" يونيليـفر" البريطانية ـ الهولندية تميل للاحتفاظ بهويتها الثنائية
أوصى محللون داخليون في شركة يونيليـفر Unilever البريطانية ـ الهولندية، بضرورة الحفاظ على القاعدة الثنائية للشركة التي تتمثل في وجود مقرين لها، وذلك بعد أن أعلنت "يونيليـفر" عن رغبتها في إحداث تغييرات مهمة في البنية الأساسية للشركة. وبناء على هذا تسعى مصانع إنتاج المواد الغذائية ومواد العناية بالجسم ومواد النظافة إلى معادلة قيمة أسهمها بين الشركتين، البريطانية PLC في لندن والشركة الهولندية NV.
وسببت هذه الأخبار صدمة للمستثمرين والشركات التي تتعامل معها مثل "راما"، "لانجنيس آيز"، "ليبتون آيس تي"، "كنور"، "أومو"، "دوف"، و"كالفين كلاين". وفقدت أسهم يونيليفير أخيراً شيئاً من قيمتها، حيث صنفت من بين الأسهم الخاسرة في بورصة الأسهم الأوروبية. وفي صيف عام 2004 أعلنت يونيليـفر عن تعديل في البنية التحتية لديها كرد فعل على تراجع الأرباح وخسارتها نسبة من حصصها في السوق أمام شركات منافسة، مثل
بروكتر آند جامبل، ونستله.
وراحت توقعات الأسواق تدور حول الاقتداء بأسلوب إدارة الشركة البريطانية ـ الهولندية رويال داتش شل Royal Dutch Shell، التي حققت العام الحالي حجم المبيعات المتوقع، وأسست "رويال داتش شل" مقرا واحدا لها في لاهاي في هولندا ووحدت بنيتها التأسيسية.
أما بالنسبة لـ "يونيليـفر"، التي تأسست عام 1930، فقد أعلن أخيرا بالفعل عن تغييرات مهمة في البنية لكن لم يُذكر أي شيء عن توحيد الشركتين. وكان التركيز على رفع كفاءة أداء الشركة الحالية في المستقبل القريب، وزوّدت بالفعل بالمرونة الضرورية، بحيث لا تتم إعاقة تجارتها بأي طريقة. وهذا بالتأكيد يشير إلى أن يونيليـفر، بعكس مجموعة "شل"، لا تسعى إلى تحقيق مقر رسمي ومركزي واحد للمجموعة.
يقول أنتوني بورجمانز الرئيس التنفيذي لـ "يونيليـفر" الذي يشرف على المشروع: "بعد بحث مستفيض وجدنا أن الهيكلة الحالية لمجموعتنا تخدم مصالحنا على أكمل وجه". وكان بورجمانز في بداية العام ما زال نائبا للمدير العام قبل أن ينفرد باتريك سيسكو حاليا بالإدارة في لندن. ويقول بيرجمانز إن توحيد البنية الهيكلية للشركة تؤدي إلى زيادة التكاليف وتسبب اضطرابات في الأسواق.
وتركز التغيرات المقترحة على تحسين الميزان التجاري ورأس المال، حيث يدور الأمر في ذلك حول التوزيع المثالي للموجودات بين الشركتين الشقيقتين. وإضافةً إلى ذلك، من المفترض القيام بمعادلة الأسهم، وهو الشيء الذي يؤدي إلى زيادة الشفافية. وعقب ذلك من المفترض الفصل بين أسماء الأسهم الهولندية، ومزج أسهم الشركة البريطانية.
وترزح المجموعة منذ عام تحت ضغط يؤدي إلى تراجع في الأرباح وحدوث خسائر في حصصها من السوق، فقد تقلص الربح الصافي للمجموعة خلال الربع الثالث بنحو 11 في المائة إلى 1.03 مليار يورو، رغم أن حجم المبيعات ارتفع بنحو 4 في المائة إلى 10.22 مليار يورو.
وفي شباط (فبراير) من العام الماضي، أعلن باتريك سيسكو عن تغييرات شاملة لتصبح الشركة أكثر قدرة على المنافسة في السوق، وطالب بمرونة أكبر, مشددا على أنه لا يواجه مشاكل مع هذه البنية. وتعمل الشركة منذ عام على توحيد التقسيمات الإدارية، وكذلك المهام المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، المبيعات، المالية، والمصادر البشرية، حيث من المفترض أن تصبح أكثر ترابطاً، وهذا يؤدي إلى إلغاء نحو 2500 وظيفة منها نحو 350 وظيفة في ألمانيا.
ومن المتوقّع أن تُعلن المجموعة عن التفاصيل في شباط (فبراير) المقبل، خلال المؤتمر الصحافي لعرض الميزانية، ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال من قبل المتداولين في أسهم البنية الجديدة في الاجتماع الكبير في العاشر من أيار (مايو) المقبل في روتردام في هولندا، والحادي عشر من أيار (مايو) في لندن.