FINANCIAL TIMES

إعادة صياغة التنافس الصفري بين "سوني" و"سامسونج" في الميتافيرس

إعادة صياغة التنافس الصفري بين "سوني" و"سامسونج" في الميتافيرس

في كل منافسة تاريخية عظيمة - من القيادة العسكريين والأساطير الرياضية إلى المشروبات الغازية ومغنيات أر أند بي الشهيرات - عادة ما تخفي الرغبة في تدمير المنافس خفقانا مريعا من الرهبة.
وكذلك، لأعوام عديدة من التنازع الشديد، كان الأمر مع شركتي سوني وسامسونج. اثنتان من أعظم شركات التكنولوجيا في العالم، مشتبكتان بشكل مؤلم ورائع في حربهما من أجل الهيمنة. منذ ذلك الحين، تباينت استراتيجياتهما ومهاراتهما "إحداهما تتطلع حاليا إلى لعبة الكريكيت في الدوري الهندي الممتاز، والأخرى عينها على مصنع رقاقات بتكسان بقيمة 17 مليار دولار". لكن يبدو أن الشركتين، كما يقول المستثمرون، تتجهان إلى الالتقاء مرة أخرى - في الميتافيرس "العالم الافتراضي".
كان تحول شركة سامسونج، الشركة الأكثر قيمة في كوريا الجنوبية، من شركة مصنعة للمنتجات الرطبة في أوائل التسعينيات إلى شركة إلكترونيات استهلاكية منقطعة النظير في رقائق الذاكرة والبطاريات والهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون بعد عقد من الزمن، كان بمنزلة محاكاة مقصودة لصعود خصمها الياباني.
عندما تجاوزت قيمة علامة سامسونج التجارية "كما حسبتها شركة إنتربراند" قيمة شركة سوني في 2005، بالكاد كان من الممكن أن تكون الرمزية أكثر زلزالية. حتى كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة سوني اعترفوا لاحقا في مجالسهم الخاصة بأن مشروعا مشتركا مهما للوحة التلفزيون بين الاثنين قد وفر المسرح الذي تم فيه التفوق عليها بخبرة.
لكن، وكما اتضح، كانت تلك المهانة أيضا اللحظة التي بدأ فيها التنافس يفقد معناه - ليس فقط لأن بقية العالم التكنولوجي كان يتحرك سريعا لأبعد من هذا النوع من التنافس الفردي، بل لأن الشركتين نفسيهما كانتا في حالة تغير مستمر.
كانت شركة سامسونج، التي لم تنجح تجاربها مع المحتوى والبرمجيات أبدا، تدرك أن مستقبلها يكمن في إنتاج الأجهزة التي ستدعم وتستضيف الأجيال المتعاقبة من ثورة التكنولوجيا الاستهلاكية. بدأت شركة سوني، بعد أعوام مؤلمة بشكل استثنائي كمسلخ مشترك للأبقار المقدسة، تعتقد أن رؤية مؤسسها المشارك أكيو موريتا للتقارب والتحكم في المحتوى أصبحت الآن قابلة للتحقيق أكثر من أي وقت مضى في تاريخها.
في الأسابيع والأشهر الأخيرة، تم تحديد الفجوة الاستراتيجية بين شركتي سامسونج وسوني بشكل أكثر وضوحا - حتى لو ترك التنفيذ في كلتا الحالتين بعض الحيرة بشأن ما قد يحدث بعد ذلك. فقد أعلنت شركة سامسونج الأسبوع الماضي مدينة تايلور الأمريكية كموقع لمنشأة أشباه الموصلات الأكثر تقدما. يمثل الاستثمار "الأكبر على الإطلاق لشركة سامسونج في الولايات المتحدة" رهانا حاسما آخر من قبل الشركة على الأجهزة التقنية والمنتج الذي يبدو أن شهية العالم له لا تشبع. جاءت هذه الأخبار في أعقاب إعلان الشركة خطة استثمارية بقيمة 206 مليارات دولار لمدة ثلاثة أعوام.
ومع ذلك، على الرغم من هذا الالتزام الواسع، تظل شركة سامسونج شركة لديها كثير لتنفقه، حتى الآن، القليل من المؤشرات على ما يدور في خلدها. خرج وريث الجيل الثالث، لي جاي يونغ، حديثا من السجن، ومن المتوقع أن يطلق العنان لبعض التعطش للاندماج والاستحواذ الذي نما خلال غيابه. يقول المحللون إن الهدف الأكثر ترجيحا سيكون في الرقائق غير المتعلقة بالذاكرة والمزيد من الالتزام بالأجهزة.
في غضون ذلك، شرعت شركة سوني منذ 2018 فيما يصفه محلل بنك جيفريز، أتول جويال، بأنه تفاخر عالمي "مثير للدهشة" من 40 عملية استحواذ وشراكة وممارسة لبناء الحصص. وقد وسعت هذه العمليات مجتمعة محفظتها من استوديوهات ألعاب الفيديو وشركات البث المباشر ومنتجي الأفلام والرسوم المتحركة والتلفزيون والموسيقى - وعلى جانب الأجهزة، في أجهزة الاستشعار المتخصصة. وخلال الأسبوع الماضي، أحرزت تقدما في اندماجها المخطط مع أكبر مجموعة ترفيهية مدرجة في الهند، شركة زي التلفزيونية.
في حين اختار بعض المستثمرين التذمر من أن هذه الفورة عشوائية وعودة إلى أيام سوني القديمة السيئة في تخصيص رأس المال بشكل سيئ، قال جويال، ينبغي في الواقع اعتبارها قرارا تحوليا متماسكا للشروع في الهجوم. من الواضح أن شركة سوني، التي تمتلك استوديو هوليوود منذ فترة طويلة، وشركة موسيقى كبيرة وإمبراطورية ألعاب بلاي ستيشن الضخمة، فإنها تنافس على قيادة أكثر هيمنة.
في حين أن استراتيجيات مجموعتي التكنولوجيا الآسيويتين تبدو الآن مختلفة تماما، إلا أن هناك شيئا مشتركا يحتمل أن يكون مهما. فإلى الحد الذي يعرف فيه أي شخص ما يعنيه ميتافيرس، وبغض النظر عن الشكل أو آلية التسليم التي يتطلبها، يتطلع المستثمرون بالفعل إلى وضع رهاناتهم على من قد يهيمن عليه.
يبدو أن شركتي سوني وسامسونج، في الوقت الحالي، فائزتين قويتين. على الرغم من كل الغموض الذي يكتنف رؤى العوالم الافتراضية، وأماكن عمل الواقع المعزز وكل شيء آخر تم حشره في سردية ميتافيرس الوليدة، يبدو أن هناك عنصرين يمكن الاعتماد عليهما. أحدهما هو الطلب المتزايد المستمر على الأجهزة لمزيد من الذاكرة، ومزيد من الرقائق التي لا تحتوي على ذاكرة، ومزيد من أجهزة الاستشعار ومزيد من شاشات العرض. والآخر هو التقارب المتزايد للترفيه. إذا لم يفعل ميتافيرس أي أمر آخر، فقد يعيد صياغة تنافس مرير محصلته صفر كحركة كماشة ملحمية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES