ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

لا حرب في طروادة

مجموعة شعرية جديدة لنوري الجراح، الشاعر السوري، بعنوان "لا حرب في طروادة"، حيث لم تعد القصيدة عند نوري الجراح - حسب كلمة الناشر - تكتفي باستحضار ذلك المناخ السحري للحارات الدمشقية ومنعطفاتها الضيقة والظليلة على تخوم بوابة "معبد جوبيتير" و"المسكية" وقوس "باب الشمس" شرقي المدينة، أو طفولة حي المهاجرين الشاهقة التي تنحدر إلى العالم كله، ليست جالبة كلمات الشاعر من قصاصاته في الأرض الواسعة فحسب، بل هي الآن، وبإطلالتها هذه، من فضاء المنفى الجماعي المتعاظم، توقظ المسوخ التي تقاطرت على الخيال السوري، محولة الواقع الكابوسي إلى واقع آخر، تراجيديا غنائية لا نهاية لها. أرواح الجحيم السوري وساكنته وخلائقه في مشهد الجراح في هذا الكتاب الشعري، تبدو هذه المرة، وكأنها تجهد لإيصال النشيد الكوني إلى بحة متصاعدة، عبر نداءات عميقة قادمة من عالم بعيد.

سرير أبيض


مجموعة قصصية هي أول إصدارات عفراء محمود، الكاتبة الإماراتية، بعنوان "سرير أبيض". تطالعنا في هذا الكتاب قصص تنحاز إلى البوح والمكاشفة الذاتية، خصوصا تسريب صور ومشاهد وحكايات الذاكرة، تنفتح القصص كذلك على نوافذ عديدة، تقتنص لحظة شعرية، مشهدا عابرا، وتدخل كل شيء إلى معسكر الحكي، ليتسرب كما النمل من جديد ويتشعب بين مدن وأناس وتفاصيل صغيرة تحكي المكان وقاطنيه، وتستعين أحيانا بخيال يتسع لأمكنة وحكايات أخرى، وأناس آخرين، في أوطان قريبة تسقط أمامها معايير الجغرافيا. سنجد أنفسنا، عبر صفحات الكتاب، في مواجهة مرآة متحركة، تتنقل بين فضاء وآخر، لتجعل من صورتنا عليها، صورة لكل الأبطال الحقيقيين أو المتخيلين، بين طفل ومجنون وغريق ومريض ولاجئ وقاتل وغير صالح للحياة وقط مثير للريبة وسيارة صفراء وغرفة مستطيلة وباب مخلوع، وحيث لن نكون بحاجة إلى تغيير ملامحنا لتنسجم مع ملامح راوي القصة أو بطلها.

كارل ساندبرج

لا ينطلق كارل ساندبرج في شعره - يفصل سامر أبو هواش في مقدمة الكتاب - من نظرية جاهزة حول الكتابة الشعرية، لا يفترض نفسه سليل تقاليد شعرية راسخة، ولا ثائرا عليها، ولا فاتح دروب جديدة، وقد يبدو هذا مستغربا بعض الشيء، في وقت كان فيه الغرب برمته، قبل الحرب العالمية الأولى وخلالها وبعدها، يغلي بالتيارات الأدبية والفكرية والفلسفية والفنية، التي سعت إلى إعادة تعريف الشرط الإنساني، تحت وطأة الثورة الصناعية، وما أحدثته من تحولات هائلة في الوعي الجمعي، وفي العلاقات الاجتماعية، وفي بنية السلطة السياسية والدينية والأبوية، إلا أن ساندبرج لا يبدو مشغولا بكل هذه الانشغالات، إذ لا يأتي على ذكر الحداثة "أو التقليد" إلا عرضا، متوقفا فقط عند الاشتراطات الشكلية التي تفرضها القافية على الشعر، دون أن يحدد موقفا واضحا من القصيدة الكلاسيكية، ودون أن يتبنى، على نحو أيديولوجي، أي نمط من أنماط الحداثة، بما في ذلك الشعر الحر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون