اندماجات جديدة في شركات الاتصالات تثير مدّاً من جنون المنافسة

تعتزم شركة تشغيل الكابلات البريطانية NTL شراء شركة فيرجين موبايل Virgin Mobile، خامس أكبر شركة مزوّدة لخدمة اتصال الجوال في بريطانيا وذلك في مقابل 835 مليون جنيه استرليني (1.2 مليار يورو). وقد أكدت الشركتان تلك الأنباء بالفعل.
ومن المفترض أن يؤدي هذا النوع من الاندماجات بين شركة NTL وفيرجين موبايل إلى نشوء مجموعات إعلام مشتركة تضم تزويد خدمات التليفزيون، والتليفون، وخدمات الإنترنت في سلة واحدة في المستقبل. ومن الممكن أن يحقق هذا التمازج قيمة في البورصة تقدر بنحو 6.6 مليار يورو. وسيعمل هذا على إيجاد شركة منافسة جديدة في بريطانيا في مواجهة شركة الاتصالات البريطانية BT، و BSkyB.
وبالنسبة إلى إمبراطورية روبرت ميردوخ، والعدد الكبير من شركات البث التابعة لهذه الإمبراطورية، وغيرها من الشركات المزوّدة للشبكة، فإنها تحاول الآن تحت الضغط ربط نفسها أكثر مع شركات تزويد الإعلام الإلكترونية.
إن ما أشارت إليه بورصة نيويورك حول مؤشرات مجموعة شركات NTL، هو أنها تنوي تقديم بنس واحد فقط لأصحاب الموجودات من شركة فيرجين موبايل، 323، أو من خلال مبادلة الأسهم. وأكبر متداول لشركة الموبايل تلك هو الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون الذي يمتلك نحو 72 في المائة من حصص الشركة. وبدعم من برانسونو بدعم آخر من شركة تي موبايل الألمانية تستخدم شركة فيرجين موبايل سعات شبكتيهما في بريطانيا، وهو الشيء الذي يقوي هذا المشروع بصورة خاصة حسبما صرّحت به شركة NTL.
وإذا وافق باقي المتداولين الآخرين على خطة الاندماج، وقدّموا متطلبات هذا التركيب الثنائي، فإن من الممكن أن تتحقق عقود الترابط و الاشتراك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتحقق خطط دمج NTL مع فيرجين موبايل ردود فعل إيجابية, وبلغ مجموع سعر الأسهم لشركة تزويد خدمة الهاتف النقال البريطانية الذي يُشار إليه منذ تموز (يوليو) الماضي، في البورصة 841 مليون جنيه استرليني، فيما ارتفع سعر السهم قبل أيام بصورة لحظية بأكثر من 8 في المائة. وفي المقابل أشارت أسهم شركة BSkyB، ومجموعة الاتصالات البريطانية إلى خسارة في أسعارهما، وفقد سهم أكبر شركة بث للتليفزيون في أوروبا بصورة لحظية نحو أكثر من 3 في المائة من قيمته.
ويقول جون دافيس المتخصص في الإعلام لدى شركة كلاين فورت فاسر شتاين في لندن إن مجموعة NTL يمكنها من خلال الاندماج مع شركة فيرجين موبايل أن تضاعف حجمها بضربة واحدة مما يعني توسيع انتشار اسم الشركة و قاعدة عملائها و زبائنها.
لكن جيمس مكافيرتي أحد شركاء القطاع لا يستطيع إخفاء شكوكه قائلا: "أخبار الاندماج تنتشر بفرحة و بكثير من الطموح، وهو بالفعل قرار مهم، ولكن كم من الوقت ستستغرق الشركتان، مزودة الكابل، ومزودة خدمة الهاتف النقّال، لإكمال مهمة التضامن"؟
وينتظر سيمون دافي تحديات كبيرة كرئيس لمجموعةNTL إذ عليه كذلك أن يجلس على قمة المجموعة الجديدة. وأعلن دافي مع بداية تشرين الأول (أكتوبر) أن الاندماج المخطط له منذ أعوام بين NTL و الشركة البريطانية المنافسة، تيلي فيست، تم توثيق الهدف منه في عقد الشراكة.
ومن خلال الدمج أرادت شركتا تشغيل الكابل اللتان تشغّلان نحو 19000 موظّف وعامل أن توحّدا قواهما لمواجهة قوة BSkyB، وشركة بث ميردوخ التي لديها في الوقت الحاضر نحو 7.8 مليون مشترك في Pay-TV وتنوي الشركة رفع حجم المشتركين حتى عام 2010 على الأقل إلى 10 ملايين مشترك.
وتحت نظام رئيس الإدارة، جيمس ميردوخ، تتقدم شركة BSkyB في عملية التوسّع في سوق الإنترنت بشكل قوي جداً. ومنذ فترة وجيزة، قدّمت الشركة عرضاً لمجموعة إيزي نت، لتتمكن من تزويد زبائنها و عملائها بمزيج من خدمات التليفزيون، والتليفون، والإنترنت. ويرغب كل من برنسون ودافي في تبني و الاقتداء بهذا النموذج وذلك من خلال الربط مع كابل مجموعة NTL تتمكن شركة خدمة الهاتف الجوال من زيادة عدد زبائنها من نحو 4 ملايين إلى أكثر من 9 ملايين شخص.