جدة: جامعة الملك عبد العزيز تشخص الفيروس بالتقنيات المتطورة
جدة: جامعة الملك عبد العزيز تشخص الفيروس بالتقنيات المتطورة
تقف وحدة الكائنات المعدية الخاصة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة على أهبة الاستعداد لتشخيص فيروس إنفلونزا الخنازير باستخدام اختبارات الكشف السريع من مسحات من الحلق والأنف، وذلك باستخدام التقنيات المتطورة مثل تقنية تفاعل البلمرة التسلسلي العكسي RT-PCR وتقنية ترتيب القواعد الجينية للفيروس مما يمكن من الحصول على نتائج دقيقة خلال بضعة ساعات من وصول العينة إلى المختبر.
أوضح ذلك الدكتور عصام بن إبراهيم أزهـر أستاذ الفيروسات الجزيئية الطبية المساعد ورئيس وحدة الكائنات المعدية الخاصة – مستوى السلامة الثالث, بجامعة الملك عبد العزيز، الذي قال إن التشخيص يتطلب تحديد أصل الفيروس هل هو من الفيروسات البشرية أم من تلك التي تصيب الطيور أو الخنازير، كما يتطلب تحديد سلالاته هل من نوع H1N1 أم H3N2 ومن ثم إثبات تطابق العزلة مع الفيروس الجديد الذي يجتاح العالم حاليا.
وفي الوقت ذاته ستقوم الوحدة بزراعة الفيروس على الخلايا الحية وفق الطرق الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لتحديد نمط الفيروس وسلالاته ومن ثم يتم إرساله إلى المختبرات المرجعية لمقارنته بعزلات مختلفة أو للاستفادة منه في تصنيع اللقاحات المطلوبة لكبح جماح الوباء. ويعمل في الوحدة فريق متخصص ذو خبرة تراكمية في تشخيص الإنفلونزا تولدت من خلال التعاون مع برنامج الوبائيات الحقلي في وزارة الصحة السعودية ومنظمة الصحة العالمية منذ عام 2004م وذلك من خلال برنامج الاستقصاء الوبائي للإنفلونزا خلال مواسم الحج الماضية.
ويذكر أن وتيرة القلق والخوف على مستوى العالم من انتشار إنفلونزا الخنازير بعد أن أصاب هذا المرض آلاف الأشخاص في المكسيك، البلد الذي شهد بداية انتشاره، حيث أدى المرض إلى وفاة 149 شخصا هناك، كما أنه انتشر إلى عدة دول أخرى منها الولايات المتحدة (40 حالة) وكندا، وإسبانيا، وبريطانيا، وغيرها على الرغم من أن انتقال المرض في بداية الأمر كان عن طريق الاختلاط المباشر بالخنازير المصابة، إلا أنه تأكد أن فيروس الإنفلونزا المسبب للمرض (يصنف تحت فصيلة H1N1) اكتسب خاصية الانتقال المباشر من الإنسان إلى الإنسان، مما ساعده على الانتقال السريع بين مواطنين من دول العالم كافة ممن تعرضوا لأشخاص مصابين أثناء سفرهم إلى المكسيك أو الاختلاط بأشخاص أصيبوا بالعدوى هناك. وبسبب انتقال الفيروس من شخص إلى آخر وتمكنه من نشر العدوى بين مجموعات من الناس فقد قامت منظمة الصحة العالمية برفع مستوى خطورة الوباء الحالي إلى المستوى (4) بعد أن كان في المستوى (3) قبل بضعة أيام علما بأن أعلى مستوى لوباء عالمي هو المستوى (6).
وفي ظل خطر انتقال الوباء إلى دول جديدة تتسارع مختبرات التشخيص الفيروسي لشحذ إمكانياتها كافة لتشخيص فيروس إنفلونزا الخنازير فور وصول المرض إلى دولها. ونظرا لخطورة الفيروس الجديد الذي يعد خليطا من فيروسات الخنازير والإنسان والطيور فإن المنصوح به أن تكون المختبرات التي تحاول تشخيصه مجهزة بإمكانيات السلامة من المستوى الثالث وهو المستوى المطلوب للتعامل مع الفيروسات الخطرة التي تنتقل بواسطة الرذاذ.