وجدت نفسي غائصا في لعبة استخباراتية قذرة وخطيرة تسيء إلى السعودية
قال عبد العزيز الشنبري, السعودي العائد من لندن الذي كان يوصف بالرجل الثاني في حركة ما يسمى الإصلاح, إن بداية علاقته بالحركة عبر اتصال هاتفي مباشر منهم, حيث أعجب وقتها بأفكار الحركة وتبني أفكارا معينة لديها, وقال إنه عاش في أعماق الحركة والتجربة القاسية, مشيرا إلى أنه لم تكن هناك أي تسهيلات ولم يجر أي اتصال بالسفارة السعودية ولا أي مسؤول سعودي للعودة إلى البلاد, ومعلوم أن الشنبري أجرى العديد من اللقاءات التلفزيونية ولكنه يكشف لنا من المشاعر المقدسة حقائق تجربته وعلاقته مع الحركة قائلا إن آخر سنة من عمله في الحركة بدأ يتخلص من أعبائها حتى استقبال المكالمات الهاتفية يرفضها, وبين أنه عند ما سمع خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما تحدث عن البيعة وقال "أعاهدكم بالله أن أحكم فيكم شرع الله" والكلمة التي أثرت فيه على حد قوله عندما قال "أعينوني" .. جلست أراجع نفسي واتخذت قرار العودة مع وعود زوجته بالسفر إليه. وقال الشنبري إن أمنيته تحققت بعد أن منّ الله عليه بالحج, وأشار إلى أنه وجد نفسه غائصا في لعبة استخباراتية قذرة وخطيرة كانت تسيء إلى المملكة, ويضيف الشنبري البالغ من العمر 37 عاما أنه مستعد لمقابلة أي جهة حكومية لإعلامها بكل تفاصيل تجربته مع الحركة.
ودعا الشنبري من غرروا به وما زالوا في ما يسمى حركة الإصلاح أن يقفوا وقفة صدق ومراجعة مع الذات, وقال في نداء عبر "الاقتصادية" عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويتخذوا موقفا شجاعا, مشيرا إلى أنه لم يحصل له شيء يسيئه منذ رجوعه إلى الوطن, وقال إذا غلطت فيجب أن أكون شجاعا وأتحمل مسؤولية أخطائي. واستمر اللقاء زهاء ساعتين مع عبد العزيز الشنبري الذي لم يتحفظ على أي سؤال وجه إليه.
في البداية نود أن نتعرف على نشأتكم وبداية حياتكم العملية؟
ولدت في مدينة الطائف في 27/12/ 1387هـ, ووالدي متوفى وهو من الأشراف الشنابرة, وعشت حياة عادية مثلي مثل أي إنسان, تربيت يتيما فترة من الزمن أكملت دراستي في جدة وابتعثت إلى أمريكا وكنت أعمل في التجارة ولدي أملاك وعقارات في الطائف وكنت أعيش حياة عادية ولم أتخيل أن "أطلع هذه الطلعة". ومظاهر الود والحرص علينا وجدناها لدى ولاة الأمر وهذه من الأمور التي جعلتني أتراجع عن المنهج الذي كنت أسلكه.
ما مستواك التعليمي؟
أنا متخرج في أمريكا وعندي اهتمامات تجارية ولم أهتم بالشهادة التعليمية, سافرت كثيرا وأتحدث بعدد من اللغات الأجنبية.
حياتك الأولى أين قضيتها؟
حياتي الأولى كانت في الطائف وانتقلت إلى جدة وأنا متزوج ولدي من الأبناء نمي (عشر سنوات) وعبد الكريم (خمس سنوات) وابنتي رينالد.
كم المدة التي قضيتها خارج البلاد؟
قضيت سنتين وأربعة أشهر.
كيف كانت بداية تعرفك بحركة سعد الفقيه؟
علاقتي بالحركة بدأت من إعجاب متسرع بأفكار معينة للحركة أو تبني أفكار أخرى, ولكن في الحقيقة عشت في أعماق الحركة, والتجربة القاسية التي مررت بها أنني وجدت نفسي غائصا في لعبة استخباراتية قذرة وخطيرة تسيء إلى بلدي أكثر مما أحققه لشخصي أنا, وكانت بدايتي عبارة عن اتصال مباشر وبعدها قررت الالتحاق بالحركة وغادرت من جدة إلى لندن دون علم أهلي و"ربعي" وبدأت في الانخراط في العمل الحركي.
عند وصولك إلى لندن هل كانت الحركة في استقبالك؟ وهل هناك ترتيبات مسبقة مع أحد من أعضائها؟
بغض النظر عن الاستقبال هو شيء طبيعي ليست تلك النقطة المهمة, الحركة تبنتني بحكم وضعي الاجتماعي وسمعتي كوني من آل البيت وحاولت أن تحقق نتائج على حساب آل البيت لدعم الحركة لأنها قبل انضمامي إليها كانت توصف بالفئوية والمناطقية, وأنها حركة نجدية تتبع لتيار معين في البلد. ولكن منذ انضمامي إليها بحكمي من أهل الحجاز جعل بعضا من الناس يقبل على الحركة بغير شعور, والذي يسمع الكلام عن الحركة يتوقع أن هذه نهاية المطاف, وهذا كل ما يحدث, والمتابع لها عندما يكون عنده الرغبة أنك تسمع للحركة وتتخذ أفكارها هذا يعني أنك نظرت إليها من جانب واحد, فعندما تكون مقيدا من جانب واحد تنظر إلى قضية معينة لا تستطيع أن تخرج منها, بالعكس تتبنى أفكارها مثلما يحدث لحملة السلاح في المملكة الذين ينظرون إلى الأمور من جانب واحد, لكن إذا تعددت الجهات التي ينظر منها الشخص قد يكون هناك مخرج أو حل لقضية معينة.
تقول إنه تم استقبالك في المطار بعد ذلك ماذا حدث ؟
تم استقبالي في المطار كضيف.
بعد انضمامك مباشرة للحركة ما الدور الذي كنت تلعبه داخل الحركة وما مسؤولياتك؟
الحركة ليس فيها مراكز قيادية أو مناصب ولم يكن في الحركة غير سعد الفقيه وبعد ذلك ظهر عبد العزيز الشريف رجلا ثانيا في الحركة صوتا إعلاميا, وكنا نقوم بكل الأعمال التي يتطلب تحديثها من الرسائل أو التصريحات الإعلامية أو لقاء الصحافيين الأجانب الذين يهتمون بالجانب السعودي, وكنا نؤدي دورا واحدا ولم تكن هناك أدوار مختلفة لكل فرد.
كم الفترة التي عشتها في هذه الأجواء داخل الحركة؟
عشت سنتين وأربعة أشهر في جو من الحيرة, خصوصا أول سنة قضيتها لكن السنة الثانية والأشهر الأربعة الأخيرة كانت هناك ردود فعل وتطورات تجعل الإنسان يقف ويراجع نفسه لأنك تفت في عضد وطنك وتطمح إلى أشياء ليست منطقية, وفي وطني نشاهد مشاريع ومصانع وشركات جديدة في المجالات الاقتصادية كل يوم. وهناك نقطة مهمة أثرت في نفسي وفكرت فيها وأثرت فيّ شخصيا عندما سمعت خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عندما يتحدث عن البيعة عندما قال "أعاهدكم بالله أن أحكم فيكم بشرع الله, والكلمة التي أثرت في عندما قال (أعينوني ) فراجعت نفسي وشعرت حينها كيف تتم إعانة ولاة أمرنا. ومن المناهج الخاطئة في الحركة أنها تنتقد حتى الأعمال الجيدة من توسعة الحرمين والمشاريع النهضوية التي شهدتها المملكة, وكان من المفروض أن نذكر الأعمال الجيدة في الدولة لنأخذ بعض الصدقية والمنهجية في الطرح. بل كنا نستهتر بكامل البلد وبمؤسساته وأمنه, محاولين أن ننهش بكل جهة فيه نستطيع أن ننال منها ونستغل كل الظروف الإقليمية والدولية لمآربنا.
كيف كنتم تقضون حياتكم اليومية داخل ما يسمى حركة الإصلاح؟
نبدأ حياتنا اليومية في الصباح بمتابعة وسائل الإعلام كافة وما كتب عن الوضع في الشأن السعودي من النواحي الاقتصادية والسياسية وتبدأ اتصالاتنا لمعرفة الأخبار من الإعلاميين الأجانب, خاصة صحيفة "القدس", التي تهتم بالشأن السعودي. كانت الحركة تتجاهل الإعلام السعودي لأنه يقرأ الأحداث من منظور آخر غير الذي تفكر به الحركة وغير الذي تفكر به بعض الخطابات السياسية الغربية.
أين كان تجمّع الحركة اليومي؟
كان تجمع الحركة في استديو عادي ومكاتب, والأعضاء كل منهم ساكن بمفرده وليس هناك دوام رسمي إلا وقت البث ولكن هناك التزامات للحركة, وكانت الاتصالات توفر للواحد التنقل بين منزله ومقر الحركة.
ما أهداف الحركة من خلال معايشتكم لها قرابة عامين ونصف؟
لم أعرف توجها معينا لديها ولكن الحركة لم تسكت عن تسفيه أي عمل جيد في المملكة وكل ما يصدر من ولاة الأمر, ونعلم أننا لن نستطيع تقويض هذه الدولة, مع علمنا أن الملك عبد الله لديه أجندة واضحة للإصلاح, وأعتقد أن الإصلاح لن يأتي بالطريقة التي تنادي بها هذه الحركة, وهذا من واقع تجربة وأهم ما في الأمر أنني الآن أعرف قدر البلد أكثر من ذي قبل بعد أن خضت التجربة أصبحت لدي قناعة أن مجتمعنا مجتمع متميز عن العالم كله.
كانت الحركة تبث أخبارا مفبركة وكاذبة ومبالغا فيها لدرجة لا يصدقها العقل, كيف كنت تقرأها خلال وجودك داخل الحركة؟
الأخبار وعدم صحتها كانت من ضمن الأشياء التي كنا نختلف عليها كثيرا ولا أنكر لك أن التزييف والخديعة وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل وإثارة العامة في المجتمع كانت من سياسات الحركة, إضافة إلى مهاجمة النخب وهي من ضمن الأشياء التي كنا نرتكبها.
الأحداث الإرهابية التي وقعت في المملكة هل الحركة لها دور فيها أو على علاقه برؤوسها وقادتها؟
للحركة دائرة ضيقه أنا لا أعرفها والأحداث التي وقعت خطأ كبير ولا أحد يرضى بهذه الأعمال, وهؤلاء هم أولادنا ضلوا عن الطريق, وأكرر أن العلماء لهم دور كبير في محاربة الإرهاب.
لكن كانت الحركة تؤيد ما يقع من حوادث إرهابية وتعلق مباشرة عليها وتصدر إحصائيات غير دقيقة عنها؟
الحركة تتبنى التحريم, وكخطاب سياسي لم يسبق لها أن أيدت هذه الأعمال لأن هذا يخالف الأنظمة والقوانين في أوروبا وأمريكا, والحركة حريصة على رضا تلك الجهات, والإثارة التي تنتهجها الحركة في تضخيم الأمور هي من صلب أعمالها, والفتن موجودة في الأمة من عهد بدايتها إنما على المسلم التمسك بوحدة الأمة ونبذ الفرقة ومحاربتها.
من خلال وجودكم في لندن كيف كانت تنقلاتكم؟
كنا نعيش في حرية تامة وقد يكون للمخابرات البريطانية دور في تأمين حياتنا لأهداف سياسية أو غيرها.
أمضت الحركة فترة طويلة فما مصادر دخلها؟
مصادر الدخل لا أعلمها.
كيف كانت اللقاءات والاجتماعات بين أعضاء الحركة؟
شبه يومية.
قبل عودتك هل كانت هناك اتصالات مع عائلتك؟
كانت يومية وكانت الاتصالات من ضمن الأشياء التي أثرت في, وعندما قررت زوجتي اللحاق بي في بريطانيا واستخرجت جواز السفر ووجدت أحسن معاملة جعلتني أراجع نفسي عدة مرات, لو كنا في بلد غير المملكة كانت العائلة ذهبت بلا رحمة وعندما أصرت زوجتي على السفر اتخذت قرار العودة.
هل تم التحقيق مع أحد من أفراد عائلتك بسبب انضمامك إلى الحركة؟
لا, لم يتم ذلك.
أنتقل بك إلى رحلة العودة إلى البلاد السعودية كيف كانت ومتى فكرت فيها؟
رحلة العودة إلى البلاد قرار شخصي .. كانت جهات استخباراتية قذرة تحاول استخدامي في الإساءة إلى بلدي حتى دوائر سياسية تريد استخدام اسم آل البيت للإساءة إلى بلدي, هذه الأمور جعلتني أفيق مما كنت فيه من ضلالة, وتكويني الشخصي والنفسي, لا يسمح لي بالتآمر على بلدي, إضافة إلى ما نشاهده في الإعلام من سعة صدر الملك وولي عهده الأمين أثناء استقبال المواطنين, وأمور محيطة بي مثل قبول نسيبي وابن أخي في الكلية الأمنية جعلتني أتراجع حتى وصلت إلى القناعة التامة بأن هذا الوقت مناسب لاتخاذ قرار الرجوع فاتخذته وهو قرار شخصي لدرجة أنني فاجأت به أشخاصا كثرا, ولا أنكر أن هناك اتصالات بيني وبين بعض إخواني وأبناء عمي وبعض أهل العلم الذين قاموا بنصحي.
متى كان هذا القرار؟
آخر سنة كان عملي في الحركة بدأت أتحرر من أعباء الحركة حتى استقبال المكالمات الهاتفية أرفضها وصرت أميل إلى الانطواء لدرجة انعزالي وحدي.
قبل عودتكم إلى البلاد هل تم الضغط عليكم من عائلتكم للرجوع إلى الوطن؟
لم أواجه ضغوطا من أحد, وفي الحقيقة فرحة الناس بعودتي أثرت في نفسي كثيرا, هناك أشخاص يقابلونني بفرح ويقولون إن قرار عودتك قرار شجاع, كل هذه المشاعر أشعرتني بأني كنت في عالم آخر خلال السنتين والأشهر الأربعة.
هل كانت هناك تسهيلات من جهات سعودية لعودتك إلى البلاد ؟
لم تكن هناك أي تسهيلات ولم أتصل بالسفارة السعودية ولا بأي مسؤول سعودي, بالعكس اشتريت تذكرة من حسابي وركبت الطائرة ووصلت إلى المطار وتم ختم جواز سفري وخرجت من المطار, وهذه من رحمة الله.
ذكرت ما يسمى حركة الإصلاح في بيان بثته قنوات فضائية أن هناك صفقة عقدت لعودتك؟
هذا كلام "فاضي" وسخيف وكلام الشخص الذي لم يبق عنده شيء وهذا من التخبط وتلبيس الحقائق وخديعة الناس والخسران.
عندما وصلت إلى المملكة كيف عشت حياتك؟ وما الإجراءات الأمنية التي تمت معك؟
وصلت المطار واستقبلني أهلي في حدود ضيقة بطلب مني, وكان الاستقبال مبسطا, وفي جدة استقبلت بقية أهلي وأبنائي ثم ذهبت إلى الرياض لزيارة بعض الأصدقاء والأهل وبعدها سافرت إلى الطائف والآن أنا في مكة وبعد الحج سأكون في الشمال وإن استدعتني أي جهة ورأت أن لدي بعض الأمور التي تفيد أمن البلد فأنا على استعداد لتقديم كل ما يخدم وطني.
بعد أن منّ الله عليك بالعودة, ما الرسالة التي توجهها إلى من غرر بهم وما زالوا تحت سيطرة ما يسمى حركة الإصلاح؟
أدعو لهم من هنا من منى أن يفرج الله همهم وأتمنى أن يقفوا وقفة صدق ومراجعة مع الذات, والدولة, حفظها الله, عفت عن حملة السلاح والبعض أصبح ضحية نتيجة موقف معين وكنت أتوقع عند عودتي إلى جدة أن أجد ثكنة عسكرية بانتظاري ولم أجد حتى نقطة تفتيش, فهناك تضخيم للأمور لتستفيد منها جهات معادية.
ولي نداء عبر جريدتكم لهم أن يراجعوا أنفسهم ويتخذوا موقفا شجاعا وأنا ولله الحمد لم أمس بسوء, وإذا أخطأت فيجب أن أكون شجاعا وأتحمل مسؤولية أخطائي, ويجب على من ينتمي إلى ما يسمى حركة الإصلاح أن يقف ساعة صفاء مع نفسه ويراجع حساباته ويقيس الأمور من كل الجوانب, وأن ينور الله بصائرهم إلى الحق.
كم حجة قضيت؟
هذه الحجة الأولى, قبل أيام كنت في جدة والرياض واليوم في المشاعر وأعجز أن أصف مشاعر الفرحه والابتهاج وأسأل الله أن يعفو عنا ويغفر لنا جميعا ويهدينا إلى طريق الصواب.
عندما نويت الحج ما الإجراءات التي اتخذت من قبل السلطات الأمنية لتسهيل حجك؟
الإجراءات سهلة, وكل الذي قمت به دفع الرسوم المطلوبة للحملة والبالغه 4500 ريال لشركة تجارية طلبت مني صورة بطاقة العائلة أنا وزوجتي وجاءني التصريح والتحقت بالحافلة وكان تنظيم الحملة جيدا وأنا لست مطلوبا أمنيا وليس علي أي ملاحظات أمنية.
بعد استقرارك في المملكة هل لديك عمل معين تمارسه؟
لا يوجد لدي عمل محدد ولكن البلد مملوء بالخيرات والمشاريع التجارية ونهضة اقتصادية كبيرة وسوف أتجه إلى التجارة والأعمال, بمشيئة الله.