الطاقة- الغاز

موسكو: أزمة نقص إمدادات الغاز في أوروبا مرشحة للتراجع بعد "نورد ستريم 2"

موسكو: أزمة نقص إمدادات الغاز في أوروبا مرشحة للتراجع بعد "نورد ستريم 2"

تقلبات الأسواق العالمية لا يؤثر على أسعار الغاز الذي يتم نقله عبر خطوط الأنابيب.

تتوقع روسيا تراجع أزمة نقص إمدادات الغاز الطبيعي في الأسواق بعد بدء تشغيل خط أنابيب الغاز الجديد نورد ستريم 2، وضخ الغاز من خلاله للمنطقة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في موسكو البارحة الأولى، "أي بداية مبكرة لتشغيل نورد ستريم2 ستحقق توازن عوامل أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، بما في ذلك في سوق العقود الفورية، هذا أمر واضح".
يأتي ذلك في حين ارتفع سعر الغاز إلى أكثر من 900 دولار لكل 1000 متر مكعب بحسب وكالة "إنترفاكس الروسية" للأنباء. ونفى بيسكوف أن يكون في مقدور شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم القيام بأي شيء لوقف ارتفاع أسعار الغاز، ويلقي خبراء الطاقة الروسي مسؤولية ارتفاع الأسعار إلى طبيعة الموقف في السوق العالمية.
وقال بيسكوف إن تقلبات الأسواق العالمية لا يؤثر في أسعار الغاز الذي يتم نقله عبر خطوط الأنابيب، مضيفا أن "عملاء غاز الأنابيب لا يتأثرون كثيرا بالتقلبات لأن تسعير الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب يتحدد وفق معادلة سعرية مختلفة".
وأكد أنه نظرا لوجود عقود طويلة الأجل، فإن ألمانيا تحصل على الغاز الروسي بأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الحالية في السوق العالمية، كما أن الطلب الأوروبي على الغاز يتزايد، وفقا لـ"الألمانية".
وكان جهاز تنظيم قطاع الطاقة في ألمانيا قد صرح في وقت سابق من الأسبوع الحالي بأنه لديه فرصة حتى أوائل كانون الثاني (يناير) الماضي ليتوصل إلى مشروع قرار بشأن بدء تشغيل خط الغاز الطبيعي المثير للجدل نورد ستريم2، وهو ما يمكن أن يؤجل بدء تشغيل الخط، الذي انتهت أعمال تشييده.
والخط الجديد سينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق ودون المرور بأراضي أوكرانيا. وقال جهاز تنظيم قطاع الطاقة الألماني في بيان إن شركة "نورد ستريم2 أيه.جي"، التي تمتلك الخط قدمت كل الأوراق اللازمة للحصول على شهادة تسجيل كمشغل مستقل لخط نقل الغاز، وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الجهاز، فإنه لدى السلطات الألمانية أربعة أشهر للوصول إلى مسودة قرار بشأن شهادة المصادقة وإرسال المسودة إلى المفوضية الأوروبية لمراجعتها بشكل نهائي، مضيفا أن الفترة الزمنية المقرر بدأت 8 أيلول (سبتمبر) الحالي.
وأعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة الأسبوع الماضي، اكتمال مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2". وقال ألكسي ميلر الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية العملاقة للغاز التابعة للدولة في بيان إن العمل على الخط، الذي يبلغ طوله 1230 كيلومترا انتهى.
ووصل إنتاج شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة غازبروم خلال العام الحالي إلى أعلى مستوى له منذ نحو عشرة أعوام، لكنها احتفظت بأغلب هذه الزيادة في الداخل.
ونقلت وكالة "إنترفاكس الروسية" للأنباء عن بيان الشركة القول إن إنتاجها زاد خلال العام الحالي 18 في المائة، سنويا، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نحو 13 عاما في مثل هذا التوقيت من العام.
وأبقت غازبروم على الجزء الأكبر من الإنتاج الإضافي في مستودعات داخل روسيا، حيث تقوم روسيا حاليا بتخزين كميات من الغاز الطبيعي تعادل ما تصدره كل يوم إلى أوروبا الغربية. في الوقت نفسه، فإن الطلب القوي لمستودعات التخزين على الغاز الطبيعي في روسيا قبل دخول فصل الشتاء شكل ضربة لأوروبا، التي ينفد الوقت المتاح لها لتكوين مخزون من الغاز يكفي لتلبية الزيادة المعتادة في الاستهلاك خلال الشتاء البارد.
وارتفع سعر الغاز الطبيعي في أوروبا إلى ثلاثة أمثاله خلال العام الحالي، حيث يسجل السعر رقما قياسيا يوما بعد يوم. بلغ إنتاج غازبروم منذ بداية العام الحالي 357.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، حيث وصل متوسط الإنتاج اليومي خلال النصف الأول من الشهر الحالي إلى نحو 1.37 مليار متر مكعب، وهذا الرقم هو الأعلى منذ 2008، بحسب وكالة "إنترفاكس".
ومع ذلك ما زالت الصادرات الروسية من الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي أقل من مستوياتها قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، وهو ما يعمق أزمة الطاقة في هذه الدول.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز