"توبة".. مجرم هارب أم بطل منقذ؟

"توبة".. مجرم هارب أم بطل منقذ؟
بوستر المسلسل.
"توبة".. مجرم هارب أم بطل منقذ؟
مشهد من العمل.
"توبة".. مجرم هارب أم بطل منقذ؟
صبا مبارك.
"توبة".. مجرم هارب أم بطل منقذ؟
مشهد من العمل.

ما أن مضت ساعات وأيام قليلة على بدء السباق الرمضاني، حتى انهالت الآراء والتقييمات من كل حدب وصوب، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد أرضا خصبة للتعبير عن موقف وآراء عديد من المشاهدين والمتابعين، وصحيح أنها تطول على مدى شهر كامل معظم البرامج إن سلبا أو إيجابا، لكن هذا العام جاءت استهلاليته الجدلية حول الفنان عمرو سعد، حيث باتت إثارة الجدل صفة بارزة ترافق أعماله، فبعد الزوبعة التي أثارها مسلسله السابق "ملوك الجدعنة"، جاء دور مسلسله الجديد "توبة"، الذي يخوض به سباق مسلسلات رمضان 2022، الذي ما أن انطلقت حلقاته الأولى حتى انهالت عليه الهجمة تلو الأخرى من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين كانوا له بالمرصاد وبدأوا مبكرا، حملات اصطيادهم للهفوات والأخطاء التي يتضمنها المسلسل، فهل هي فعلا تستحق هذا الهجوم بأن الجمهور اعتاد على هجمات مسبقة لتدمير الخصم ومنعه من الدفاع؟

هذه ليست بورسعيد
تتمحور أحداث المسلسل في منطقة شعبية في محافظة بورسعيد، حيث يعيش أحمد عبدالتواب الشهير "بتوبة"، يؤدي دوره عمرو سعد، وسط حارة شعبية لجأ إليها منذ سبعة أعوام بعدما ودع ماضيه الممتلئ بالجرائم، لكن ماضيه سيعود إليه ويطارده من جديد.
لكن المشكلة لا تكمن في قصة البطل وإنما في الجو العام الذي أظهره المسلسل عن بورسعيد، الذي أثار حفيظة سكان المدينة الذين لم يرق لهم الإساءة التي طالتهم من مضامين مسلسل "توبة" وهاجموا القائمين على المسلسل، بسبب ما وصفوه بمغالطة تضمنتها الحلقات الأولى منه لواقع المدينة التاريخية، وهو ما جعل تصدر المسلسل قائمة الأكثر تداولا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدوا أن المشاهد لم يتم تصويرها في المدينة، بل كانت في مكان خارجها، وأشاروا إلى أن المدينة لا يوجد فيها مشاهد العنف والانفلات الأخلاقي الواردة
في المسلسل، وأن سكانها يتسمون بصفات حميدة كعزة النفس والشجاعة، وعدوا أن اللغة المستخدمة في الحوار بين شخصيات المسلسل لا تتماشى مع اللكنة المشهورة لسكان مدينة بورسعيد، وأشاروا إلى أن سكان المدينة لا يستخدمون "ا لتوكتوك" كوسيلة مواصلات، ولا يوجد بائعون متجولون على شاطئ بورسعيد لبيع الملابس، كما أن الفتيات في المدينة لا يرتدين تلك الأزياء الواردة في المسلسل.

"أمثال التكاتك" تسيطر على نجومه وأحداثه
وعلى الرغم من أن الفنان عمرو سعد حاز على اهتمام النقاد وتم تداول الآراء في دوره، إلا أن عددا كبيرا من الممثلين شاركوه في المسلسل وكان لهم دور محوري وكان أداؤهم جيدا، فإلى جانب عمرو الذي يلعب دور شخصية شاب يجمع بين حرفة الخراطة وفتح الخزائن بطرق غير قانونية، يؤدي الفنان دياب دور أخيه غير الشقيق، وتتسم شخصيته بالعنف، فيما تراقبهما الأجهزة الأمنية، في حين يؤدي الفنان ماجد المصري شخصية "سيد الأجنبي"، الشخص الذي يقوم بالشر وكأنه جزء أساسي من حياته اليومية، فنراه يتجه نحو الأعمال الخارجة على القانون ويتحايل على كل قواعد المجتمع.
أما النجمة صبا مبارك التي تقوم بدور "إحسان" فهي فتاة شعبية تظهر بشكل وصورة مختلفين عن الصورة النمطية التقليدية التي قدمتها الدراما عموما للفتاة في الأحياء الشعبية، فهي ابنة الطبقة البسيطة التي تضطرها الظروف للعمل في متجر والدها الذي نراه في الحلقات الأولى يصارع الموت، تبذل مجهودا مضاعفا للحفاظ على تاريخ والدها الناصع في الحي. وفي الوقت ذاته تعيش حالة حب من طرف واحد تجاه بطل العمل "توبة" وتتعرض لمضايقات "سيد الأجنبي".
إضافة إلى الشخصيات والأحداث يحتوي المسلسل على عالمين مختلفين، عالم مدينة القاهرة بشخصياته الغنية وعالم مدينة بورسعيد بشخصياته الثرية. وقد تم تصوير جزء من المسلسل في لبنان، تحديدا في مدينة بيروت التي تحتوي على أماكن تشبه مصر. ويؤخذ على المسلسل التشابه الكبير لدرجة الاستنساخ من مسلسل "ملوك الجدعنة"، ويبدو أن عمرو سعد قد قولب نفسه بشخصية "البلطجي الطيب"، وتكريسه تلك الشخصية المثيرة للجدل لدى جمهوره المتعطش إلى جزء جديد من "ملوك الجدعنة".

ما بين "توبة" و"المشبوه" و"سلام يا صاحبي" استنساخ أم مصادفة؟
لم يكتف النقاد بتشبيه المسلسل بملوك الجدعنة، بل أقدم البعض على تشبيه مسلسل توبة الذي أخرجه أحمد صالح، وكتبته ورشة فنية، إلى حد كبير بقصة فيلم "المشبوه"، الذي عرض قبل 42 عاما، للنجم الكبير عادل إمام وسعاد حسني وفاروق الفيشاوي، لكن باسم آخر، فتم تغيير الاسم وبعض الأحداث في القصة. فيبدو كأنه إعادة تدوير وإنتاج لذلك الفيلم وتقديمه بقالب مسلسل كونه يتشابه معه في الفكرة الرئيسة وهي التوبة ويمكن القول بأن المسلسل تدور أحداثه بعد انتهاء أحداث فيلم "المشبوه" مع اختلاف بعض الشخصيات الرئيسة ومن الصعب إعادة تقديم الفيلم في مسلسل درامي، وفي هذا الصدد أكد السيناريست محمد فوزي أحد مؤلفي مسلسل "توبة" أنه ليس مأخوذا عن فيلم "المشبوه" قائلا، نحن لا نعيد إنتاج الفيلم، لكنه يتشابه معه في الفكرة الرئيسة وهي التوبة.
وفي سياق متصل، شهدت الحلقة الأولى من المسلسل، مشهدا ظهر فيه الفنان عمرو سعد، وهو بائع ملابس متجول، برفقة زوجته، وهو يواجه ويتعارك مع التجار الآخرين الذين يحاولون أخذ البضاعة منه بوضع اليد كي لا يقف في ذلك المكان مرة أخرى، فتظهر قوة توبة ويتمكن من ضرب الجميع بسهولة، فتارة يبيع ويقول بـ"25 جنيها"، وتارة أخرى يضرب من يحاول الهجوم عليه.
يذكرنا هذا المشهد بمشهد في الفيلم الشهير سلام يا صاحبي، بطولة الفنانين عادل إمام والراحل سعيد صالح والقديرة سوسن بدر، بالتفاصيل نفسها، إذ يظهر الثلاثي وهو يحاول بيع البطيخ في السوق، ومن ثم يأتي التجار يحاولون السيطرة على بضاعتهم كي لا يبيعوا بسعر أقل في السوق مرة أخرى، فيتمكن عادل إمام وسعيد صالح من ضرب المعتدين أثناء البيع وهم يقولون "بـاتنين ونص وتعالى بص".
وبالرغم من انتقادات الجمهور للحلقات الأولى منه، إلا أن البعض الآخر أشاد بالعمل وعبروا عن سعادتهم بالمسلسل وانتظارهم للحلقات المقبلة. حيث أشادوا بأداء عمرو سعد وصبا مبارك وأيضا لفت انتباه الجمهور الأفيهات بين عمرو سعد وأسماء أبو اليزيد ومنها، "دعيت ربنا أداني وعين الناس مش سايباني".
من جانبه غرد المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال، عن رأيه في مسلسل "توبة" عبر حسابه على موقع "تويتر": "حتى الآن مسلسل توبة وعمرو سعد يأخذ الأوسكار".

الأكثر قراءة