كيف بنت أكبر عصابة برازيلية إمبراطورية مخدرات عالمية؟

كيف بنت أكبر عصابة برازيلية إمبراطورية مخدرات عالمية؟
كيف بنت أكبر عصابة برازيلية إمبراطورية مخدرات عالمية؟
لينكولن جاكيا، (55 عاما)، المدعي العام، أكثر رجل مهدد في البرازيل. "إيه إل.إس بي"

على مدار 24 ساعة في اليوم، ما لا يقل عن عشرة ضباط شرطة - ثمانية جنود من كتيبة خاصة، مسلحين ببنادق هجومية، وإثنين أو ثلاثة آخرين يرتدون ملابس مدنية - يقومون بحماية لينكولن جاكيا. مدعي عام الدولة من ساو باولو "ليس لديه شك" في أنه أكثر رجل مهدد في البرازيل.
جاكيا، (55 عاما) وأب لطفلين، يقول، "لدى الشرطة تصنيفات للمخاطر والتصنيف الخاص بي عند أعلى حد. هذا يجعل الحياة مقيدة للغاية. لا أستطيع السفر، لا أستطيع الذهاب إلى الحانات أو المطاعم. ينتهي بنا المطاف في الأغلب بالبقاء في المنزل".
حياة جاكيا الشخصية المنعزلة هي نتيجة لمهنته. لمدة تقرب من 17 عاما، كان يحقق في عصابة أصبحت الآن تعرف بقيادة العاصمة الأولى Primeiro Comando da Capital وهي عصابة الجريمة المنظمة المسيطرة في أمريكا الجنوبية. بالنسبة إلى كثيرين، تعرف اختصارا باسم بي سي سي.
المجموعة التي أسست قبل نحو ثلاثة عقود كجماعة أخوية في السجن لحماية النزلاء في نظام السجون الوحشي في ساو باولو، تطورت اليوم إلى عصابة مافيا متعددة الجنسيات تضم نحو 40 ألف عضو وتتدفق إليها إيرادات متنوعة تزيد على نصف مليار دولار كل عام، وفقا للمدعين العامين في ولاية ساو باولو.
بصفتها عصابة إجرامية مسيطرة لفترة طويلة في ساو باولو - أكبر مدينة في الأمريكيتين - وسعت المجموعة هيمنتها عبر البرازيل على مدار العقد الماضي، وضمت معظم المناطق التابعة لعصابة الفرقة الحمراء الإجرامية، منافستها الرئيسة ومقرها ريو دي جانيرو، في حرب عصابات عنيفة على مستوى البلاد.
خلال ذلك، أقامت عصابة "بي سي سي" علاقات تجارية مع عالم الإجرام في المنطقة، وعقدت صفقات مع مزارعين بوليفيين لتزويدهم بعجينة الكوكايين ومقاتلي منظمة فارك السابقين في كولومبيا لتوفير التدريب والأسلحة. في منطقة الحدود الثلاثية بين البرازيل وباراجواي والأرجنتين، تعاونت مع العصابات اللبنانية - التي تعتقد بعض السلطات البرازيلية أن لها صلات بحزب الله - لغسل الأموال، وفقا للمدعين العامين والشرطة الفيدرالية.
خلال هذه الفترة، كان تركيز العصابة منحصرا تقريبا على بيع المخدرات إلى السوق البرازيلية. لكن تغير هذا الآن، كما يقول محققون. في الأعوام الثلاثة إلى الأربعة الماضية، أصبحت أعمال التصدير الخاصة بعصابة بي سي سي عالمية.
بعد تكوين علاقات مع عصابة ندرانجيتا الإيطالية - التي يمكن القول إنها أقوى عصابة جريمة منظمة في العالم - بدأت "بي سي سي" تصدير الكوكايين إلى أوروبا وجني أرباح وفيرة، كما يقول جاكيا. أنشأت نقاط شحن في غرب وجنوب إفريقيا بهدف التنويع للحد من المخاطر. في الولايات المتحدة، اكتشفت السلطات وجود "بي سي سي" في ولايات متعددة.
أنشأت مصادر جديدة للإيرادات. تقول الشرطة إنها وراء الارتفاع في الجرائم الرقمية، بما في ذلك عمليات الاحتيال على "واتساب" التي يقع في شركها ملايين البرازيليين سنويا، عادة عن طريق استنساخ حساباتهم ثم طلب الأموال من جهات الاتصال الخاصة بهم. كما أنها تتجه نحو الجريمة البيئية، حيث يتزايد حضور أعضاء العصابة بين مجموعات التنقيب عن الذهب غير القانونية في المناطق الشمالية من غابات الأمازون المطيرة.
يقول ليوناردو رومانيلي، ضابط استخبارات في مكتب مدعي عام الدولة في ساو باولو، "لا يمكنني التأكيد بما يكفي على مدى نمو ’بي سي سي‘، لقد أصبحت أكثر ثراء وأكبر بكثير. أصبحت أكثر تطورا في اتجارها بالمخدرات في الخارج. حتى 2017، كان هناك طريقا باراجواي وبوليفيا، اللذان يؤمنان المخدرات لغرض الاستهلاك في البرازيل. لكن منذ 2018- 2019، أصبحت ’بي سي سي‘ لاعبا دوليا كبيرا جدا".
اعترافا بنفوذ "بي سي سي" المتنامي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في كانون الأول (ديسمبر)، عقوبات ضد العصابة التي تتخذ من ساو باولو مقرا لها - وهي أول إجراءات من نوعها تفرض ضد جماعة إجرامية برازيلية. قالت وزارة الخزانة، "لقد شقت طريقا دمويا للهيمنة من خلال الاتجار بالمخدرات، فضلا عن غسل الأموال والابتزاز والقتل المأجور وتحصيل ديون المخدرات".
مع تزايد قوة "بي سي سي"، يخشى خبراء الأمن الآن أن تكون البرازيل في بداية عملية السيطرة على الدولة، حيث تستخدم العصابة ثروتها للتأثير في السياسات المحلية والوطنية وإفسادها، فضلا عن القضاء والشرطة. يشعر البعض بالقلق من أن "بي سي سي" أصبحت أكبر من أن يتم مواجهتها.
"آمل ألا تصبح البرازيل مثل كولومبيا في التسعينيات أو المكسيك الآن"، هذا ما قاله جاكيا من مكتبه في مدينة بريزيدنت برودنت في المناطق الداخلية من ولاية ساو باولو. كان الباب والنوافذ من حوله مصفحة.
رافاييل الكاديباني، خبير الجريمة في المنتدى البرازيلي للأمن العام، يصوغ الموقف بشكل أوضوح، "إن ’بي سي سي‘ هي أكبر خطر يهدد الدولة البرازيلية. إذا لم نفعل أي شيء، فمن الممكن أن نصبح دولة مخدرات ".
من سجناء إلى محترفين
تعود أصول المجموعة إلى 1992، عندما اقتحمت الشرطة سجن كارانديرو بالقرب من وسط ساو باولو لقمع أعمال شغب. أسفرت العملية الفاشلة عن مقتل 111 سجينا. أظهرت صور من مكان الحادث صفوفا من الجثث العارية ومباني زنزانات متداعية وهي مغمورة بالدماء.
كانت المذبحة حافزا للتعامل مع المشكلة من أجل نزلاء سجون ساو باولو. بعد انطلاقها العام التالي مع حفنة من الأعضاء، توسعت "بي سي سي" بشكل سريع، وقدمت نفسها على أنها "أخوية" لحماية النزلاء من تجاوزات الدولة. كان الأعضاء مطالبين بدفع المستحقات ومقابل ذلك سيتم "تعميدهم" بصفتهم إخوة.
أثبت نظام السجون أن "بي سي سي" أرضا خصبة للتجنيد، بصفتها مكانا يؤوي مئات الآلاف من السجناء الذين يعيشون عادة في ظروف مزرية وعنيفة.
برونو بايس مانسو، باحث في جامعة ساو باولو ومؤلف كتاب بعنوان، الحرب A Guerra، عن عصابة "بي سي سي"، يقول، "في هذا العالم خلف الأسوار، ظهرت مدينة جديدة تقريبا. نظام السجون كان المكان الذي زادت فيه قوتهم، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتم اعتقالهم، زادت قوة بي سي سي".
سرعان ما انخرطت المنظمة في الاتجار بالمخدرات، عن طريق شراء المواد الخام من الموردين في بوليفيا وباراجواي، قبل تجهيز الكوكايين والكراك كوكايين للبيع في ساو باولو، وهي ولاية يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة.
خلال هذه الفترة، شنت "بي سي سي" حربا مفتوحة ضد سلطات الدولة، خاصة في أيار (مايو) 2006 عندما شنت نحو 300 هجوم ضد أهداف مدنية وأمنية خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة، الأمر الذي أجبر الحكومة المحلية على تنفيذ عمليات الإغلاق وفرض حظر التجول. تعرضت المصارف للسرقة وتم الهجوم على مراكز الشرطة من قبل مجموعات من أعضاء "بي سي سي". أضرمت النيران في عشرات الحافلات في أنحاء المدينة. تم تنسيق موجة العنف من السجون عبر الهواتف المحمولة.
لكن منذ ذلك الحين، يقول محققون وخبراء أمن إن "بي سي سي" تتجنب بشكل متزايد المواجهة المباشرة مع الدولة لاتباع نهج أكثر هدوءا وتنظيما، يمكن أن يدر أرباحا أكبر. يقول بايس مانسو، "أدركوا أنهم بحاجة إلى القدرة على التنبؤ، لذلك بدأوا يصبحون أكثر احترافية، وبدأوا يتحدثون عن المال والأرباح".
يضيف رومانيلي، "إنهم ما زالوا عنيفين بالفطرة لكنهم غيروا الطريقة التي يمارسون بها العنف"، مشيرا إلى أن العدوان اليوم لا يتم توجيهه إلى الدولة بقد ما يتم توجيهه إلى منافسيها المحليين.
كان من الضروري لإضفاء الطابع الاحترافي على "بي سي سي" القيام بتوسيع نظام التقسيمات التنظيمية المسؤولة عن مجالات محددة. كانت هناك ثلاثة تقسيمات أسياسية تم البدء بها، الاتجار بالمخدرات، والانضباط الداخلي، ودعم الأعضاء الموقوفين. مع مرور الوقت، توسع هيكلها ليشمل تقسيمات للدعم القانوني، والمحاسبة وأعضاء من النساء.
في 2014، أنشأت المجموعة ضوابط عامة للولايات والدول، وهو قسم مخصص لقيادة التوسع الوطني والدولي لـ"بي سي سي"، حيث أرسلت منسقين لفتح أسواق جديدة.
لكن على المستوى الوطني، أدت هذه الاستراتيجية إلى زيادة في إراقة دماء العصابات حيث تنافست "بي سي سي" على الأراضي في شمال شرق البرازيل ومناطق الأمازون ضد العصابات المحلية إضافة إلى منافستها الوطنية الرئيسة، الفرقة الحمراء في مدينة ريو.
لكن توسعها الدولي كان الأمر الحقيقي الذي غير قواعد اللعب، حينما دخلت في تحالف مع عصابة ندرانجيتا في إيطاليا. من خلال بيع منتجاتها في أوروبا وتحقيق أرباح باليورو، عززت "بي سي سي" أرباحها وقوتها بشكل كبير، كما يقول محققون.
يشرح جاكيا أن "بي سي سي" تشتري العجينة الأساسية، أو مستخلص أوراق الكوكا، بنحو ألف دولار للكيلو. يمكن تحويل كل كيلوجرام إلى كيلوجرامين أو ثلاثة كيلوجرامات من الكوكايين. كل كيلو يباع في سوق التجزئة بنحو 35 ألف يورو في أوروبا. "بي سي سي" تشحن ما لا يقل عن طن واحد شهريا من ساو باولو أو من موانئ أخرى تسيطر عليها في جنوب أو شمال شرق البرازيل، حسب تقديرات جاكيا.
يقول، "منذ لحظة وصول الشحنة إلى أوروبا، المافيا مسؤولة عن تخليص المخدرات من السفن، وهو ما تفعله بطرق مختلفة. إذا أرسلت بي سي سي طنا واحدا، تكون حصة المافيا منها 400 كيلوجرام".
يضيف أنه تجارة ذات مخاطر منخفضة بالنسبة إلى عصابة بي سي سي، "إذا تم ضبط شحنة، فسيخسرون المخدرات فقط، ولن يذهب أحد منهم إلى السجن. أما إذا نجحوا، فسيحصلون على المال باليورو".
تشير تقديرات محققين في ساو باولو إلى أن العائد السنوي للجماعة الإجرامية يبلغ نحو 500 مليون دولار، كما يقول جاكيا. "هل يمكنك أن تتخيل الأرباح؟"
يقدر خبراء مستقلون في المجال الأمني أن الرقم قد يكون أعلى من ذلك نظرا إلى أن حجم سوق الكوكايين البرازيلية يقدر بمليارات الدولارات وأن "بي سي سي" تسيطر على حصة الأسد منها.
تشير دراسة مشتركة، أجرتها مؤسسة إنسايت كرايم الفكرية ومركز الجامعة الأمريكية لدراسات أمريكا اللاتينية واللاتينيين، إلى أنه في 2020، تعقبت الشرطة الفيدرالية أكثر من خمسة مليارات دولار في شكل أصول تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة - بما في ذلك سيارات، ومنازل وقوارب - كجزء من تحقيقات مكافحة غسل الأموال ضد "بي سي سي".
الهيكل التنظيمي للعصابة
على عكس عصابات المخدرات التقليدية في أمريكا اللاتينية، التي عادة ما يكون لها رئيس واحد معروف، تتوزع السلطة في "بي سي سي" من خلال قيادة عليا أكبر.
في قمة الهرم، يتربع مجلس استشاري يتكون من ستة أو سبعة من كبار الشخصيات، الذين يجب أن يوقعوا على القرارات الكبيرة، مثل شن حرب أو فتح حدود جديدة، كما يقول رومانيلي. يضم هذا المجلس ماركوس ويليانز هيرباس كاماتشو، المعروف أيضا باسم ماركولا، الذي كان على مدار عقود الوجه العام لـ"بي سي سي". حيث يقضي حكما بالسجن مدته 332 عاما لارتكابه جرائم من بينها القتل والاتجار بالمخدرات.
في 2019، نجحت السلطات في زج كل فرد في هذا المجلس في السجون الفيدرالية دون تمكينه من الوصول إلى الهواتف المحمولة. يقول محققون إن هذا قد أدى إلى تعقيد عملية صنع القرار في المجموعة، وأدى إلى انتقال السلطة إلى مستويات أدنى في التسلسل القيادي.
تحت إمرة المجلس الاستشاري، هناك نحو 50 إلى 100 شخص من الزعماء الإقليميين المنتشرين في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية. يوجد تحت إمرتهم الآلاف من جنود المشاة اليافعين جدا، والفقراء جدا في كثير من الأحيان.
قال رومانيلي، "هناك قسمان من عصابة ’بي سي سي‘. القاعدة التي تضم الفقراء جدا جدا، الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة. وهؤلاء يشكلون أكثر من 95 في المائة من الأعضاء. ثم هناك القسم الثاني من ’بي سي سي‘، وهي الطبقة العليا التي تعيش في أفضل أحياء ساو باولو، والبرازيل، والباراجواي".
لا يزال الأعضاء يعرفون باسم "الإخوة" ومهمتهم هي تطبيق التشريعات والقوانين في المجتمعات التي يسيطرون عليها. هذا يشمل ما يسمى بمحاكم الجرائم، حيث يفصل أعضاء "بي سي سي" في القضايا ويصدرون الأحكام، بما في ذلك عقوبة الإعدام.
تقول السلطات إن هذا النوع من الحكم الجنائي يمزق النسيج الاجتماعي في البرازيل، على الرغم من أن كثيرين ممن يعيشون في هذه المجتمعات يجادلون بأنه يجلب النظام الذي لم يكن موجودا من قبل.
يقول راعي كنيسة إنجيلية في بارايسوبوليس، أحد أكبر الأحياء الفقيرة في ساو باولو، "هل جعلت ’بي سي سي‘ المجتمع أكثر تنظيما وأقل عنفا؟ نعم، أنا أعتقد ذلك. لقد جلبت الاحترام والالتزام بالحدود. وجلبت التنظيم. تمكنت من فعل ما لم تستطع الحكومة القيام به".
يقول بايس مانسو إن هذا الالتزام بمجموعة منظمة من القوانين كان الأساس لتوسع "بي سي سي" بسرعة على الصعيد الوطني. أصبحت أشبه بحكومة لعالم الجريمة وللمجتمعات الفقيرة التي لم تكن الحكومة البرازيلية موجودة فيها.
"عصابة ’بي سي سي‘ أشبه بالجهة التنظيمية للعالم الإجرامي. فهي تضفي المصداقية على القوانين. الجميع يلتزم بالقوانين. تأتي قوتها من الشبكة التي تعمل من خلالها".
شركة الجريمة العامة المحدودة !
مع نمو هذه العصابة، تنوعت اهتماماتها التجارية. في حين أن التركيز السائد لا يزال على الاتجار بالمخدرات، إلا أنه بات ينتقل بشكل متزايد إلى الجرائم الرقمية، ولا سيما الجرائم البيئية.
التعدين غير القانوني في غابات الأمازون المطيرة يوفر ثلاث فرص لـ"بي سي سي"، الربح المباشر من الذهب، وابتزاز عمال المناجم، وفرص غسل الأموال.
يقول ضابط شرطة فيدرالي في ولاية رورايما الأمازونية، "يشارك كثير من الأعضاء في ’بي سي سي‘ في التعدين ويشتبه في أن هذا له علاقة بطريقة جديدة لتمويل المنظمة، باستخدام نشاط لا يتم قمعه مثل تجارة المخدرات والأسلحة". أضاف، "كانت هناك أيضا عدة شكاوى من عمال المناجم حول ابتزازهم من قبل أعضاء مزعومين في ’بي سي سي‘ - فهم يتقاضون المال مقابل "توفير الحماية".
تشتهر صناعة الذهب الأمازونية بأنها غير خاضعة للتنظيم بشكل كبير ويرى كثير من الخبراء أنها وسيلة واضحة لغسل الأموال. مثل كثير من الجماعات الإجرامية، كافحت "بي سي سي" لفترة طويلة للتوصل إلى أفضل السبل لتبييض أموالها. في مرحلة ما في أعوامها الأولى، لجأت المجموعة إلى دفن ملايين الدولارات تحت الأرض.
بعد ذلك، انتقلت "بي سي سي" إلى تشغيل محطات الوقود، وبيع السيارات وخدمة ركن السيارات - وهي عمليات تغطية أمامية بسيطة يمكنها أن تمتص النقود القذرة بسهولة. يقول رومانيلي، "في الوقت الحاضر، تستخدم العصابة العملات المشفرة والذهب".
يقول جاكيا، اليوم تعمل "بي سي سي" مثل الشركات، تقسم المهام إلى إدارات لها سجل ثابت من العمليات عبر الوطن. قال، "إنها مثل شركة كبرى. شركة جريمة عامة محدودة".
مع ذلك، هذا النفوذ المتزايد، جعل لها حضورا لا مفر منه بشكل متزايد في الحياة البرازيلية. يقول محققون وخبراء آخرون إن "بي سي سي" بدأت في التسلل إلى عناصر من الدولة البرازيلية وإفسادها، تماما كما فعلت عصابات المخدرات في كولومبيا في تسعينيات القرن الماضي. نجحت بشكل خاص في إفساد الشرطة وحراس السجون. لكنها الآن تتسلل حتى إلى النظام القضائي والنيابة العامة.
يضيف ألكاديباني، "إنها تعمل بشكل أكبر باستخدام أسلوب الفساد. فهم منخرطون في البرلمان. لديهم أموال كثيرة، إنهم يفسدون الشرطة، والسياسيين والقضاة (...) كل شخص يبدو أنه يقف أمام ’بي سي سي‘ يواجه مشكلات".
إنها حقيقة يعرفها جيدا المدعي العام جاكيا، الذي يعيش خلف الجدران العالية والزجاج المضاد للرصاص. يقول إن الأمر القائم بجلب رأسه سيتبعه إلى سن التقاعد والشيخوخة.
"يقولون إنهم لا ينسون شيئا ولأنهم في السجن بالفعل، فلديهم كل الوقت لتحقيق ما يريدون. إنه أمر يجعل حياتنا معقدة للغاية".

الأكثر قراءة