المؤسسة العامة لتحلية المياه تضاعف الإنتاج 100 مرة ومن الكهرباء 80
تضاعف إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بعد عقدين من تأسيسها في نهاية الستينيات الميلادية إلى أكثر من 100مرة من المياه المحلاة وإلى نحو 80 مرة من إنتاجها من الكهرباء لتصبح المملكة الأولى عالميا في إنتاج المياه المحلاة عبر شبكة من الأنابيب تزيد أطوالها على 3700 كم وتنتج من خلال 30 محطة.
وحرصت الحكومة على السعي الحثيث في توفير سبل العيش الرغيد لأبنائها ولمن قصدها حاجاً أو زائراً أو مقيماً، وكان توفير الماء إحدى أهم الركائز التي أولتها الدولة وما زالت جل عنايتها، كونه عنصر الحياه الذي به تنمو وتتقدم المجتمعات وتزدهر الحضارات.
ويغلب على جغرافية المملكة الطبيعة الصحراوية الجافة وما يتبعها من قلة مصادر المياه وندرة هطول الأمطار على امتداد مساحتها الشاسعة مما زاد من حجم معاناتها فكان لابد والحالة هذه من البحث عن وسائل وطرق جديدة لتوفير كميات المياه وسد احتياجات المواطنين والمقيمين الوافدين من الحجاج والزوار لهذه البلاد.
واهتمت الحكومة السعودية اهتماماً بالغاً بهذا الأمر بفعل التحديات الطبيعية السابقة ولذا وجهت القيادة الكريمة بالبدء في وضع الخطط الاستراتيجية اللازمة لضمان توفير المياه وذلك بإنشاء محطات التحلية على كلا الساحلين الشرقي والغربي لإنتاج المياه المحلاة من مياه البحر لتغذية المدن الساحلية والداخلية وتمديد خطوط النقل اللازمة لتحقيق هذا الغرض.
وكانت بداية الانطلاقة في هذه المشاريع عام 1389هـ ( 1969) عندما أنشئت أول محطة تحلية في مدينة الوجه غرب المملكة والواقعة على ساحل البحر الأحمر ثم توالت الإنجازات في هذا المضمار لتغذية المياه إلى المدن الأخرى بما يتواكب مع ازدياد عدد السكان والتوسع العمراني الذي تشهده هذه البلاد، إلى أن توّجت هذه الجهود بصدور المرسوم الملكي رقم م/49 عام 1394هـ بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتعضيد الموارد الطبيعية للمياه في المملكة بطريقة تحلية المياه المالحة من البحر حيث باشرت أعمالها بإنشاء المحطات وتشغيلها وصيانتها.
واستمرت المؤسسة المعنية في هذا الأمر في تطورها ليتضاعف إنتاجها من المياه إلى أكثر من 100 مرة ومن الكهرباء إلى أكثر من 80 مرة خلال عقدين من الزمن وأصبحت المملكة تحتل المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج المياه المحلاة.
وتحرص المؤسسة بشكل مستمر انطلاقاً من رسالتها ورؤيتها على زيادة الإنتاج وخفض التكلفة والمحافظة على جودة الأداء بشكلٍ عالٍ وبكفاءة أعلى للوفاء بالتزاماتها في توفير أهم منتجين يمسان حياة الإنسان وهما " الماء والكهرباء " وذلك بحكم مسؤوليتها في أداء المهام التخطيطية والإشرافية والتنفيذية لعمليات التشغيل والصيانة الذاتية لـ (30) محطة على طول ساحليها الغربي والشرقي و(14) نظاماً لنقل المياه المحلاة من مواقع محطات الإنتاج إلى المدن الداخلية في المملكة, تزيد أطوال أنابيبها على 3700 كم.
وإدراكاً من المؤسسة لأهمية المورد البشري كطاقة حقيقية للنجاح وتطوير الأداء العام تم إنشاء إدارة التخطيط والتطوير للمساهمة بفاعلية في تحقيق مهمة المؤسسة التي تتطلب قوة عاملة مؤهلة وذات كفاءة عالية وفق خطط مدروسة ومنظمة تكفل استمرار العمل بصورة مأمونة وفعالة، وفي مجال برامج التأهيل والتدريب التي تهدف إلى تنمية وتطوير قدرات وكفاءات العاملين للمساهمة في توطين الوظائف وتهيئتهم للوفاء بمتطلبات العمل في مختلف التخصصات الإدارية والفنية والتقنية وقد بلغ عدد العاملين الذين تم التحاقهم بدورات تأهيلية وتطويرية وندوات وبرامج داخلية وخارجية ما يربو على ستة آلاف موظف تقريباً من العاملين في المؤسسة.
وكانت الموافقة السامية على برنامج تخصيص المؤسسة وإعادة هيكلتها برقم 3/29 وتاريخ 29/6/1429هـ قد صدرت في إطار توجه الدولة نحو المضيء في تطوير المؤسسة وتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة من المياه والكهرباء حيث أنجزت المؤسسة بعد صدور القرار مراحل عدة لإتمام برنامج التخصيص وإعادة الهيكلة، وتأتي المشاريع والإنجازات سواء القائمة أو الجديدة في إطار حرص القيادة السعودية على توفير المياه للمستهلكين في هذه البلاد ولاسيما مع النمو السكاني والتوسع العمراني المطرد.