الخطوط الجوية العربية السعودية ومسيرة حافلة بالإنجازات
على مدى مسيرتها التي تجاوزت الستين عاماً .. كانت الخطوط الجوية العربية السعودية وما زالت تؤدي دورها في خدمة ودعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع مناطق المملكة عبر شبكة رحلاتها الداخلية التي تصل إلى 27 مدينة، إضافة إلى ربط المملكة بدول العالم من خلال شبكة رحلاتها الدولية التي تغطي 58 عاصمة ومدينة في جميع أنحاء العالم.
ورغم تواضع بداية الانطلاقة في عام 1945م بطائرة واحدة من طراز (DC-3) كان قد تلقاها الملك عبد العزيز هدية من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، إلا أن اهتمام الحكومة ودعمها للناقل الوطني الوليد ساهم في تسارع مراحل نموه من خلال تحديث ودعم الأسطول بأحدث ما تنتجه مصانع الطائرات ووضع البرامج والخطط التي تهدف إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مختلف قطاعات صناعة النقل الجوي، حتى غدت الخطوط السعودية اليوم أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط وواحدة من كبريات شركات الطيران العالمية، حيث يضم أسطولها أحدث ما أنتجته شركات الطيران المدني من مختلف الأنواع والأحجام لخدمة ركابها.
وخلال عام 2008 حققت الخطوط السعودية معدلات تشغيلية قياسية تمثلت في نقل 17 مليوناً و 695 ألفاً و514 مسافراً على متن 139.640 رحلة داخلية ودولية ، منهم أكثر من ستة ملايين مسافر خلال موسم الصيف، وبلغ معدل انضباط مواعيد الرحلات ما نسبته 88.29 في المائة، كما تجاوز حجم الشحنات التي تم نقلها على الرحلات الداخلية والدولية والرحلات الخاصة بالشحن 300 طن.
وتشهد الخطوط السعودية حالياً خطوات متسارعة لوضع مشروع تخصيص وحداتها الإستراتيجية موضع التنفيذ في إطار سياسة الدولة التي ترتكز على التخصيص كخيار استراتيجي يهدف إلى تفعيل دور القطاع الخاص ومشاركته في إدارة القطاعات الخدمية الحيوية.
وصدر المرسوم الملكي رقم م 7 بتاريخ 05/08/1428هـ ، وقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 262 بتاريخ 14/08/1428هـ بالسماح للخطوط الجوية العربية السعودية بتحويل الوحدات الاستراتيجية في القطاعات المراد تخصيصها إلى شركات بمشاركة القطاع الخاص، وكانت البداية بقطاع التموين الذي تم بيع نسبة 49 في المائة منه لشركة التموين الاستراتيجي المحدودة، تلاه قطاع الشحن الذي تم بيع نسبة 30 في المائة منه لشركة ترابط، ويجري حالياً تهيئة القطاعات الأخرى للتخصيص مثل الخدمات الأرضية والفنية وقطاع التدريب وغيرها وانتهاء بقطاع الطيران الذي يمثل النشاط الأساسي للمؤسسة وصولاً لتأسيس الشركة القابضة للخطوط السعودية.
كما تشهد المرحلة الحالية قفزات تطويرية واسعة في مجال الخدمات الأرضية والجوية من خلال منظومة متكاملة تشمل تطوير مكاتب المبيعات ومركز الاتصال الموحد للحجز وموقع "السعودية" على شبكة الإنترنت وبرنامج الفرسان إضافة إلى الخدمات المقدمة للمسافرين على الطائرة.
وكانت "السعودية " قد وقعت في 2007 عدداً من العقود والاتفاقيات لدعم أسطولها بـ 70 طائرة جديدة، منها 50 طائرة من طراز إيرباص 320، مع ضمان اختياري بشراء ثماني طائرات من طراز إيرباص 330 عريضة الحجم بسعة 320 راكب، إضافة إلى 12 طائرة من طراز بوينج 787، ستستلم "السعودية" جزءا منها في القريب العاجل.
وفي إطار التحول إلى التجارة الإلكترونية وقعت "السعودية" عدداً من العقود والاتفاقيات مع كبريات الشركات المتخصصة لتحديث البيئة الأساسية لقطاع تقنية المعلومات ومنها اتفاقية مع الشركة العالمية للاتصالات السلكية واللاسلكية للملاحة الجوية (SITA) لربط مواقع المؤسسة خارج المملكة بشبكتها الرئيسية في جدة عبر بروتوكول الإنترنت (IP) وإنشاء شبكات محلية لمكاتب "السعودية" الدولية واستبدال الأجهزة الطرفية منتهية الصلاحية بأجهزة حاسوب شخصي وطابعات حديثة.
كما تم توقيع اتفاقية أخرى مع شركة (SAP) تستهدف في رحلتها الأولى العمليات المالية ومن ثم الموارد البشرية تليها عمليات الصيانة، إضافة إلى توقيع أربعة عقود مع شركة (سيبر) والتي تعد من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال توفير البرامج التقنية لشركات الطيران وذلك لشراء برامج تخطيط الجداول والعمليات الجوية ومراقبة العمليات والخدمات الأرضية وإيرادات الشحن الجوي، كما وقعت "السعودية" عقدا مع شركة ويبرو العربية المحدودة ومجموعة دار الرياض لتحديث الأنظمة الآلية.