الأمير"، وهو إحدى الشخصيات الأساسية في السلسلة التي فتن بها الناس خاصة الشباب واليافعين وانغمسوا في شخصياتها التي أصبحت في فترة قصيرة من الزمن حديث الجلسات الثقافية، وتحولت الروايات إلى أفلام وأصبحت أيضا حديث مرتادي الصالات السينمائية، ما دفع برولنج كاتبة تلك السلسلة البريطانية ج. ك. إلى الاستمرار، وإن بأسماء مختلفة للسلسلة، لكنها ما زالت تدغدغ عقول المشاهدين بالشخصيات التي ترسخت وأصبحت صديقة خيالية لعديد من المتابعين.
دمبلدور سيد الشاشة
بعد أكثر من 20 عاما يعود ألبس دمبلدور ليقف على عرش السلسلة في فيلم "الوحوش المذهلة: أسرار دمبلدور" وهو الجزء الثالث من خمسة أفلام حاكتها الكاتبة رولنج، بعد توقف سلسلة "هاري بوتر" عن الصدور، وتبدأ الأحداث بعد مرور عام على أحداث الفيلم الأول، حيث يعود نيوت سكاماندر عالم الحيوان غريب الأطوار، يؤدي دوره إيدي ريدماين، وكذلك شقيقه ثيسيوس ذو تعابير الوجه الجامدة، يؤدي دوره كالوم تيرنر، وجاكوب كوالسكي صديقه غير الساحر، يؤدي دوره دان فوجلر، على الرغم من أنه لا سبب لعودة أي منهم، فلقد تجاوزتهم الحبكة الكبرى، التي تتمحور حول صعود جيليرت جريندلوالد الساحر الفاشي، يؤدي دوره مادس ميكلس، وألبوس دمبلدور، يؤدي دوره جود لو، وبالكاد تتطلب مشاركتهم بأي شكل. الشخصية الدائمة في السلسلة تينا جولدشتاين، تؤدي دورها كارين ووترستون، غير موجودة في الفيلم أكثر من مجرد مشهد عابر، على الرغم من مشاركتها البطولة الرئيسة للفيلمين السابقين، ودورها المصغر لا يحدث أي تغيير.
الخير داخل كل الناس
بدا واضحا أن الفيلم يلقي الضوء على جميع الشخصيات وليس فقط دمبلدور، ما يعني أن وجود اسمه في العنوان ما هو إلا لجذب المشاهد لكونه الشخصية المحببة إلى قلب كثيرين، فدمبلدور يؤمن بالخير في داخل كل الناس، ويمتاز بقدر معين من غرابة الأطوار يترافق مع عبقريته. معنى اسمه هو "الأبيض" باللاتينية، ما يصنف شخصيته في نطاق السحرة البيض الذين امتازوا بنوع من العبقرية وغرابة الأطوار مثل مرلين وجاندالف من "سيد الخواتم". وكانت رولنج شرحت أنها اختارت اسم "دمبلدور"، الذي يعني "نحلة طنانة" بالإنجليزية الحديثة المتوسطة، بسبب حب دمبلدور للموسيقى، حيث تخيلته وهو يمشي بمفرده مهمهما أنغاما موسيقية في أغلب الأحيان.

بطء وملل
على الرغم من الجماهيرية الكبيرة لجميع شخصيات الفيلم خصوصا شخصية دمبلدور، إلا أن الأحداث تسير ببطء يؤدي إلى الملل في بعض المشاهد، فيما عدا المشهد الافتتاحي، الذي أعلن فيه دمبلدور أنه كان يحب جريندلوالد ذات مرة، ومن هناك فصاعدا، تنحدر الأشياء إلى الأسوأ.
وفي الواقع يهدف الفيلم إلى كشف جانب كبير من شخصية ألبس، وكيف يتحكم فيه إحساس دائم بالذنب بسبب قتل أخته، إحساسه الدائم بعدم استحقاق التقدير، بشكل أو بآخر يشعر دوما بأنه ليس بهذا الحسن الذي يراه الناس به. ليظهر ذلك في النهاية بعد اختيار حيوان التشيلين له كشخص يستحق التقدير، وعليه يستحق أن يتزعم السحرة، يرفض المنصب لأنه يرى نفسه لا يستحقه. فكما كان يعلم العجوز دمبلدور أن عليه أن يضحى بهاري في النهاية من أجل المصلحة العامة، يعلم الشاب ألبس أنه سيفقد ابن أخيه كرينديس، فلم لا يفقده فيما يفيد المصلحة العامة كذلك؟
إخراج متوسط
من الناحية الإخراجية عمل دايفيد ياتس الرفيق الوفي للكاتبة جي كي رولينج، كمخرج لآخر أربعة أفلام "هاري بوتر" واستمر تعاونهما في سلسلة "وحوش مذهلة"، كما تتعاون رولينج مجددا مع ستيف كلوفز كاتب السيناريو، ومن المفترض أن تضمن هذه الأسماء وتعاونها مع بعضها بعضا جودة عالية لأي فيلم يقدمونه، لكن هذا لم يحصل، ولا يمكن تقييم الجزء الثالث من "وحوش مذهلة" بأكثر من المتوسط أو المقبول، رغم أنه يحمل في عنوانه اسم ألبس دمبلدور الشخصية المحببة إلى قلوب عشاق سلسلة "هاري بوتر"، ويعدنا الفيلم بكشف أسراره.
على الرغم من كل الخبرة التي يملكها مخرج العمل ومؤلفته وكاتب السيناريو، ورغم أجواء السحر والفانتازيا التي تعد الركيزة الأساسية للفيلم، إلا أنك تشعر بأن "أسرار دمبلدور" يفتقر إلى سحر هاري بوتر، يعج بالشخصيات وينشغل أكثر بصنع حيوانات عجيبة يعتمد عليها كثيرا في الأحداث دون دواع درامية حقيقية، وفي الوقت نفسه يخلو من المشاعر والعواطف التي كانت تأسر الجمهور، فيرتبط بأبطال الفيلم ويخاف عليهم ويبكي لبكائهم، ويبقى مشدودا حتى يضمن سلامتهم، أما هنا، فالشخصيات كلها كبيرة لا أطفال بينهم، وكلهم يتحركون ويتصارعون كأنهم آلات، مجرد مشاهد تتوالى تستعرض فيها كل شخصية قدرتها على السيطرة على الآخرين بالسحر، أو قدرتها على حماية الآخرين أيضا بوساطة السحر.
وماذا بعد؟!
لا يخفى على أحد البريق والنجاح الذي حققته سلسلة "هاري بوتر" التي تعد من أكثر سلاسل الأفلام قابلية للتمديد والربح، حيث حققت السلسلة الأصلية أكثر من سبعة مليارات دولار في صالات السينما، ومن ثم أتى فيلم "الوحوش المذهلة" عام 2016 ليحقق نجاحا رائعا بـ800 مليون دولار، ويضاف إليه الجزء الثاني من فيلم "الوحوش المذهلة" عام 2018 الذي حقق أرباحا أقل بواقع 600 مليون دولار. واليوم تأمل شركة وارنر براذرز المنتجة للسلسلة ألا يخفت بريق السلسلة، لما تكتنزه من عوالم السحر الخفية بين محبيها وتحقيق إيرادات كبيرة مع فيلمها الثالث "الوحوش المذهلة: أسرار دمبلدور"، لكن إذا لم يتدارك القيمون وشركة الإنتاج وارنر بروس الثغرات، فمن الممكن أن يكون الفشل سيد الموقف، وبالتالي تخسر "أسطورة" هاري بوتر كثيرا من محبيها.
أقوال ألبس دمبلدور عن روايات هاري بوتر
• يمكن العثور على السعادة حتى في أحلك الأوقات، إذا تذكر واحد فقط تشغيل الضوء. "من كتاب هاري بوتر وسجين أزكابان"
• قراراتنا هي التي تبين لنا ما نحن عليه بالفعل، أكثر بكثير من قدراتنا. "من كتاب هاري بوتر وغرفة الأسرار".
• إن عواقب تصرفاتنا دائما معقدة ومتنوعة لدرجة أن التنبؤ بالمستقبل يصبح صعبا حقا. "من كتاب هاري بوتر وسجين أزكابان".
• الفضول ليس خطيئة، لكن يجب أن نكون حريصين على أن نكون فضوليين. "من كتاب هاري بوتر وكأس النار".
• الخوف من اسم يزيد الخوف على الشيء المعني. "من كتاب هاري بوتر وحجر الفيلسوف".
• ليس من الجيد لنا أن نعيش في أحلام وننسى أن نعيش. "من كتاب هاري بوتر وحجر الفيلسوف".
• لا يمكننا اختيار مصيرنا، لكن يمكننا اختيار مصير الآخرين. "من كتاب هاري بوتر وجماعة العنقاء".
• يجد الناس أنه من الأسهل بكثير أن يغفروا للآخرين لكونهم مخطئين أكثر من كونهم على صواب. "من كتاب هاري بوتر وسر الأمير".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون