صرافات البنوك "المتعطلة" تحرج عملاءها في الأسواق
يفكر المواطن ماهر عبد الرحيم جدياً بسحب حسابه المصرفي من أحد البنوك بعد أن تحولت كبائن الصرافات المنتشرة في طول مدينة الرياض وعرضها إلى آلات صماء تشبه الفزاعة التي يضعها الفلاح لإخافة الطيور، فتلك الصرافات المنتشرة في الأسواق الكبرى والمراكز التجارية وفي الطرقات, صارت كثيرة الأعطال في الآونة الأخيرة، ولم تعد تقدم الخدمات التي كانت تقدمها في السابق بل وضع العميل في كثير من الأحايين في مواقف حرجة.
وأوضح ماهر في حديثه لـ "الاقتصادية" أنه شعر بخيبة الأمل في كثير من المرات التي أراد فيها سحب بعض النقود من الصراف لحاجته إليها، وقال إن الحصول على صراف سواء لتسديد فاتورة أو لسحب جزء من الرصيد أصبح أمرا صعبا وليس كما كان الحال سابقاً حين كان الأمر سهلا ويسيرا, أما في الوقت الراهن فلا بد من بذل كثير من الجهد حتى تجد الصراف الذي يحقق لك الخدمة التي ترغب فيها، مشيرا إلى أنه يعد تعرض تلك الآلات للأعطال بين الحين والآخر أمرا طبيعيا، ولكن ما هو غير طبيعي أن تتحول تلك الأعطال إلى ديدن مستمر، وأيضا من الأمور غير الطبيعية ألا تهتم البنوك بتصليحها، خاصة مع الحاجة المتزايدة إليها، مؤكدا أن الحال يتجاوز أياما عديدة، بل قد يمر الأسبوع والجهاز معطل دون أن يلتفت إليه البنك رغم أنه يمتلك كتيبة من الفنيين والعاملين في هذا الجانب ويصرف عليهم الأموال الكثيرة والرواتب العالية.
من جانبه, يقول فيصل المرشدي إن تلك الخدمات التي تقدمها البنوك هي التي جعلت المستهلكين من المواطنين والمقيمين يضعون نقودهم في تلك البنوك لوقت الحاجة، لكن الأعطال أصبحت ظاهرة في كثير من الصرافات وبشكل مزعج ويضيف:" تسبب هذا الأمر في دفعي غرامة لشركة الكهرباء بعد أن تأخرت عن السداد وقطع التيار الكهربائي عن منزلي والسبب عجزه عن التسديد من خلال آلة الصراف، لافتاً إلى أن هذا الأمر أصبح يسبب الضيق والحرج في كثير من الأحيان.
أما عبد الله الأحمدي فيقول إنه تعرض لحرج شديد حين ترك عائلته في أحد المحال التجارية وذهب إلى الصراف ليسحب النقود ويحاسب البائع لكنه وجد الصراف لا يمكن سحب النقود منه، مشيرا إلى أنه انطلق بسرعة البرق إلى صراف آخر ليجده أيضا معطلا، مبينا أن زوجته اتصلت به تسأل عنه وعن سبب تأخره، فطلب منها أن تترك السلع التي كانت قد اشترتها من المحل وتعيدها للبائع وتنتظره أمام المركز التجاري، منوها بأن الحادثة تركته بين الغضب والضحك، قائلا "شر البلية ما يضحك"، مؤكداً أنه منذ تلك الحادثة لم يعد يثق بالصراف الآلي وأصبح بصفة مستمرة يحمل في محفظته بعض النقود التي تفي بالغرض وتقضي الحاجة.
أما المقيم السوداني عادل عبد الرحيم فقد ضحك من السؤال, وقال إنه ليس صاحب ثروة كبيرة ولا يمتلك كثيرا من الأموال حتى يخشى عليها من الضياع ويضعها في البنك، منوها بأن أحد أقربائه تعرض للنشل حين كان خارجا من كابينة الصراف وأن اثنين من اللصوص كانا يركبان دراجة نارية خطفا النقود التي كانت في يده، مشيرا إلى أن المبلغ لم يكن كبيرا، ولكن الحادثة سببت له صدمة وجعلته يقسم ألا يستخدم الصراف الآلي.
فيما دافع عبد السلام الشهري الذي يعمل محاسبا في أحد البنوك عن تلك الصرافات قائلا إنها تقدم خدمات جليلة لا يمكن تجاهلها, وأضاف "إذا كان قد حدث عطل في بعضها فإن كثيرا منها يعمل بشكل جيد فيمكنك من خلاله أن تسدد الفواتير أو تسحب بعضا من الرصيد أو تقوم بالتحويل وغيرها من الخدمات التي تعد من الأمور الضرورية في وقتنا الراهن".