ثقافة وفنون

أساطير «مارفل» تحمي الأرض في فيلم «الأبديون»

أساطير «مارفل» تحمي الأرض في فيلم «الأبديون»

مشهد من العمل.

أساطير «مارفل» تحمي الأرض في فيلم «الأبديون»

بوستر العمل.

ها هم عشاق عالم مارفل السينمائي يتوهون مجددا في غياهب الخيال، ويفرحون بالمخلوقات الخارقة، يتوقون إلى معرفة كيف سينتصر الخير على الشر، ويندمجون في المعارك الملحمية التي تسطر التاريخ القديم بكل أبعاده، كل هذا يحصل في فيلم "الأبديون" Eternals الذي أبصر النور، فكان مصباح 2021 في العالم السينمائي، فكيف كان العمل الـ 26 في عالم مارفل السينمائي؟!
إن عالم مارفل السينمائي الذي نعرفه ليس سوى منطقة نائية مقارنة بالنطاق الهائل للفيلم الأخير، الذي يغطي مساحات شاسعة من المكان والزمان، حيث إن ضغطه كله في فيلم واحد يكاد يكون إنجازا علميا في حد ذاته، فكل شيء عن "الأبديون" ضخم، سواء بقوته أو ضعفه، من حيث المشاهد المرئية فإنه يمنح المشاهد آفاقا كونية لا تبدو في غير محلها، كأنها على غلاف ألبوم "بروج روك" أو فيلم وثائقي عن الانفجار العظيم.
قصة «الأبديون»
القصة تغطي العالم بأسره والحضارة الإنسانية بأكملها، من بلاد ما بين النهرين إلى لندن في العصر الحديث، ومن المناطق النائية الأسترالية إلى بابل القديمة، مع عدد لا يحصى من مشاهد استخدمت فيها تقنية CGI وأعطت الفيلم رونقا خاصا. يبدأ الفيلم مباشرة بعد الأحداث المأساوية في فيلم Avengers: Endgame من 2019 التي أجبرت مخلوقات خارقة قديمة وغابرة في الزمن على الخروج من الظلال إلى العلن، كانت تعيش على كوكب الأرض سرا لآلاف الأعوام من أجل الاتحاد ضد العدو الأقدم للبشرية، مخلوقات ديفيانت.
الدفاع عن الأرض
هؤلاء الأبديون هم عبارة عن مخلوقات هائلة ومخلدة تمتلك قوى مطلقة تمكنها من التحكم في كل شيء وفرض سطوتها على عوالم كاملة، لكنهم كانوا يشاهدون ولم يرغبوا في التدخل فيما حدث للبشرية لآلاف الأعوام، لكن بعد ما وقع لفريق "المنتقمون افنجرز" وفقدان بعض من أعضائهم، اضطروا إلى الخروج للدفاع عن الأرض من الأخطار القادمة.
ومن بداية مشاهدة الفيلم حتى شارة النهاية التي لا نهاية لها، سيحصل المشاهد على انطباع أن كل فناني المؤثرات البصرية في العالم تم توظيفهم لصنع هذا الفيلم، بعض أعمالهم غريبة بشكل مقبول، لكن البعض الآخر كان فظيعا جدا.
شخصيات مرموقة
إلى جانب النطاق الملحمي، تأتي مجموعة من الشخصيات الكبيرة والمتنوعة بشكل فريد، وتشمل هذه الشخصيات "جيما تشان" و"ريتشارد مادن" و"أنجيلينا جولي" و"سلمى حايك" و"كميل نانجياني"، كما أن هناك أسطورة ملحمية من شأنها أن تجعل عقل المشاهد يدور حولها، فحتى قبل أن يتم الحديث عن خط الحوار، فإن هناك ثلاث فقرات كبيرة من النص تشرح الكيفية التي جاء بها الـ"10 الأبديون" إلى الأرض لحمايتها من المنحرفين المفترسين "نوع من الوحوش لا جلد له يمتلك مخالب" بناء على أريشم "رئيس السماوية"، وهذا يجعل الفيلم معقدا في بعض المشاهد، ويضيع المشاهد بين دهاليزه.
لديهم قدرات خارقة لكنهم ليسوا أبطال مارفل
يتمتع الإتيرنالز بقدرات خارقة، فالبطل ريتشارد مادن الذي يعرف بالإيتيرنال ألفا ويسمى أيكاريس يستطيع الطيران وإطلاق أشعة من عينيه، في حين تقاتل ثينا، تؤدي دورها أنجلينا جولي بأسلحة سحرية، بينما تتميز مكاري، تؤدي دورها لورين ريدلوف، بسرعة فائقة، وما إلى ذلك، لكنهم ليسوا أبطال "مارفل" الخارقين الذين يمثلون المشكلة المعيارية أكثر من الآلهة الخالدة غير القابلة للتدمير، الذين كانوا يعيشون متخفين منذ سبعة آلاف عام.

ما بين القوة والمسؤولية
السؤال الذي يطرح نفسه "لماذا لم تساعد على محاربة "ثانوس"؟ "لا يمكن للإيتيرنالز التدخل إلا عندما يتورط المنحرفون"، كما يقولون، مثل "الواكاندانز" في فيلم "بلاك بانثر". الـ"إيتيرنالز" منقسمون حول كيفية تطبيق تفوقهم. القوة والمسؤولية والولاء والوحدة هي الموضوعات المهيمنة، لكن هناك لحظات قليلة جدا عندما يتلامس هؤلاء الخالدون مع البشر، ما يجعل مواقفهم تبدو مجردة إلى حد ما، فقط عندما تتعرض مصائر الأبدية للخطر، فإنهم يهتمون بإنقاذ الصغار.
إخراج مميز
الفيلم بالتأكيد مختلف، وهو إحدى أكبر المفاجآت للمخرجة كلوي زاو، التي فازت بجائزتي أوسكار في وقت سابق من هذا العام عن فيلم نومادلاند، وهناك أوجه تشابه جمالية سطحية - كثير من مشاهد ساعة الغروب السحرية - لكن الفيلمين لا يمكن أن يكونا أكثر اختلافا، ولقد كانت العلامة التجارية لعمل زاو السابق هي الحميمية والواقعية، بينما في "إيتيرنالز" هو تمثيل ضخم في اللاواقعية.
تمكنت زاو على الأقل من تأسيس القصة في بعض الشخصيات الدرامية، والأكثر مشاهد عاطفية في الفيلم هي مسألة تحويل "تشان" إلى "سيرسي" التي عليها تجميع "الإيتيرنالز" لمواجهة تهديد جديد.
من جهة أخرى، نجد سبرايت، تؤدي دورها ليا ماكيو، لا تزال متأثرة بانفصالها الأخير عن إيكاريس، الذي حصل قبل ألفي عام، تحمل سبرايت شمعة لإيكاريس، لكن كونها محاصرة في جسد فتاة في الـ11 من عمرها لا يمكنها أن تفعل ما تشاء.
الكوميديا حاضرة
أما كينج، الذي يؤدي دوره كومايل نانجياني نجم بوليوود، فقد استطاع أن يقدم بعض النفحات الكوميدية التي تمس الحاجة إليها بصفته إيتيرنال، في حين نجد قوة النجمة أنجلينا جولي غير مؤكدة إلى حد ما بسبب اضطراب الشخصية غير المقنع لشخصيتها، وبعض الممثلين الصغار في "إيتيرنالز" بالكاد حصلوا على الوقت لإعطاء أدوارهم حقها.
هذه هي مشكلة الفيلم، حيث يوجد كثير مما يحدث، كل شيء يتجه نحو سباق مع الزمن لوقف حدوث الأشياء السيئة، إنه ليس مملا تماما، فهناك دائما شيء جديد، لكنه ليس مثيرا بشكل خاص، ويفتقر إلى بهجة أفضل أفلام "مارفل".
قوة «مارفل»
تتمثل إحدى نقاط القوة في عالم مارفل السينمائي حتى الآن في الطريقة التي استغرقت وقتا لتعريف كل شخصية على حدة، ووضع الروايات الكبرى على الأفلام المتتالية، ما يجعلك تشعر بالزخم. هنا، كل شيء يلقى علينا في آن واحد، الوضع أشبه بحضور فيلم "أفينجرز: إندجيم" دون رؤية مسبقة للأجزاء الماضية، معظم البشر سيجدونها أكثر من اللازم، فالأكبر ليس دائما أفضل.
تجدر الإشارة إلى أن الفيلم احتل مؤشرات بحث "جوجل" ومختلف تريندات السوشيال ميديا حول العالم، ويأتي ذلك عقب انطلاق العرض الخاص والأول للفيلم في مسرح El Capitan الشهير، بعد تأجيل طرحه لمدة عام تقريبا بسبب فيروس كورونا الوبائي، ولقي العرض الخاص تفاعلا كبيرا وتصفيقا حادا من الحضور للفيلم، لكن كان للنقاد رأي آخر، إذ حصد الفيلم نسبة تصويت 61 في المائة فقط، في حين كان من المتوقع أن يكسر الـ90 في المائة، وقال أحد النقاد "إن فيلم Eternals ما هو إلا فوضى مملة وطويلة للغاية بلا هدف".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون