FINANCIAL TIMES

بنوك وول ستريت دفعت 142 مليار دولار أجورا في 2021

بنوك وول ستريت دفعت 142 مليار دولار أجورا في 2021

موظفون في طريقهم إلى داخل مقر جولدمان ساكس في نيويورك. تصوير: جيناه مون "نيويورك تايمز"

رفعت البنوك الريادية في وول ستريت رواتب موظفيها نحو 15 في المائة العام الماضي، حيث خاضت حربا لتوظيف الموهوبين، وهي حرب من المتوقع أن تستمر طالما بقي إبرام الصفقات مزدهرا.
كشف "جيه بي مورجان تشيس"، و"سيتي جروب"، و"جولدمان ساكس"، و"مورجان ستانلي" وبنك أوف أمريكا في الأيام الأخيرة أنهم دفعوا 142 مليار دولار على شكل رواتب ومزايا في 2021، مقارنة بـ124 مليار دولار في 2020، في محاولة لإرضاء كبار المصرفيين، والتعامل مع ارتفاع يشهده العالم في تضخم الأجور.
وقد حذر خبراء الأجور من وجود خطر يتمثل في استمرار الضغط المتزايد على المكافآت، حيث أصبح المصرفيون يفكرون في خياراتهم المهنية بعد عام مرهق جنت فيه البنوك أرباحا قياسية بسبب طفرة في عمليات الاندماج والاستحواذ، والطروحات العامة الأولية، وصفقات الديون.
قال ألان جونسون، العضو المنتدب لشركة جونسون أسوشييتس، وهي شركة استشارية للأجور في نيويورك "عادة ما يكون رد فعل "المصرفيين" إيجابيا للغاية بعد عام كهذا من الأجور المرتفعة، لقد أخبرنا عملاءنا بأن يتوقعوا زيادة بين متوسطة وجيدة"، وأضاف "من وجهة نظرهم، لقد تلقيت كثيرا من المال عن 2021، لكنني يا هذا، قد اكتسبته وأنا منهك الآن".
تأتي الأجور المرتفعة على خلفية ارتفاع التكاليف على كثير من البنوك التي تستثمر في التكنولوجيا الجديدة، وتجري تحديثا لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الحالية لديها، وتتنافس مع أندادها في مجال التكنولوجيا المالية.
وانعكست المخاوف بشأن التكاليف والأجور المرتفعة على أسهم البنوك في الأيام الماضية، بعد تقارير أرباح الربع الأخير، وهي إشارة إلى أن المستثمرين يشعرون بالقلق بشأن زيادة الأجور، وفقا لما ذكره جيرارد كاسيدي، المحلل المصرفي في "آر بي سي كابيتال ماركيتس"، الذي في تقديره أن بنوك وول ستريت دفعت مبالغ قياسية عن 2021.
وقال جيسون جولدبيرج، المحلل المصرفي في "باركليز"، "إنه مجرد واقع تنافسي على المواهب. الحاجة إليهم سببها أنك لا تستطيع أتمتة صفقات الاندماج والاستحواذ".
حتى الآن، تتم تغطية الزيادات في الأجور إلى حد كبير من خلال زيادة في الإيرادات. في بنك جولدمان تلقى المصرفيون 30 سنتا عن كل دولار حققه البنك من الإيرادات في 2021، أي أقل 6 في المائة عن 2020. في "مورجان ستانلي" حصل المصرفيون على 41 سنتا عن كل دولار من الإيرادات، بانخفاض 4.7 في المائة على أساس سنوي.
لكن في "جيه بي مورجان" للشركات والاستثمار، الذي يضم بنكه الاستثماري وذراعه التجارية، دفع البنك للموظفين حصة أكبر من إيراداته، مع تخصيص 25 سنتا عن كل دولار من الإيرادات للمكافآت، بزيادة 4 في المائة.
قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان الأسبوع الماضي "سننافس على الأجور"، وأضاف "إذا أدى ذلك إلى تقليص الهوامش قليلا للمساهمين، فليكن".
بالنسبة إلى بنك جولدمان الذي يملك نشاطا تجاريا يميل أكثر نحو الشركات ذات الأجور المرتفعة، مثل الخدمات المصرفية الاستثمارية وتداول الأسهم والسندات، فقد رفع الأجور لكل موظف إلى الحد الأقصى العام الماضي. حصل الموظف العادي في الشركة على ما يزيد قليلا على 400 ألف دولار في 2021، بزيادة 22.8 في المائة عن 2020، وفقا لحسابات أجرتها "فاينانشيال تايمز".
وفي مقابلة مع "فاينانشيال تايمز" هذا الأسبوع، قال ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان، "إن الضغوط على الأجور تضاعفت"، مشيرا إلى أن المصرفيين يجنون المكافآت بعد عام جيد، وكان هناك "تضخم في الأجور في كل مكان".
وأضاف "الضغط في كل مكان يأتي من الحوافز النقدية والمالية الهائلة التي غيرت مجريات الأمور. وهو يأتي من حقيقة أننا نعمل فعلا بطاقة توظيف كاملة تقريبا". وأوضح أن "هناك نسبة من القوة العاملة فوق سن 55 عاما قرروا، بسبب الجائحة، أنهم لن ينخرطوا في العمل. لذا فنحن نواجه أزمة في اليد العاملة".
في معظم البنوك الكبرى جاءت الزيادات في الأجور في العام الماضي بشكل أساسي من المكافآت وليس من الزيادات في الرواتب، ولا سيما في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، التي حققت أداء ممتازا في عام 2021.
دفع المزيد من المكافآت عوضا عن زيادة الراتب الأساسي يمنح البنوك مرونة تسمح لها بتقليص الحزم إذا انخفضت الأرباح المستقبلية، حيث يتوقع معظم المحللين حدوث تباطؤ في مجالات المكافآت الثقيلة مثل الخدمات المصرفية الاستثمارية في عام 2021.
تأتي حزم الرواتب الوفيرة في الخدمات المصرفية الاستثمارية بعد عام شاق شهدته صناعة معروفة أصلا أنها تتطلب ساعات طويلة من العمل.
وبالنظر إلى صعوبة التنبؤ بخطى عقد الصفقات، فإن البنوك الاستثمارية عادة ما تعمل بشكل متحفظ. في أعوام مثل 2021، عندما وصلت الصفقات المبرمة إلى أعلى مستوياتها منذ بدء التسجيلات قبل أكثر من أربعة عقود، فإنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضغوط أكثر من المعتاد على المصرفيين.
قال أحد المصرفيين الاستثماريين عندما سئل عن الحالة المزاجية في نهاية عام 2021: "لقد كان الجميع مرهقا بعدما بذلوا طاقتهم القصوى".
في سوق عمل ضيقة تتصف بالشراسة في المنافسة في المواهب، تأمل البنوك أن تساعدها المكافآت المرتفعة في الاحتفاظ بالموظفين الرئيسيين، وفقا لجان بيلينز، رئيس قطاع البنوك العالمية وأسواق رأس المال في شركة إي واي.
قال: "الطريقة الفعالة للتمسك بالموهوبين، ولا سيما في الجانب المصرفي الاستثماري وسوق رأس المال، هي في الواقع رفع المكافآت".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES