الطاقة- النفط

النفط يواصل قفزاته ويحوم حول مستوى 74 دولارا .. اللقاحات تطلق الطلب الكامن

النفط يواصل قفزاته ويحوم حول مستوى 74 دولارا .. اللقاحات تطلق الطلب الكامن

الطلب العالمي على النفط سيرتفع 3.2 مليون برميل يوميا في 2022.

واصلت أسعار النفط الخام قفزاتها السعرية، حيث يحوم خام برنت حول مستوى 74 دولارا للبرميل بفعل مخاوف من احتمال وقوع عاصفة جديدة تعطل الإنتاج الأمريكي في خليج المكسيك مجددا، الذي لم يتعاف بعد من تداعيات إعصار إيدا، إذ يواجه حالة من التباطؤ والمقاومة في جهود استعادة مستويات الإنتاج الطبيعية.
كما دعمت الأسعار مخاوف من تعطل إنتاج النفط الليبي في ضوء أعمال الاحتجاج هناك بينما تواصل مجموعة "أوبك+" المضي قدما في زيادة العرض على نحو تدريجي محدود بقيمة 400 ألف برميل يوميا حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل مع مراجعة الموقف في اجتماع وزاري للمجموعة يعقد أول الشهر المقبل.
وإضافة إلى جهود "أوبك+" تقوم الولايات المتحدة والصين بتعزيز الإمدادات النفطية عن طريق بيع جزء من الاحتياطي الاستراتيجي وتسريع وتيرة السحب من المخزونات.
وبعد ردود الأفعال الدولية الإيجابية على تقرير "أوبك" الشهري أمس الأول، أعقبه أمس، تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي رأى أن الطلب العالمي على النفط من المقرر أن ينتعش الشهر المقبل من التأثير الأخير لمتغير دلتا من فيروس كورونا، متوقعة تقلص الإنتاج في أسواق النفط قبل نهاية العام إذا ظلت إيران تحت العقوبات.
وأوضح التقرير أنه مع زيادة القيود في عدد من الدول منذ تموز (يوليو) للحد من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا عدلت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط للربع الثالث بمقدار 200 ألف برميل يوميا في تقريرها الشهري الأخير عن أسواق النفط، مشيرة إلى "طلب كامن قوي واستمرار التقدم في برامج اللقاحات".
وعلى الرغم من ضعف الطلب في الربع الثالث، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أنها الآن أكثر تفاؤلا بشأن أخبار جائحة كورونا بسبب التقدم في تصنيع اللقاحات والتلقيح وإجراءات التباعد الاجتماعي الأقل تقييدا في العديد من الدول.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها "بدأت تظهر بالفعل مؤشرات على تراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا حيث من المتوقع الآن أن ينتعش الطلب بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر) ويستمر في النمو حتى نهاية العام".
وأضاف التقرير أنه يجب أن يدعم الطلب المكبوت التقدم المستمر والقوي في برامج التطعيم ما يسجل معه انتعاشا قويا في الربع الرابع من 2021.
ورفع التقرير تقديرات وكالة الطاقة الدولية للطلب على النفط في 2022 بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 99.4 مليون برميل يوميا. وترى الآن أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 5.2 مليون برميل يوميا هذا العام وبـ3.2 مليون برميل يوميا في 2022، وهو خفض بمقدار 105 آلاف برميل يوميا و85 ألف برميل يوميا على التوالي.
ويأتي تقرير الوكالة بعد يوم من رفع أوبك توقعاتها الخاصة بنمو الطلب العالمي في 2022 إلى 4.15 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 3.28 مليون برميل يوميا ما يتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط مستويات ما قبل الوباء في 2022.
ونتيجة لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال في أوروبا وآسيا، ترى الوكالة أن العديد من الدول تستخدم المزيد من زيت الوقود أو النفط الخام لتوليد الطاقة في الأشهر المقبلة.
ومع التركيز على التحول المحتمل من الغاز إلى النفط في دول الشرق الأوسط وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع 150 ألف برميل يوميا إلى 200 ألف برميل يوميا من الوقود في مستويات الطلب الإضافي من الربع الثالث من 2021 إلى الربع الأول من 2022.
وبحلول نهاية 2021 تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل استهلاك النفط إلى 99.1 مليون برميل يوميا أي أعلى بنحو 4.7 مليون برميل يوميا مما كان عليه في نهاية 2020، لكنه لا يزال أقل بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا مقارنة بنهاية 2019.
وبشكل عام ترجح وكالة الطاقة الدولية عودة الطلب العالمي على المنتجات النفطية إلى مستويات 2019 في 2022 على الرغم من تأخر 1.3 مليون برميل يوميا في الطلب على الطائرات والكيروسين عن مستويات 2019.
ومع توقف ما يصل إلى 1.7 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط على طول ساحل الخليج في نهاية آب (أغسطس) نتيجة لإعصار إيدا وتأجيل إعادة تشغيل عدد من المنصات البحرية، قالت وكالة الطاقة الدولية إنها ترى التأثير الأكبر من العاصفة على العرض في أيلول (سبتمبر).
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أن إيدا هي أسوأ عاصفة تضرب منطقة ساحل الخليج منذ إعصاري كاترينا وريتا في 2005 وقد تؤدي إلى خسارة إجمالية في إمدادات النفط الخام تصل إلى 30 مليون برميل بالنظر إلى الإغلاق الممتد الحالي.
ومع زيادة "أوبك+" إنتاجها من النفط الخام شهريا بمقدار 400 ألف برميل يوميا من آب (أغسطس) للتخلي عن بقية التخفيضات المتعلقة بالجائحة، يرى تقرير وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط تقترب من التوازن بدءا من تشرين الأول (أكتوبر).
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج نفط "أوبك+" بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا بين آب (أغسطس) ونهاية 2021. وفي الوقت نفسه، تقدر وكالة الطاقة الدولية أن الإنتاج من خارج "أوبك+" من المقرر أن يرتفع بنحو 400 ألف برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية "مع ذلك لن يكون العرض مرتفعا بما يكفي للسماح بتجديد مخزونات النفط إلا بحلول أوائل 2022".
وذكرت الوكالة أنه بالنظر إلى المستقبل فإن تخفيف انقطاع الإمدادات يعني أن منتجي "أوبك+" يمكنهم ضخ 1.4 مليون برميل يوميا فوق الطلب على خام مجموعة "أوبك+" في الربع الأول من 2022 على افتراض أن إيران لا تزال تحت العقوبات.
وأضاف تقرير الوكالة أنه بحلول الربع الثاني من العام المقبل قد يرتفع إنتاج "أوبك+" من النفط الخام إلى 2.4 مليون برميل يوميا فوق الطلب.
وفيما يتعلق بالمخزونات، أكدت وكالة الطاقة الدولية أن البيانات الأولية للولايات المتحدة وأوروبا واليابان تظهر أن إجمالي مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفض بمقدار 31.1 مليون برميل أخرى في آب (أغسطس) بينما انخفض النفط الخام الموجود في التخزين العائم قصير الأجل بمقدار 20.3 مليون برميل إلى 101.7 مليون برميل.
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أنه إذا تأكدت بيانات أكثر دقة فإن السحوبات في آب (أغسطس) ستضع مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مستوى ضيق بشكل استثنائي أقل من الحد الأدنى لنطاق خمسة أعوام.
وفي تموز (يوليو) الماضي كانت وكالة الطاقة الدولية قد ذكرت أن مخزونات الصناعة سحبت 34.4 مليون برميل لتقف عند 2.85 مليار برميل بانخفاض 185.7 مليون برميل عن متوسط 2016-2020 و120.3 مليون برميل أقل من متوسط خمسة أعوام قبل جائحة كورونا.
وفي سياق متصل، قال لـ"الاقتصادية" سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن تقريري أوبك ووكالة الطاقة الدولية جاءا إيجابيين للغاية وداعمين للمعنويات الصاعدة وحالة التفاؤل خاصة بعد تراجع وكالة الطاقة الدولية عن تقريرها السلبي في الشهر الماضي وتأكيدها الثقة بتعافي الطلب العالمي بشكل قوى في الشهر المقبل.
وذكر أن وكالة الطاقة الدولية أبرزت رضاها الشديد عن انتشار لقاحات كورونا وجهود احتواء الوباء خاصة بعد الانتشار الأخير لمتغير دلتا من فيروس كورونا، ولكن كثيرا من اقتصادات العالم استفادت من خبرتها السابقة ومن ذروة الأزمة في العام الماضي وتعاملت بنحو هادئ وذكي مع أزمة المتغير الجديد ولم تلجأ إلى القيود المشددة مرة أخرى مع التوسع في توزيع اللقاحات ما أبقى الطلب في مستويات جيدة وملائمة للسوق.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية" روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات أن وكالة الطاقة الدولية نبهت إلى أن خسائر الإنتاج من إعصار إيدا تفوق زيادات الإنتاج الشهرية من جانب مجموعة "أوبك+" وهو ما يعني انحسار مخاوف وفرة المعروض واستجابة الأسعار إلى مسار المكاسب خاصة مع التعافي المستمر في الطلب.
وأوضح أن أزمة الإنتاج الأمريكي أدت إلى انخفاض العرض العالمي بمقدار 540 ألف برميل يوميا في آب (أغسطس) بسبب أزمة الإعصار ومع توقع حدوث إعصارات أخرى، لافتا إلى أن وكالة الطاقة قدمت رؤية إيجابية للغاية عن وضع السوق النفطية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز إن توقع حدوث انتعاش حاد في الطلب يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا الشهر المقبل مع استمرار النمو حتى نهاية العام – بحسب وكالة الطاقة – سيؤدى إلى انتعاش الاستثمار مجددا في الصناعة التي عانت كثيرا من تقلص الاستثمارات بسبب ضغوط حماية المناخ ونتيجة برامج التحول إلى الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الإعلان عن الإفراج عن مخزونات النفط الاستراتيجية من الولايات المتحدة والصين قد تساعد كثيرا على سد الفجوة الحالية بين العرض والطلب خاصة مع بقاء الصناعة الأمريكية تكافح لإعادة تشغيل العديد من الحقول المتضررة من الإعصار، متوقعا خفض إنتاج المنطقة من النفط الخام بما يصل إلى 650 ألف برميل يوميا في المتوسط هذا الشهر بحسب أحدث الإحصائيات.
وفيما يخص الأسعار، بلغ النفط أعلى مستوياته في ستة أسابيع أمس بفعل مخاوف من أن عاصفة أخرى قد تؤثر في الإنتاج في تكساس هذا الأسبوع حتى في الوقت الذي تواجه فيه صناعة الخام الأمريكية صعوبات للعودة إلى مستويات الإنتاج الطبيعية بعد أن ألحق الإعصار إيدا أضرارا بساحل الخليج.
وصعدت أسعار الخام للجلسة الثالثة على التوالي، فيما بلغ خام برنت أعلى مستوياته منذ الثاني من آب (أغسطس) في وقت سابق من الجلسة.
وبحسب "رويترز"، صعد خام برنت 40 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة إلى 73.91 دولار للبرميل، بعد أن زاد إلى المستوى المرتفع البالغ 74.08 دولار في وقت سابق.
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 45 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 70.90 دولار لبرميل، بعد أن زاد إلى 71.05 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ الثالث من آب (أغسطس).
وجنى برنت 0.8 في المائة بينما ربح خام غرب تكساس 1.1 في المائة أمس الأول.
وجرت عمليات إجلاء أمس الأول من منصات النفط البحرية في خليج المكسيك في الوقت الذي بدأت فيه مصافي تكرير النفط البرية الاستعداد للعاصفة الاستوائية نيكولاس، التي تتجه صوب ساحل تكساس بسرعة رياح قدرها 70 ميلا في الساعة (113 كيلو مترا في الساعة)، مهددة ولايتي تكساس ولويزيانا اللتين ما زالتا تتعافيان من الإعصار إيدا.
وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتين سيكيوريتيز "المستثمرون قلقون من أن نيكولاس قد يسبب تعطلا آخر في ساحل الخليج في الوقت الذي يسعون فيه لتقدير المدة التي سيظل خلالها إنتاج الخام متأثرا بالإعصار إيدا".
وأكثر من 40 في المائة من إنتاج النفط والغاز في ساحل الخليج الأمريكي ما زال متوقفا الإثنين، بعد أسبوعين من اجتياح الإعصار إيدا لساحل ولاية لويزيانا وفقا لمكتب السلامة والإنفاذ البيئي المنظم للقطاع.
جاءت مكاسب الأسعار أيضا في ظل مخاوف من تعطل إنتاج النفط في ليبيا.
وذكرت المؤسسة الوطنية للنفط أن عمليات التحميل في ميناءي النفط الليبيين السدرة ورأس لانوف استؤنفت الجمعة بعد توقف ليوم واحد، لكن مهندسا في ميناء الحريقة قال إن الميناء ما زال مغلقا بسبب محتجين.
ووافقت الحكومة الأمريكية على بيع النفط الخام من احتياطي الطوارئ الوطني لثماني شركات من بينها إكسون موبيل وشيفرون بموجب عطاء مجدول لجمع المال من أجل تمويل الميزانية الاتحادية.
وأشار متعاملون إلى أن السحب الصيني المزمع من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية ربما يعزز الإمدادات المتاحة في ثاني أكبر مستهلك في العالم للخام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط