ما يحتاج إلى الإصلاح مكان العمل وليس ثقة المرأة

ما يحتاج إلى الإصلاح مكان العمل وليس ثقة المرأة
عدم المساواة بين الجنسين قد تم تفسيرها بنقص الثقة بين النساء.

لماذا لا تصعد النساء سلم الشركات؟ ضعف الثقة بالنفس ومتلازمة المحتال، هما السببان اللذان في الأغلب ما يستشهد بهما أصحاب العمل والمدربون المهنيون. وقد أدى إصلاح "مشكلة" ثقة المرأة في مكان العمل إلى إيجاد صناعة منزلية للدورات وبرامج التدريب.
كل هذا جزء من اتجاه ثقافي أوسع يحث النساء على "الإيمان بأنفسهن"، وفقا لشاني أورجاد وروزاليند جيل، المؤلفين المشاركين لكتاب جديد بعنوان "ثقافة الثقة". في الممارسة العملية، هذا يعني أن المنظمات يمكن أن تحث النساء على العمل على أنفسهن. يمكن لقادة الشركات تجنب الاستبطان ولا يتم معالجة المشكلات الأوسع في مكان العمل.
يقول جيل، أستاذ التحليل الثقافي والاجتماعي في جامعة سيتي، عندما تحدثنا في مكالمة فيديو، "في كل مرة نسمع فيها حديثا عن عدم المساواة في المؤسسات، لا بد أن تعرف أن فكرة الثقة ستكون وراء ذلك. يبدو الأمر كما لو أن عدم المساواة، وعدم المساواة بين الجنسين على وجه الخصوص، قد تم تفسيرها بنقص الثقة بين النساء. إن هذا التفسير يترك كل هذه المؤسسات خارج الموضوع. وهو أيضا يلقي باللوم على النساء".
إلى جانب ارتفاع الثقة كقضية في ثقافة الشركة، لاحظ المؤلفان الطفرة الموازية - التي تبدو متناقضة - في "الضعف" بوصفها صفة مرغوبة في العمل وفي القيادة. تم نشره في 2010 من قبل بريني براون، الأكاديمية التي تحدثت مؤتمرات تيد عن بحثها في الضعف، وكتبت عديد من الكتب.
بعد براون، في الأعوام الأخيرة أصبح الاعتراف بالفشل أو مشاعر الشك الذاتي في مسار المتحدثين التحفيزيين أمرا عاديا. أخبرني أورجاد، وهو أستاذ في قسم الإعلام والاتصالات في كلية لندن للاقتصاد، أن "الضعف ممكن ولا يسمح به إلا بقدر ما يمكن التغلب عليه". بمعنى آخر، الفشل مهم إذا كان جزءا من قصة تؤدي نهايتها إلى التمكين.
بدأ جيل وأورجاد في الخوض في ثقافة الثقة في 2015، وجمعا الأدلة مثل أغاني البوب "أغنية ديمي لوفاتو Confident" وصعود الحركة الإيجابية للجسم التي وصفاها بـ"المجمع الصناعي للثقة في الجسم" من خلال هاشتاقات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها. هذا، كما يقولون، يتجلى في تغيير العلامة التجارية لشركة الحمية ويت واتشرز إلى "دبليو دبليو"، وهي مجموعة صحية.
كما نظرا إلى التجارة المزدهرة في مدربي الأعمال الذين يعدون بزيادة ثقة المرأة بنفسها. كتب أورجاد وجيل، إن هذا التوجه الثقافي له جذوره في المساعدة الذاتية، التي تؤكد على النهج الفردي لتحسين الحياة، وأيضا في علم النفس الإيجابي الذي كتبا أنه "يمثل تحولا جذريا بعيدا عن "المشكلات" وعلم الأمراض النفسية نحو تركيز على كيفية تعزيز الحالات النفسية "الإيجابية" مثل السعادة والمرونة والثقة".
كانت مقدمة ثقافة الثقة هي التدريب على الإصرار، الذي كان شائعا في الثمانينيات، الذي شجع النساء على قول لا والمقاومة. يقول المؤلفان لقد كان "أكثر تركيزا على السلوك السطحي وعلى اللغة بدلا من إعادة تشكيل الذات بأكملها". لقد لاحظا أيضا تحولا في اللغة النسوية من "المساواة إلى التمكين، والأخوة إلى الصداقة".
في الكتاب، أوضحا أن "القيمة البديهية للثقة - خاصة ثقة المرأة بنفسها - قد تم وضعها خارج النقاش، وتم التعامل معها على أنها سلعة ثقافية غير مفحوصة نادرا ما يتم استجوابها. وبهذه الطريقة، أصبح الإيمان بالثقة يملأ الثقافة المعاصرة، مثل العقيدة".
يجادلون بأن ثقافة الثقة لها تأثير ليس فقط على مكان العمل، لكن على العلاقات وتربية الأطفال. يطلب من الفتيات الصغيرات أن يكن واثقات وشجاعات، وهو ما ينبع عادة من التوقعات الحديثة في المجتمعات الغربية بأن مسؤولية الأم ليس فقط أن تكون نموذجا يحتذى به، لكن أيضا رعاية ثقة الطفل بنفسه.
عندما اجتاح كوفيد - 19 العالم، اعتقد المؤلفان أن صناعة الثقة قد تتلاشى. يقول أورجاد، "كان هناك بعض الأمل في أن الوباء لديه القدرة على إعادة التفكير جذريا في هذه المناهج الفردية". لكن على مدار الأشهر، الاثنان - اللذان يعيشان بالقرب من بعضهما بعضا في شمال لندن ذهبا في رحلة مغلقة لطرح الأفكار - اكتشفا أن الدافع لزيادة ثقة المرأة بنفسها كان مزدهرا. سوق العمل المضطرب، والإجازة، ومتطلبات العمل عن بعد، والضغط الإضافي للتعليم المنزلي، وفرت الظروف المثالية لصعود مدربي الثقة وورش العمل الافتراضية.
لا يعني ذلك أن المؤلفين ضد الثقة. يعترفان في الكتاب بأنهما "مشاركان في ثقافة "عقيدة" الثقة، على سبيل المثال، شجعوا طالباتنا مرارا وتكرارا على التحلي بالجرأة وشغل مساحة أكبر في العالم، وعدم الاعتذار عن أنفسهن أو تقديم عبارات "أنا فقط" أو"لست خبيرا".
ومع ذلك، فهم يريدون أن يظهروا أن النصائح التي مفادها يجب أن نكون أكثر ثقة هي نصائح فردية للغاية - وتترك المنظمات خارج الموضوع.
أقول لهم إنني أدهشني أوجه التشابه مع تركيز أرباب العمل الجديد على سن اليأس، وتعيين أبطال العمل والمبادرات الرامية إلى تعزيز ثقة النساء بعد انقطاع الطمث. بينما يمثل هذا الوقت من الحياة تحديات حقيقية للنساء اللائي يعانين من التشوش الذهني وتقلب الحالة المزاجية والتغيرات الجسدية، يمكن اعتبار نهج الشركات الحالي هو وسيلة لإصلاح النساء في منتصف العمر بدلا من التمييز ضد الشيخوخة.
شكك آخرون في السابق في أهمية الثقة في العمل. كتاب توماس تشامورو بريموزيك لـ2019 لماذا يصبح كثير من الرجال غير الأكفاء قادة؟ "وكيفية إصلاحه" ويجادل بأن السمة في الأغلب ما يتم الخلط بينها وبين الكفاءة. كما قال في الكتاب، "النتيجة في كل من الأعمال والسياسة هي وجود فائض من الرجال غير الأكفاء المسؤولين، وهذا الفائض يقلل من فرص الأشخاص الأكفاء - نساء ورجالا - مع الحفاظ على معايير القيادة منخفضة بشكل محبط".
انتقد مقال حديث في مفهوم متلازمة المحتال، قائلا إنه يتطلب "شعورا عالميا بعدم الراحة، والتشكيك، والقلق الخفيف في مكان العمل، وتفشي المرض، خاصة بالنسبة للنساء".
نظرا لأن نقص العمالة أصاب عديدا من القطاعات واستهدف أرباب العمل الموارد لإعادة توظيف أعداد كبيرة من النساء اللائي تركن العمل، يأمل جيل أن يدفع هذا الكتاب الذي جاء في الوقت المناسب بعض التحليل الذاتي بين قادة الشركات، بدلا من مطالبة النساء بالعمل على أنفسهن. "الأمر لا يتعلق بنقص ثقة المرأة بل عدم المساواة والتقليل من قيمة المرأة".

الأكثر قراءة