عندما يضغط الفيدرالي على المكابح سيصطدم أحدهم بالزجاج

عندما يضغط الفيدرالي على المكابح سيصطدم أحدهم بالزجاج
انهار سعر سهم «نتفليكس» بنحو 40 في المائة بعد أن قالت إنها فقدت عملاء وتتوقع أن تخسر المزيد

هل وصلنا بعد؟ إنه سؤال منطقي بالنسبة لمستثمري السندات، بعد التحول التاريخي الذي أدى الى انخفاض في أسعار السندات الحكومية، ليعكس التشدد المتزايد من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
مع الأسف، بالنسبة لأولئك الذين تركوا ليضمدوا جراحهم، فإن الإجابة القصيرة هي "على الأغلب لا". في الحقيقة، انطلاقا من اضطرابات هذا الأسبوع، فإن الهزة عبر الأسواق قد بدأت للتو.
محافظو البنوك المركزية ليسوا متسلطين. أصحاب قرار رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم يريدون أن يحاولوا القيام بذلك دون إثارة عدم استقرار غير ضروري للأسواق المالية، أو الأسوأ من ذلك، حدوث ركود اقتصادي. لكن طريق العودة إلى أسعار فائدة أعلى، فوضوي بشكل لا يمكن تجنبه.
كما قال جوزيف أماتو، كبير مسؤولي الاستثمار للأسهم في شركة نيوبيرجر بيرمان، "عندما يضغط الاحتياطي الفيدرالي على المكابح، فسيصطدم أحدهم بالزجاج الأمامي". من بين الأصول دون حزام أمان هذا الأسبوع أسهم شركة نتفليكس، والين الياباني والرنمينبي الصيني. وسيتبعها المزيد.
إن حجم التحول في أسواق السندات الحكومية أمر يستحق الملاحظة. لقد قال تشارلز هنري مونشاو، كبير مسؤولي الاستثمار في مصرف سيز، إن الأشهر الثلاثة الأولى من العام كانت "عاطفية وصعبة على المستثمرين". كانت السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل في طريقها بالفعل لتحقيق أكبر انخفاض سنوي لها في سجلات تعود إلى 1973، حتى قبل رفع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول للتوقعات هذا الأسبوع، بسبب رفع كبير بنصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة الشهر المقبل.
انخفضت الأسعار بسرعة كبيرة، لدرجة أن عوائد سندات الخزانة القياسية لمدة عشرة أعوام تقترب من 3 في المائة. وعند نسبة 2.9 في المائة، إنها بالفعل عند أعلى نقطة لها منذ 2018.
حتى أننا نشهد، بعد ثمانية أعوام، نهاية حقبة التقلبات لعائدات السندات السلبية. لقد اعتاد المستثمرون، على مضض إلى حد كبير، على شراء السندات، وهم يعرفون معرفة تامة ويقينا أنهم سيخسرون المال عليها إذا احتفظوا بها إلى أجل استحقاقها، وذلك بفضل الأسعار المرتفعة وأسعار الفائدة الضئيلة للغاية بشكل مؤلم. الآن، ظهر 11 تريليون دولار بالكامل "نعم، تريليون بدءا بالحرف تاء" من الديون العالمية، سببها الاستحكام الطويل للعائدات السلبية. لم يتبق سوى 2.7 تريليون دولار متواضعة نسبيا. إن سندات ألمانيا ذات العشرة أعوام ذات العائد المنخفض دائما، أو حتى السلبي، تحقق الآن عائدا بـ0.95 في المائة - أكبر عائد منذ 2015.
في السابع من نيسان (أبريل)، طفح كيل مصرف باركليز فأوصى بشراء سندات الخزانة الأمريكية لمدة عشرة أعوام، لكن بعد أقل من أسبوعين، سحب قراره في حيرة من أمره. إنه وقت عصيب لتكون صائدا للصفقات.
من المنطقي أن أسواق السندات - فئة الأصول الأكثر تأثرا بأسعار الفائدة - ينبغي أن تتفاعل بقوة مع تحول البنوك المركزية في الاتجاه، لكن التداعيات في الأسواق الأخرى بدأت تصبح الآن أكثر وضوحا.
كتب كمال شرما، محلل العملات من بنك أوف أمريكا، هذا الأسبوع: "لقد أصبحنا جميعا متداولي سندات الآن". قال: إن العملات الرئيسة "تهيمن عليها" تحركات سوق السندات هذا العام، مع "وجود سمة واحدة تحكمها جميعا".
يظهر الين الياباني ذلك بوضوح. إذ انهار إلى أدنى مستوى له خلال عقدين من الزمن مقابل الدولار، بسبب الفجوة في الموقف بين الاحتياطي الفيدرالي، الذي لم يخف خطته لرفع أسعار الفائدة، وبين بنك اليابان، المصمم على إبقاء عائدات سنداته منخفضة. عادة ما تكون السلطات اليابانية مغرمة بالحفاظ على الين خفيفا وضعيفا للمساعدة على دعم الصادرات، لكن في هذه الحالة، انخفضت العملة بشدة وبسرعة كافية "11 في المائة منذ بداية آذار (مارس)" لدرجة أن المتداولين في حالة تأهب قصوى للتدخل لدعمه.
الين ليس وحده، حيث تحول الرنمينبي الصيني إلى انخفاض حاد، ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع عائدات السندات الأمريكية إلى مستوى الصين لأول مرة منذ 12 عاما. يتساءل بعض المشاركين في السوق عما إذا كان الفرنك السويسري قد يصاب بنفس الداء أيضا.
لكن ربما يكون أوضح مثال على كيفية تغيير الاحتياطي الفيدرالي للعبة للمستثمرين جاء هذا الأسبوع من منصة نتفليكس، خدمة البث، التي أصبحت ضرورة لا غنى عنها عندما كنا جميعا عالقين في منازلنا، لكنها الآن رفاهية من اللطيف الحصول عليها في وقت تحاول فيه الأسر تقليص التكاليف. انهار سعر سهمها بنحو 40 في المائة، بعد أن قالت: إنها فقدت عملاء وتتوقع أن تخسر المزيد.
كانت شركة نتفليكس واحدة من أسهم التكنولوجيا الفائقة التي كانت تنهار بالفعل منذ أن كشف الاحتياطي الفيدرالي لأول مرة عن نواياه إزاء التشديد، لكن الانهيار الأخير كان مذهلا بجميع المقاييس.
يقول أماتو، من شركة نيوبيرجر بيرمان: "لا أعلم إن كانت هذه إشارة لما هو قادم. أعتقد أنه قد قدم بالفعل". في كلتا الحالتين، فإن الاختلاف في بيئة السوق الحالية الأكثر توترا واضح. يقول: "إذا فاتك رقم، وإذا فاتك توقع مبيعات، فسيؤدي ذلك إلى إعادة تسعير قاسية".
يضيف أن بيئة السوق هذه، مع ارتفاع معدلات التضخم والمخاطر الحقيقية المتمثلة في تجدد فترات الركود، تشير إلى فترات من التقلب وتدعو إلى توخي الحذر.
المستثمرون، بالطبع، يفكرون بالتاريخ هنا. إن ما يسمى بموجة الغضب الناجمة عن الخفض التدريجي للموازنة في 2013، عندما كان مجرد تلميح الاحتياطي الفيدرالي بسحب دعم شراء السندات كافيا لوضع أصول الأسواق الناشئة في وضع حرج، هو المثال الأكبر والأحدث؛ أدت الزيادات السريعة في أسعار الفائدة في 1994 إلى إفلاس أورانج كاونتي في كاليفورنيا ووضعت الأساس لأزمة البيزو في المكسيك.
لسنا قريبين من تلك النقطة بعد. لكن مهمة صانعي السياسة المتمثلة في هندسة هبوط سلس، دون أضرار جانبية خطيرة، هي مهمة صعبة. تقدم آخر الأخطاء الناجمة عن الإهمال تذكيرا بأن الحوادث يمكن أن تحدث بسهولة.

الأكثر قراءة