FINANCIAL TIMES

اكتمال فصول انهيار شركة إيفرجراند يتطلب أعواما

اكتمال فصول انهيار شركة إيفرجراند يتطلب أعواما

مارة يعبرون من أمام المقر الرئيسي لشركة إيفرجراند في مدينة شينزن في أيلول (سبتمبر) 2021. تصوير: آلي سونج "رويترز"

وصلت الأزمة في إيفرجراند، الشركة العقارية الأكثر مديونية في العالم، إلى علامة فارقة الشهر الماضي عندما تخلفت رسميا عن سداد السندات الخارجية. لكن بقية القصة قد تستغرق أعواما لتتضح.
هزت شركة البناء، وهي رمز لقطاع العقارات الصيني عالى الاستدانة، الأسواق العالمية عندما عجزت عن سداد مدفوعات السندات الخارجية في أيلول (سبتمبر).
استغرق الأمر ثلاثة أشهر للشركة ـ المثقلة بحالات تأخير في أعمال البناء وحالات تقاض والتزامات ضخمة تجاوزت 300 مليار دولار ـ لتتخلف عن السداد رسميا، وخلال ذلك الوقت كانت مشكلات السيولة قد اجتاحت القطاع.
شكلت الشركة لجنة مخاطر، شغل أغلبية المقاعد فيها ممثلون عن الشركات المملوكة للدولة في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، حيث يوجد مقرها. في غضون ذلك، هناك مؤشرات على أن الملياردير، هوي كا يان، رئيس مجلس إدارة شركة إيفرجراند تعرض لضغوط لاستخدام موارده الخاصة لدعم الشركة.
بينما جلب الشهر الماضي بعض الوضوح حول وضع تخلف شركة إيفرجراند عن السداد، لا يزال مصير شركة التطوير العقاري والكثير من نظرائها غير مؤكد. وإليك ما نعرفه عن عملية إعادة الهيكلة المتوقعة:
الأولوية لأصحاب المنازل المحليين
أولوية بكين هي ضمان تسليم الشقق للعملاء، والكثير منهم دفع ثمن العقارات قبل الانتهاء منها.
في الوقت نفسه تعمل الحكومة وشركة إيفرجراند على استئناف النشاط في مواقع البناء التي يمكن أن تولد تدفقات نقدية لخدمة ديون الشركة.
في أواخر كانون الأول (ديسمبر)، قالت شركة إيفرجراند في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن 92 في المائة من مشاريعها التي يبلغ عددها المئات في جميع أنحاء الصين، قد استؤنفت. لكن بيانات منفصلة أظهرت أن مبيعات المساكن تراجعت 99 في المائة على أساس سنوي في الشهر نفسه.
حتى قبل التخلف عن السداد في كانون الأول (ديسمبر)، كانت هناك مؤشرات على أن الحكومة، خاصة السلطات الإقليمية، كانت تدفع لمتابعة العمل على المشاريع. يمكن أن تتعرض تلك الهيئات الحكومية المحلية نفسها لضغوط مالية إذا ثبت أن المشاريع غير مربحة.
قال مستثمر سابق باع مركزه: "لقد شعرنا بقوة أن الحكومة ستلعب دورا وأنها ستوفر رأس المال على الأرجح لحماية المستهلك لإنهاء مشاريع المساكن الرئيسة للأشخاص". أضاف: "ثم تلجأ إلى (المقاولين) المحليين والبنوك المحلية وبعد ذلك في النهاية يصلون إلى السندات الخارجية". قدر المستثمر أن هذه العملية يمكن أن تستغرق خمسة أعوام.
المستثمر الخارجي
في الظلام
بالنـسـبة إلى المســـتثمرين الدوليين في شركة إيفرجراند، من بينهم مديرو أصول مثل شركة بلاك روك ومشترون للديون المتعثرة في الولايات المتحدة، الانهيار المنظم والبطيء قد يعني أن وقتا طويلا قد يمضي قبل أن يظهر أي وضوح بشأن مراكزهم.
المستثمرون الخارجيون، الذين يمثلون همزة الوصل الرئيسية بين الأسواق المالية الدولية ومشكلات العقارات في الصين، وجدوا أنفسهم في الظلام إلى حد كبير منذ أن بدأت المدفوعات فات آجلها.
اقترضت شركة إيفرجراند نحو 19 مليار دولار من المستثمرين الدوليين، وهذا أكثر من أي شركة تطوير أخرى لكنه لا يزال جزءا صغيرا من التزاماتها الإجمالية.
قال أحد المستثمرين الذي كان يتابع الوضع عن كثب: "يبدو الأمر وكأنه حادث سيارة بطيء الحركة، لأنها من الأهمية بمكان بالنسبة للحكومة، فقد لا تتحطم بالكامل في الواقع. المشكلة المستمرة مع هذا الكيان هي طبيعة صندوقها الأسود".
في تشرين الأول (أكتوبر)، اشتكى مكتب كيركلاند آند إيليس للمحاماة وبنك موليس آند كومباني الاستثماري، اللذان يقدمان المشورة لمجموعة من حملة السندات الدوليين، من تدني مستوى المشاركة ذات المغزى من جانب الشركة.
قال شخص آخر مطلع إن مشكلة إيفرجراند "الداخلية والخارجية نوعان مختلفان من المشكلات – نحاول التركيز على الحصول على صورة واضحة عن جميع الالتزامات الخارجية"، مضيفا أن الحكومة "هي التي يمكنها إجراء مكالمة لأحد البنوك وتطلب منه تمديد ذلك القرض، فهم الذين يمكنهم الاتصال (...) بالمقاولين والموردين". لكن بالنسبة للمستثمرة "هذه آلة ضخمة ومعقدة توقفت بوحشية في أواخر الصيف".إيفرجراند تؤخر السداد
قدمت شركة التطوير القليل من المعلومات الملموسة حول إعادة الهيكلة في بياناتها الرسمية. هذا الشهر، أجرت مكالمة مع المستثمرين في سنداتها المقومة بعملة الرنمينبي في محاولة ناجحة لتأجيل السداد لمدة ستة أشهر، مرددة صدى سلسلة من حالات التأخير في المدفوعات الخارجية خلال الأشهر الأخيرة.
كما تأخرت محاولاتها لجمع السيولة من خلال مبيعات الأصول، التي كانت تتابعها قبل فترة طويلة من انفجار أزمة السيولة في العام الماضي.
أشار شخص مقيم في شنغهاي، على دراية بالعملية، إلى أن مجموعة إدارة المخاطر التي تم تشكيلها الشهر الماضي لا تزال بحاجة إلى تحديد حجم الأصول والمطلوبات خارج الميزانية العمومية للشركة.
قال الشخص إنه من غير المرجح أن تسمح بكين لشركة التطوير بإجراء مبيعات أصول كبيرة حتى يكون لدى السلطات رؤية واضحة لوضعها المالي الحقيقي.
سجل حافل من صناعة الانهيارات
بينما يتناقض احتمال وجود حل طويل الأمد ومختلف مع حالات الإفلاس الفوضوية التي تظهر في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن قصة إيفرجراند تتشابه مع أمثلة أخرى في تاريخ الشركات في الصين.
شركة إتش إن أيه، وهي مجموعة الاستحواذ التي تمتلك مجموعة من الأصول الخارجية كاستحواذها على حصة كبيرة في دويتشه بنك، واجهت مشكلات ديون قبل سنوات من إعلان إفلاسها أخيرا في العام الماضي.
وعندما حدث ذلك، تراجعت موجات الصدمة الناجمة عن الانهيار بسبب التدخلات واسعة النطاق وراء الكواليس التي توجت بصفقة لإعادة تنظيم أكثر من 300 مجموعة من الشركات إلى أربع كيانات جديدة.
لكن لم يتم مراقبة فشل أي شركة أخرى عن كثب مثل فشل إيفرجراند، التي لعبت مع نظيراتها من شركات التطوير دورا كبيرا في بناء المدن الصينية ودفع النمو الاقتصادي في البلاد. لكن معاناتها تطرح أسئلة صعبة على المدى الطويل حول نموذج النمو في البلاد.
قال أحد المخضرمين في الصناعة: "ليس من الواضح ما إذا كان هناك إطار قانوني مركزي شامل حول ما يحدث في إيفرجراند".
آثار الأزمة لن تختفي
تسببت الأزمة في حدوث محنة مالية على مستوى القطاع هددت الاقتصاد الصيني وأثارت تساؤلات حول مسعى الرئيس شي جين بينغ لتقييد قطاع العقارات عالي الاستدانة.
في الأسواق الدولية، تبلغ العوائد الإجمالية على السندات الصينية ذات العائد المرتفع نحو 24 في المائة، وفقا لمؤشر آي سي إي. لكن هذا الرقم أقل من أعلى مستوياته خلال عقد، التي وصلت إلى 30 في المائة تقريبا في تشرين الثاني (نوفمبر)، لكنه لا يزال عند مستوى يشير إلى ضائقة شديدة، مع الاضطراب في إيفرجراند الذي يلعب دورا محوريا في الدفع بعمليات البيع الأصلية في السوق.
على الصعيد المحلي، واجه المطورون أيضا مشكلات تتعلق بتجديد التمويل، ولا سيما فيما يتعلق بمنتجات إدارة الثروات، التي أدت في أيلول (سبتمبر) إلى احتجاجات خارج المقر الرئيسي لشركة إيفرجراند في شينزن.
في كفاحهم من أجل إعادة التمويل، تعثر عدد من المطورين، من بينهم كاسيا جروب وفانتازيا هولدينغز وموديرن لاند تشاينا، فيما تباطأ نشاط العقارات والمبيعات بشكل حاد. وفي الأسبوع الماضي، تم وضع غوانغزو آر آند إف، وهي شركة تطوير عقاري أخرى، في حالة تخلف مقيد من قبل وكالة فيتش بعد تمديد آجال استحقاق ديونها.
من المتوقع أن يستمر التخلف عن السداد لهذا العام أيضا. توقع بنك جولدمان ساكس في كانون الثاني (يناير) أن تتخلف 19 في المائة من السندات العقارية ذات العائد المرتفع عن السداد، بعد نسبة تخلف عن السداد وصلت 28 في المائة العام الماضي، محذرا في الوقت نفسه من "تزايد الضغوط".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES