الطاقة- النفط

محللون لـ"الاقتصادية ": انخفاضات أسعار النفط مفرطة ومبالغ فيها

محللون لـ"الاقتصادية ": انخفاضات أسعار النفط مفرطة ومبالغ فيها

تجار النفط ينتظرون الآن ليروا مدى خطورة تأثير "أوميكرون" على الأسواق بشكل دقيق.

تنطلق اليوم الأربعاء أعمال الاجتماع الوزاري رقم 182 لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" لبحث تطورات وضع السوق النفطية في ضوء أزمة جائحة كوفيد - 19.
ويعقب ذلك غدا الخميس الاجتماع الـ35 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف منتجي "أوبك+" ثم يعقبه افتراضيا الاجتماع الوزاري الـ23 للمجموعة.
وكانت الاجتماعات الفنية السابقة للاجتماعات الوزارية للمنتجين قد خلصت إلى أهمية التعاون بين دول "أوبك+" في دعم نمو الطلب على النفط، إضافة إلى دعم استقرار سوق النفط وتعزيز التعافي الاقتصادي المستمر.
من جهته، أكد محمد باركيندو أمين عام "أوبك" وجود ارتباط تاريخي وثيق بين النمو الاقتصادي ونمو الطلب على النفط، مشيرا إلى أن هذه العلاقة تأثرت بمعدلات الانتعاش المتفاوتة في جميع أنحاء العالم، مشددا على أهمية دعم الاستقرار في سوق النفط العالمية وخاصة في أوقات عدم اليقين.
وأوضح باركيندو أن اللجان الفنية في المنظمة وفرت دعما حاسما للتعافي الاقتصادي في أعقاب الوباء وتواصل لعب دور ناجح للغاية لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.
جاء ذلك خلال احتفال "أوبك" بالذكرى الخامسة لـ"اتفاقية فيينا" التاريخية التي تم التوصل إليها في الاجتماع الـ171 لمؤتمر أوبك الذي عقد في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 في فيينا وهو ما ساعد على تحفيز الدول المنتجة للنفط من خارج "أوبك" للعمل مع دول المنظمة من أجل استقرار سوق النفط المستدام.
وذكر باركيندو أن الاتفاقية سهلت تعزيز الدول الأعضاء في المنظمة لجهودها المشتركة للتغلب على الانكماش غير المسبوق في سوق النفط والحد من فائض المخزون ولا سيما في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وإحياء الاستثمار اللازم لدعم أمن الطاقة واستقرار السوق على المدى القصير والمتوسط والطويل.
واعتبر باركيندو أن "اتفاقية فيينا" تشكل لحظة تاريخية في تاريخ صناعة النفط وكذلك في التعاون الدولي والتعددية حيث أدت إلى إضفاء الطابع المؤسسي على إطار عالمي لم يساعد فقط صناعة النفط على الفور ولكن أيضا بعد أعوام عندما اندلعت جائحة كورونا في 2020 وتسببت في انكماش حاد في سوق النفط.
وأكد باركنيدو أن جهود "أوبك+" ساعدت على استعادة الاستقرار في سوق النفط العالمية لمصلحة جميع المنتجين والمستهلكين والمستثمرين فضلا عن الاقتصاد العالمي كما أنها عززت وجهات نظر المنظمة بشأن أهمية التعددية والتعاون الدولي والحوار.
في سياق متصل، تراجعت أسعار النفط الخام أمس بشكل حاد بعدما قال رئيس شركة مودرنا إن هناك شكوكا في فاعلية اللقاحات الحالية لمواجهة الطفرة الجديدة من فيروس كورونا المعروفة باسم "أوميكرون" التي تسببت في حالة من الذعر الواسع في الأسعار وأدت إلى تهاوي أسعار النفط الخام بنحو 12 في المائة الجمعة.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن السوق لا تزال في وضع متوتر ولكنها تلقى بعض الإشارات الإيجابية بعدما قلل كبار من التداعيات المحتملة لمتغير فيروس كورونا الجديد، وتأكيد أن الوضع لا يدعو للقلق.
وأشار المحللون إلى أن الأسعار عانت ضربة مفاجئة أدت إلى تغير كل الحسابات وارتباك السوق حيث هوى الخام الأمريكي بأكثر من 10 في المائة منخفضا إلى ما دون 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أيلول (سبتمبر).
وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، أن اجتماعات المنظمة و"أوبك+" في الأيام المقبلة تأتي في توقيت حرج لتحديد مستوى الإمدادات الملائمة لكانون الثاني (يناير) وستؤخذ في الاعتبارات تأثيرات وتداعيات متغير "أوميكرون" الذي أربك الأسواق منذ نهاية الأسبوع الماضي حيث تترقب السوق ما سيسفر عنه اجتماع المجموعة بشأن المحافظة على مستوى الزيادات الشهرية البالغة 400 ألف برميل يوميا أم تعدل السياسات الإنتاجية.
وأضاف أن تجار النفط ينتظرون الآن ليروا مدى خطورة تأثير "أوميكرون" في الأسواق بشكل دقيق، مشيرا إلى بيانات لـ"كوميرتس بنك" التي ترجح أن يكون لهذا المتغير تأثير كبير في الطلب على المدى القصير ولكنه يرى أيضا أن انخفاضات الأسعار كانت مفرطة ومبالغا فيها، لافتا إلى تأكيد روسيا أن "أوبك+" تواصل جمع مزيد من المعلومات حول الأحداث الجارية بما في ذلك سلالة كوفيد الجديدة.
من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات إن "أوبك+" لن تتخلى عن النهج الحذر الذي التزمت به منذ اندلاع الجائحة في العام الماضي ولذا من المتوقع ألا يخرج اجتماع هذا الأسبوع عن المسار السابق وسيجري تدارس تأثير المتحورة خاصة في حركة النقل والسفر التي تقلصت بشكل واسع وغير متوقع ما يضعف الطلب العالمي على الوقود.
وذكر أن مجموعة "أوبك+" أمامها العديد من الملفات المهمة والجديدة، منها تجدد المخاوف من تأثيرات الوباء وفي ضوء ذلك ستحدد مستوى الإمدادات الملائم للسوق النفطية في مستهل العام الجديد، موضحا أن كبح الزيادات المخططة في الحصص قد يكون أحد الخيارات المطروحة بقوة ولكن لها تأثيرات واسعة في معدلات التضخم العالمية.
من جانبه، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز أن "أوبك+" تدرك حجم التحديات الواسعة في السوق وتأخذ في الاعتبار كل المتغيرات خاصة متحورات الفيروس وحجم الإصابات حول العالم، مبينا أن بعض الخبراء يرون أن الاستمرار في زيادة الإنتاج سيؤدي إلى زيادة المعروض في السوق خلال كانون الثاني (يناير) المقبل خاصة إذا أدى فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي إلى المزيد من عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء.
وأشار إلى أن عمليات السحب من احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي ستمثل تطورا مهما في حالة حدوثها، لافتا إلى وجود جهود مستمرة لتقريب وجهات النظر بين تحالف "أوبك+" والدول المستهلكة الرئيسة لاحتواء تداعيات "أوميكرون" ولدفع السوق نحو التوازن خاصة في فصل الشتاء المثقل بالعديد من الأعباء وأبرزها أزمة الطاقة وارتفاع الاستهلاك.
بدورها، ذكرت نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي أن أزمة متحورة "أوميكرون" أدت إلى هدوء في وتيرة الأسعار بعد تجدد المخاوف على الطلب خاصة بعد إعلان رئيس شركة "موديرنا" أن اللقاحات قد لا تستطيع مواجهة هذا المتغير، مشيرة إلى أن الأمريكيين كانوا قبل هذه الأزمة يواجهون أسعارا مرتفعة للغاز.
وأوضحت أن السوق قد تواجه ضعفا في الطلب وتباطؤا اقتصاديا لم يكن متوقعا من قبل ويضاف ذلك إلى ركود موسمي في الطلب بسبب صيانة المصافي في بداية العام مشددة على ضرورة تجنب أي شقاق بين أكبر منتجي العالم ومستهلكي خامهم وأن تستمر جهود التعاون الدولي.
وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط بأكثر من 3 في المائة أمس بعد أن أثار الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا للأدوية الشكوك حول فاعلية اللقاحات المضادة لكوفيد - 19 في مواجهة المتحور الجديد من فيروس كورونا أوميكرون ما أفزع المتعاملين في أسواق المال وزاد من المخاوف المتعلقة بالطلب على النفط.
وبحسب "رويترز"، قال رئيس شركة مودرنا للأدوية لصحيفة فاينانشيال تايمز إن من غير المرجح أن تكون لقاحات كوفيد - 19 فعالة في مواجهة أوميكرون بدرجة فاعليتها نفسها في مواجهة المتحور السابق دلتا.
وهبطت العقود الآجلة لمزيج برنت القياسي 2.32 دولار أي بنسبة 3.2 في المائة لتصل إلى 71.12 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، وهو أدنى مستوياته منذ الأول من أيلول (سبتمبر).
وهبط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.15 دولار أي بنسبة 3.1 في المائة إلى 67.80 دولار للبرميل وهو أدنى مستوياته منذ 26 آب (أغسطس).
وتفيد تصريحات معدة مسبقا بأن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول سيبلغ الكونجرس بها بأن المتحور الجديد يمكن أن يعطل الانتعاش الاقتصادي.
وتهاوى سعر النفط بنحو 12 في المائة الجمعة مع تراجع أسواق أخرى وسط مخاوف من أن يثير انتشار المتحور الجديد موجة إغلاق جديدة ويحد من النمو العالمي ما يضر بالطلب على النفط.
ومع الشكوك المحيطة بالطلب على النفط تتزايد توقعات بأن تعلق مجموعة أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين منهم روسيا خططها لإضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر في كانون الثاني (يناير).
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 74.2 دولار للبرميل الإثنين مقابل 76.09 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث تراجع حاد على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 78.9 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط