FINANCIAL TIMES

إيلون ماسك يمكنه التعلم من عثرات سناب شات

إيلون ماسك يمكنه التعلم من عثرات سناب شات

يمكن لمستثمري وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا مواكبين للموضة بقدر المراهقين. عندما تم إصدار تطبيق سناب شات قبل عقد من الزمان أو نحو ذلك، تم رفضه باعتباره يشبه تطبيق إرسال محتوى غير لائق إلى حد ما. لكن نتيجة لشعبيته بين المستخدمين دفع إلى أكبر إدراج في سوق التكنولوجيا منذ شركة فيسبوك. وفي غضون أشهر، تم شطبه على أنه استثمار فاشل لوول ستريت. الآن يعود عليه الطلب مرة أخرى. وفي عودته دروس لإيلون ماسك تتعلق بملكيته الوشيكة لمنصة تويتر.
بالعودة إلى بضعة أعوام خلت، لم يكن من الواضح إذا ما كانت الشركة الأم لتطبيق سناب شات، سناب، ستنجو. أخذ إنستجرام أفضل ميزات سناب شات وحولها إلى تطبيق لامع بمليار مستخدم. وبحلول أوائل 2019، كانت الأموال تتسرب من شركة سناب. وكانت الأسهم تتداول بأقل من سعر الإدراج قبل عامين والرهانات ضد الشركة تتصاعد. حسب تقديري، كان أمامها نحو ثلاثة أعوام لتغيير الأمور قبل نفاد النقود.
بعد ثلاثة أعوام تمكنت الشركة من ذلك. حسنت من أعمالها في مجال الإعلان الرقمي ودعمت مواردها المالية. ساعد التركيز على المجموعات الصغيرة والرسائل الخاصة على الوصول إلى مائة مليون مستخدم أكثر من منصة تويتر، بينما تنمو قاعدة مستخدميها بشكل أسرع من قاعدة مستخدمي منصة فيسبوك.
الأهم من ذلك كله، أن التطبيق استعاد شعبيته بين جمهور الشباب. إذا لم تكن من مستخدمي تطبيق سناب شات المعتادين فقد يفاجئك هذا، لكن في الولايات المتحدة يوجد لدى تطبيق سناب شات عدد من مستخدمي جيل زد ـ ممن هم في سن المراهقة وأوائل العشرينيات ـ أكثر من مستخدمي تيك توك، أو تويتر، أو فيسبوك، أو إنستجرام، وفقا لبيانات من شركة إي ماركتر. يتم تقدير التقدم هذا من قبل صناعة الإعلان الرقمي التي تعتمد عليها شركات وسائل التواصل الاجتماعي.
أرى التغيير نفسه يحدث في شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بي "الأقدم بكثير". حيث تزدهر مجموعات الدردشة الخاصة على تطبيق تيليجرام وتطبيق واتساب. فقط حفنة من أصدقائي لا تزال تحدث المنشورات العامة على منصتي فيسبوك أو إنستجرام.
إيفان شبيجل، المؤسس المشارك لشركة سناب مع بوبي مورفي، الآن في أوائل الثلاثينيات من عمره. وهذا يعني أنه كبير جدا بالنسبة إلى الفئة العمرية من الجيل زد. لكن عندما سألته لماذا يعتقد أن سناب شات احتفظ بجمهور شاب، أشار إلى الرسائل الخاصة.
قال "لقد ترعرعت أنا وبوبي مع وسائل التواصل الاجتماعي، أعتقد أن حقيقة أنه يمكنك التواصل على تطبيق سناب شات مع الأصدقاء الذين تهتم لأمرهم، دون القلق بشأن التنافس على الإعجابات والتعليقات العامة، يعني أن هناك وسيلة جديدة تماما للتعبير عن الذات".
الآن، يعلم الجميع أن شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالضجر من أنفسهم. يمكن أن تتحول المنتديات الكبيرة إلى مناوشات ويمكن أن تكون المشاركات العامة مقتطفات لامعة، ما يعطي المتابعين انطباعا خاطئا بأن الجميع ما عداهم يعيش حياة مثالية. لقد حققت منصة تيك توك نجاحا في مقاطع الفيديو الأكثر استرخاء والأقل صقلا. لكن أفراد الجمهور المستهدف غرباء، وليسوا أصدقاء.
هذه أخبار سيئة بالنسبة إلى الشركات التي تريد من المستخدمين التفاعل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين يعرفونهم. في 2019، أعلن مارك زوكربيرج، مؤسس منصة فيسبوك، أن المستقبل يكمن في الخدمات الخاصة. لكن شركته، ميتا، لم تتمكن من تحويل تطبيق المراسلة الخاص، واتساب، إلى مصدر دخل كبير. وتختبر منصة تويتر ميزة تسمى الأوساط، حيث يشارك المستخدمون التغريدات مع مجموعة محددة من الأشخاص. لكن لا يزال الحصول على عدد كبير من المتابعين هو مقياس النجاح على المنصة.
لا ترجع شعبية سناب إلى الرسائل الخاصة فقط. لقد أصلحت الشركة تطبيقها في نظام أندرويد، وباعت ما يقل قليلا عن خمسة مليارات دولار من الديون القابلة للتحويل لإنشاء احتياطي نقدي وأنتجت أفكارا جديدة للحفاظ على تفاعل المستخدمين. وجدت مقابلة مع أصحاب حسابات تطبيق سناب شات في سن المراهقة وأوائل العشرينيات في العام الماضي أنهم أحبوا التطبيق لكثير من الأسباب، بما في ذلك مراسلة الأصدقاء، ومراقبة أصدقائهم السابقين عبر وظيفة الخريطة والنظر إلى صورهم المحفوظة.
التغيير لم يطل كل شيء. لا تزال شركة سناب تصر على وصف نفسها بأنها شركة كاميرات رغم اشتهارها بكونها شركة تطبيق وسائل تواصل اجتماعي. ولا تزال تركز على الأجهزة. أطلقت أخيرا طائرة بلا طيار صغيرة وصفراء اللون تسمى بيكسي. ولا تزال تتكبد الخسائر، على الرغم من توقعات بتسجيل صافي دخل إيجابي هذا العام. ومثل جميع شركات وسائل التواصل الاجتماعي، لم تجد طريقة جوهرية لجني الأموال بخلاف الإعلانات الرقمية.
لكن شبيجل الذي أظهرت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به، المسربة، أنه كان ذات مرة - بحسب وصف مدونة تيك كرنش - "أحمق نوعا ما"، قد نضج. وكذلك شركته.
ومع تضاؤل اهتمام المستثمرين، طورت شركة سناب أعمالها في حين كانت تراهن على مستقبل من الواقع المعزز. وتنخرط في صفقات تجارية بينما تستثمر في صفقات أكثر جنونية. في هذا العام، اشترت شركة نيكست مايند الفرنسية الناشئة، التي تعمل على التكنولوجيا التي تتيح للمستخدمين التحكم في الصور الافتراضية بقوة التفكير.
وربما يكون أكبر درس مستفاد من تحول شركة سناب هو الاستفادة من التجارب دون ضغط التوقعات العالية من المستثمرين. وعبر جعل شركة تويتر خاصة، فقد يتمكن ماسك من فعل الشيء نفسه.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES