كيف أضاع نادي برشلونة الثروة؟

كيف أضاع نادي برشلونة الثروة؟
بين عامي 2017 و2021، حصل ميسي، الحائز جائزة أفضل لاعب بالعالم ست مرات، على أكثر من 555 مليون يورو.
كيف أضاع نادي برشلونة الثروة؟
بين عامي 2017 و2021، حصل ميسي، الحائز جائزة أفضل لاعب بالعالم ست مرات، على أكثر من 555 مليون يورو.

عندما بدأت بتأليف كتاب عن نادي برشلونة في عام 2019، كنت أعتقد أنني سأشرح صعود النادي للعظمة، وفعلت ذلك. ولكن انتهى بي الأمر بتسجيل هبوطه وسقوطه أيضا.
قبل الجائحة، أصبح نادي برشلونة أول ناد يتجاوز مليار دولار في الإيرادات السنوية في أي رياضة على الإطلاق. ويبلغ إجمالي ديونه الآن نحو 1.4 مليار دولار، معظمها قصير الأجل.
وقد منع الدوري الإسباني النادي من إنفاق أي أموال أخرى لا يمتلكها. وواجه نادي برشلونة العقبات في تقديم عقد جديد لأفضل لاعبي كرة القدم في العالم وأعلاهم أجرا، وهو ليونيل ميسي، على الرغم أنه وافق كما ورد على خفض أجره للنصف. وقد عرض النادي معظم لاعبيه الآخرين للبيع تحت شعار "يجب أن يعرض كل شيء للبيع"، مع وجود قلة من المشترين حتى الآن.
لقد كانت الجائحة مؤلمة، ولكنها كانت فقط رصاصة الرحمة. بطريقة غير مرئية تقريبا، كان نادي برشلونة في سقوط حر منذ تلك الليلة في برلين في حزيران (يونيو) عام 2015 عندما فاز النادي بنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في عشرة أعوام. حيث حقق النادي السيطرة بسهولة، ويعود الفضل في ذلك لجيل لا يتكرر من اللاعبين خريجي أكاديمية شباب النادي نفسه. وفي ذلك الوقت، كان نادي برشلونة قادرا على شراء أي لاعب في كرة القدم. يعد قرار الضم أهم قرار إداري في أي صناعة للمواهب. ولكن نادي برشلونة خسر "حرب المواهب". فما الذي سار على نحو خاطئ؟
إن عملية شراء نادي برشلونة للاعبين فوضوية على نحو غير عادي. حيث يضغط كل من التيارات المتنافسة في النادي لإتمام عقد شراء مختلف، في الأغلب دون إخبار المدرب حتى. وتقوم حملات المرشحين لرئاسة نادي برشلونة على الوعود بالنجوم الذين سيتم شراؤهم إذا تم انتخابهم. وسيكون للمدير الرياضي الحالي وجهات نظر خاصة، وكذلك ميسي.
كان الرجل المشرف على سياسة الانتقالات الكارثية في نادي برشلونة بين 2014 و 2020 هو جوسيب ماريا بارتوميو. وهو رجل ودود، ويدير شركة عائلية تقوم بصنع جسور الطائرات التي تنقل الركاب من الطائرة لمباني المطار.
وفي كانون الثاني (يناير) عام 2014، انتقل من نائب رئيس نادي برشلونة غير المعروف لرئيس عرضي عندما تنحى شاغل المنصب، ساندرو روسيل. وكان بارتوميو يعد مجرد رئيس مؤقت. ولكن، في تموز (يوليو) عام 2015، بعد شهر من الفوز في برلين، قدم له أعضاء النادي الممتنين فوزا ساحقا في انتخابات نادي برشلونة الرئاسية.
وكانت المشكلة أنه لم يكن يعرف كثيرا عن لعبة كرة القدم أو صناعة كرة القدم. وكان مديره الرياضي، الأسطورة حارس المرمى الإسباني أندوني "زوبي" زوبيزاريتا، قد وقع صفقات مع لاعبين مثل نيمار ولويز سواريز، اللذين اندمجا مع ميسي في الهجوم. هذا الثلاثي الذي يعد الأفضل في كرة القدم. ولكن سرعان ما نحى بارتوميو زوبي. وبالإجمال، كان لدى الرئيس خمسة مديرين رياضيين في ستة أعوام.
وبدأ هبوط نادي برشلونة منذ خسارة نيمار. حيث كان البرازيلي لاعب جناح كفؤا قادرا على اللحاق بتمريرات ميسي. وتعد الأهداف المتوقعة المقياس لعدد الأهداف التي قد يسجلها الفريق بناء على جودة الفرص. وحسب لنيمار وحده في موسم 2015 /2016 ما يقارب 1.2 هدف متوقع في المباراة الواحدة، بعيدا بشكل طفيف عن نسبة ميسي الصاعقة 1.4. ولكن نيمار كان يريد أن يصبح ميسي، الرجل الرئيسي في فريقه. وانضم لفريق باريس سان جيرمان في عام 2017، مقابل رسوم انتقال بمقدار 220 مليون يورور، وهو رقم قياسي عالمي. ولم ينجح نادي برشلونة بتعويضه قط.
عندما يبيع ناد لاعبا بقيمة 220 مليون يورو، فهو لا يمتلك حقا 220 مليون يورو لإنفاقها. هناك ضرائب ورسوم وكلاء ومدفوعات بالتقسيط. وعلى الرغم من ذلك، كان كل نادي كرة قدم آخر في عام 2017 على علم أن بارتوميو يملك مبلغا كبيرا من المال في جيبه الخلفي وأنه يحتاج إلى كأس بشري يستطيع التلويح به أمام الـ150 ألف عضو في نادي برشلونة المحرومين من نيمار.
تقريبا سيستمع أي لاعب كرة قدم لعرض من نادي برشلونة. وأخبرني روسيل، "أحيانا لا تستطيع الوصول لاتفاق، ولكن يجلس الجميع على الطاولة".
وفي عام 2017، عرض الوكيل الإسباني جونير مينجيليا على نادي برشلونة المهاجم الفرنسي الرائع البالغ من العمر 18 عاما كيليان مبابي. ولكن لم يسمع مينجيليا ردا من نادي برشلونة حتى وصلت رسالة على تطبيق "واتساب" من عضو مجلس الإدارة، خافيير بوردس: "لا المدربون ولا بريسي [الرئيس] يريدونه".
وقال بورداس بعد أعوام إن طاقم نادي برشلونة الفني قد رفض أيضا اللاعب النرويجي اليافع إرلينغ بروت-هالاند، لأنه لم يكن يعد "لاعبا من طراز نادي برشلونة". اليوم، يعد مبابي وهالاند أكثر لاعبين يافعين مرغوبين في كرة القدم.
عوضا عن ذلك، استهدف نادي برشلونة رجلا فرنسيا يافعا آخر، لاعب نادي بروسيا دورتموند عثمان ديمبيلي. بعد ثلاثة أسابيع من رحيل نيمار، سافر بارتوميو ومسؤول آخر من نادي برشلونة للتفاوض بشأن – انتقال ديمبيلي مع نظرائهم الالمان في مونت كارلو، مركز مفضل لأعمال كرة القدم.
وقد هبط الثنائي من نادي برشلونة بقرار حازم، كما ورد عن صحيفة "نيويورك تايمز"، سيدفعون رسوم انتقال بقيمة 80 مليون يورو على أعلى تقدير. أي رقم أكبر من هذا سيتراجعون. قبل دخولهم للغرفة المخصصة، قام الرجلان بالعناق.
ولكنهما حصلا على مفاجأة في الغرفة. قال الألمان إنهم لا يملكون وقتا للحديث، عليهم اللحاق بطيارة، ولن يتفاوضوا وأنهم يرغبون ما يقارب ضعف مبلغ نادي برشلونة المدرج في الميزانية المخصصة لديمبيلي. واستسلم بارتوميو. في نهاية المطاف، كان رئيس أغنى ناد رياضي في العالم، ولا يزال تقريبا غرا في كرة القدم. وقد التزم بدفع 105 ملايين يورو مقدما، إضافة إلى 42 مليون يورو في مكافآت الأداء التي يمكن الحصول عليها بسهولة - أكثر مما كان مبابي سيكلف.
بعد أقل من ستة أشهر، دفع نادي برشلونة لنادي ليفربول 160 مليون يورو لشراء المبدع البرازيلي فيليبي كوتينيو. وقد تم هدر رسوم انتقال نيمار، وأكثر من ذلك. ينبغي لرسوم الانتقال التي تزيد على 100 مليون يورو أن تضمن عدم الإخفاق، ولكن لم ينجح كلا من ديمبيلي وكوتينيو – في نادي برشلونة.
وقد يعود بعض من ذلك للتوتر الناتج عن الانضمام لهذا النادي. حيث أخبرني المهاجم جاري لينيكير، الذي انتقل من نادي إيفرتون في عام 1986، "في اللحظة التي ترجلت فيها من الطائرة، كان هناك مئات المصورين والصحافيين. كنت هناك مع مارك هوغز [المهاجم الويلزي]. كنا قد وقعنا عقودنا للتو، وتم إبلاغنا بأننا سنقوم بالتدرب في الملعب اليوم، إنه اليوم الذي نقدم فيه للجمهور، وفكرنا، من الذي سيأتي على أي حال؟ ربما 30 أو 40 شخصا. كان هناك ما يقارب 60 ألف شخص، فقط ليشجعوا اللاعبين الجدد ولمشاهدة جزء من التدريب".
ووافق لينيكير أن هوغز، الذي فشل في نادي برشلونة، قد يكون أحد اللاعبين الذي يقال إنهم "يموتون" من التوتر في ملعب كامب نو، بالقول، "أعتقد أنه كان غير ناضج قليلا. ولكن مستويات التوقع كانت سببا".
لا عجب أن نادي برشلونة يواجه عقبة غريبة في سوق الانتقالات، حيث يشعر عديد من الموقعين المرشحين أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية لنادي برشلونة. قد يعاني هؤلاء الرجال متلازمة الدجال المبررة. وقال روسيل، "أحيانا يأتي وكيل ويقول، لا، لا، لا، نحن لسنا مستعدين. وهذا أمر صادق. لقد أحببته عندما يحدث معي". وقد أخبرني بارتوميو عن مواقف رفض مشابهة لهذه من "لاعبين مهمين جدا يلعبون الآن مع أندية أخرى".
في بداية عام 2019، عندما تقرب نادي برشلونة من لاعب خط الوسط في نادي أياكس أمستردام فرينكي دي يونغ، معجب نادي برشلونة منذ الطفولة، كان محتارا. كان خائفا من عدم الانضمام للفريق. وبدا قبول عرض من نادي مانشستر أو نادي باريس سان جيرمان أكثر واقعية. وكان يستلقي مستيقظا في الليل وهو قلق بشأن ما قد يكون أكبر قرار في حياته المهنية. وبالشعور بالطمأنينة عندما بذل بارتوميو جهدا لزيارته في أمستردام، قرر دي يونغ أخيرا أنه يتعين عليه المخاطرة بالانضمام إلى نادي برشلونة، بدلا من قضاء بقية حياته في التساؤل عما إذا كان بإمكانه النجاح هناك.
ودفع نادي برشلونة رسوم انتقال لنادي أياكس بقيمة 75 مليون يورو. وفقا لوكيل كرة القدم حسن سيتنكايا، مستشار النادي الهولندي، كان هذا ضعف المبلغ الذي كان يأمل نادي أياكس الحصول عليه في بادئ الأمر. وقال سيتنكايا، "كان هناك ضغط هائل على عاتق المديرين الرياضيين في نادي برشلونة لإتمام الصفقة، كانوا يرغبون بحماية أنفسهم بشدة. كان أولئك الذين في القيادة الرياضية في نادي برشلونة مرتاحين للغاية عندما بدأ المدير الرياضي آنذاك بيب سيجورا بالبكاء بمجرد كتابة الأوراق".
وقد اعتاد نادي برشلونة على دفع مبالغ زائدة. بينما تستهدف النوادي نوعا - على سبيل المثال، صانع ألعاب يافع يكلف أقل من 30 مليون يورو - تبضع نادي برشلونة حتى عام 2020 في أعلى قمة السوق، وكان قادرا على تحمل استهداف الخيارات المثالية. في هذه الحالة، لم يكن نادي برشلونة يرغب بنوع دي يونغ. أراد دي يونغ بحد ذاته. وكما هو الحال خلال المزايدة على أي لاعب، لم يكن يوجد أي خيارات أخرى، وفهم النادي الذي يقوم بالبيع ذلك. هز روسيل أكتافه، "إنهم يعلمون أننا سندفع أكثر من النوادي الأخرى".
في بداية صيف عام 2019، أرسل نيمار برسالة لميسي قائلا فيها إنه يريد أن يغادر نادي باريس سان جيرمان. (وكان الثلاثي "إم إس إن" لا يزال حيا في مجموعة على تطبيق واتساب). رأى ميسي فرصة لإصلاح خطأ نادي برشلونة عام 2017. واستدعى بارتوميو وأخبره "نحن بحاجة للفوز بدوري أبطال أوروبا". وقد وضح ميسي الفكرة نفسها أمام الصحافة، واضعا النادي تحت الضغط.
ولكن نادي برشلونة ألقى نظرة واحدة على نيمار المعرض لكثير من الإصابات، محب المرح، الذي كان يبلغ من العمر 27 عاما حينها، ليقرر أنه لن يدفع رسوم نادي باريس سان جيرمان للانتقال التي تقدر بـ200 مليون يورو. وبحلول هذا الوقت، كان نادي برشلونة يفتقر للمال، ويرجع ذلك جزئيا لعمليات الشراء السيئة وجزئيا بسبب زيادات راتب ميسي التي استمر والده خورخي في انتزاعها لابنه، ما أدى إلى استنزاف النادي.
بين عام 2017 وعام 2021، حصل ميسي على ما مجموعه أكثر من 555 مليون يورو، وفقا لمقتطفات من عقده المكون من 30 صفحة والمنشور في صحيفة "إل موندو". ولم ينف ميسي ولا مسؤولو برشلونة هذا الرقم. حيث أخبرني أحد مسؤولي برشلونة أن راتب ميسي قد تضاعف ثلاث مرات بين عامي 2014 و2020. ولكنه أضاف، "ميسي ليس المشكلة. المشكلة عدوى بقية الفريق. كلما حصل ميسي على زيادة، أراد زملاؤه زيادة أيضا. راتب ميسي جعل من المستحيل على نادي برشلونة شراء اللاعب الذي يريده ميسي بشدة".
أمضى نادي برشلونة صيف 2019 أكثر، أو أقل بالتظاهر علنا بالتعاقد مع نيمار، حتى يتمكن في النهاية من إبلاغ ميسي، "آسفون، لقد جربنا كل شيء، ولكننا لم نتمكن من الحصول عليه". وبدلا من ذلك، دفع برشلونة لنادي أتلتيكو مدريد 120 مليون يورو مقابل أنطوان جريزمان، الفرنسي البالغ من العمر 28 عاما الذي رفض النادي قبل عام. لقد كان رسما قياسيا للاعب كرة قدم أكبر من 25 عاما. كما أنه أثرى منافس نادي برشلونة، نادي أتلتيكو إضافة للترتيب الغريب لنادي برشلونة حيث يدفع الملايين لنادي ريال مدريد سنويا مقابل "الرفض الأول" للاعبيهم.
ولا يبدو أن تباهي نادي برشلونة بالسعي للحصول على نيمار قد خدع ميسي. عندما سئل عما إذا كان النادي قد فعل كل ما في وسعه للحصول على البرازيلي، أجاب، "لا أعرف... ليس كل شيء واضحا جدا". وعند سؤاله عما إذا كان يدير النادي، أصدر إنكاره الغاضب المعتاد، "من الواضح أنني لا أقوم بتوجيه الأمور، فأنا مجرد لاعب آخر".
لا يتفق مع ذلك أحد موظفي النادي الذي عمل مع ميسي قبل أول ظهور له مع الفريق الأول في 2004. قال لي هذا الرجل، "هو الذي يتخذ القرارات". وأضاف، "هو يعلم أنه يمكن أن يقضي على أي شخص. لكنه لا يبحث عن الشجار - إنه رجل لطيف. لكنه يعلم أن بيده القوة". قال الموظف إنه عندما خسر ميسي معركة، لم يقل شيئا سوى مجازيا، "إنه يدونها في دفتر ملاحظاته".
كان الفشل في شراء نيمار قد شكل أكبر هزيمة لميسي داخل برشلونة، حيث قام بتدوينها في دفتر ملاحظاته الذهني. ولم يستطع مسامحة بارتوميو. لم يكن ميسي يريد السلطة بالتحديد. بل كان يفضل أن يتعامل المديرون والمدربون مع كل شيء - ولكن فقط في حال اشتروا اللاعبين الذين يريدهم بالضبط.
وغالبا ما كان اللاعبون الذين انضموا إلى برشلونة هم نجوم كل فريق لعبوا معه منذ سن السادسة. وفي برشلونة، أصبحوا كحاملي الماء لميسي. وقد كان الهبوط في المكانة صعبا بالنسبة لنجم مخضرم مثل غريزمان، خاصة عندما أخرج من الملعب لأول مرة في حياته المهنية. وبعدها كان من النادر أن يصل إلى أفضل مستوى له في برشلونة.
وفي المجموع، أنفق برشلونة أكثر من مليار يورو على الانتقالات بين عامي 2014 و2019، أي أكثر من أي ناد آخر لكرة القدم، ولكن كما اعترف المدافع المخضرم جيرارد بيكيه، "كل عام يمر علينا نكون أسوأ قليلا".
وبحلول كانون الثاني (يناير) 2020، عندما احتاج برشلونة إلى مهاجم ليحل محل سواريز المصاب، تم تخفيض نفقات النادي إلى مستوى تخفيضات التسوق. حيث اتصل المدير الرياضي إريك أبيدال بوكلاء سيدريك باكامبو، المهاجم الفرنسي الكونغولي في بكين غوان.
وعندما تلقى باكامبو المكالمة الهاتفية التي يحلم بها كل لاعب كرة قدم، قام بالقفز على متن طائرة متوجهة إلى هونج كونج، ليتمكن من اللحاق برحلة من هناك إلى كاتالونيا. وجلس باكامبو مستيقظا تعتريه الإثارة خلال رحلة الأربع ساعات إلى هونج كونج. وعندما هبطت الطائرة وعادت الإشارة إلى هاتفه، تلقى باكامبو رسالة من أبيدال تقول، لقد غير نادي برشلونة رأيه. فبدلا من ذلك، وقع النادي مع لاعب مياوم مختلف، وهو الدنماركي مارتن بريثويت، الذي فشل في فريق ميدلسبروه في البطولة الإنجليزية.
ومع ذلك، كانت أغرب عملية شراء في عهد بارتوميو للاعب ماثيوس فرنانديز. في كانون الثاني (يناير) 2020، تعاقد برشلونة مع لاعب خط الوسط الاحتياطي غير المعروف، البالغ من العمر 21 عاما من نادي بالميراس البرازيلي. كانت رسوم الانتقال سبعة مليون يورو، إضافة إلى ثلاثة مليون يورو لأي إضافات محتملة. وتم التوقيع مع فرنانديز بشكل سري تقريبا. ولم يقدم له برشلونة أي عرض رسمي أبدا. وبعد فترة من الإعارة في مدينة في بلد الوليد، حيث لعب ثلاث مباريات فقط، عاد فرنانديز إلى كامب نو وحصل على قميص "كوفيد" رقم 19، الذي لم يكن يرغب فيه أي لاعب آخر. وفي الموسم الماضي، لعب "الشبح البرازيلي" 17 دقيقة للفريق الأول.
لا أحد يستطيع معرفة سبب شراء فرنانديز من قبل برشلونة. وقد أوضح ألكسندر ماتوس، المدير الرياضي لفريق بالميراس في وقت لاحق، أنه استدرج أبيدال بطريقة ما للحضور من أجل مشاهدة تدريبات لاعبي الاحتياط. قال، "في تلك اللحظة، وصفوني بالمجنون قائلين، هل تريد بيع لاعب من احتياطي بالميراس الذي لا يلعب كثيرا لمصلحة برشلونة؟". ويتساءل المرء عن رأي ميسي في كل من بريثويت وفرنانديز.
وبحلول صيف 2020، كان عجز الانتقالات في برشلونة يطارد بارتوميو وأعضاء مجلس إدارته. فبموجب القواعد التي تحكم الأندية المملوكة لأعضاء إسبانيا مثل برشلونة، كان على المديرين تسديد الخسائر من نفقتهم الخاصة. وكان مجلس الإدارة بحاجة إلى تسجيل الأرباح بشكل عاجل قبل انتهاء السنة المالية في الأول من تموز (يوليو). وهكذا، تم إجراء غريب لتحويل الأموال من أجل المقايضة. حيث كان الطرف المقابل نادي يوفنتوس، الذي كان حريصا أيضا على تحسين حساباته المالية. فقد باع يوفنتوس لاعب خط الوسط البوسني ميراليم بيانيتش لبرشلونة مقابل قيمة أساسية قدرها 60 مليون يورو، بينما باع برشلونة لاعب الوسط البرازيلي آرثر ميلو ليوفنتوس بقيمة أساسية قدرها 72 مليون يورو.
في الواقع، لن يتم دفع هذه المبالغ. لقد تم اختراعها فقط لأغراض تتعلق بالحسابات. فبموجب قواعد ضبط الحسابات، يمكن لكل ناد تسجيل سعر بيع مفترض ورائع كوسيلة لاستدرار دخل فوري. ثم يتم توزيع هذه الدفعات الافتراضية على مدى الأعوام التي تحددها عقود هؤلاء اللاعبين. 12 مليون يورو فقط، هو المبلغ الفعلي الذي سينتهي الأمر به للانتقال من يد لأخرى، وهو الفرق بين السعرين التخيليين للاعبين، الذي دفعه يوفنتوس لبرشلونة. المهم في كل هذا أن المبادلة قد ساعدت كلا العملاقين على تنظيف سجلاتهما المالية.
لقد كانت صفقة جيدة لمجلس إدارة بارتوميو، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لبرشلونة، حيث استحوذ الفريق المتقادم في السن على لاعب آخر يبلغ من العمر 30 عاما هو بيانيتش، الذي سرعان ما أصبح لاعبا أساسيا على مقاعد الاحتياط. ثم بحلول آب (أغسطس) الماضي، وبعد هزيمة 8-2 أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، باتت أزمة برشلونة المالية حادة. فقد احتاج النادي إلى التخلص من اللاعبين الأكبر سنا الذين يتقاضون رواتب زائدة والذين لم يكن عليهم طلب كبير. حيث أبلغ سواريز، البالغ من العمر 33 عاما، في مكالمة هاتفية مدتها دقيقة واحدة أن خدماته لم تعد ضرورية للنادي. حينها انضم إلى فريق نادي أتليتكو. ثم واصل نادي برشلونة دفع جزء من راتبه.
يستحق بارتوميو أن ينسب إليه الفضل في التعاقد مع بيدري البالغ من العمر 17 عاما من نادي لاس بالماس في ذلك الصيف، مقابل رسوم أولية قدرها خمسة ملايين يورو فقط. فقد أحدث هذا الصبي ضجة كبيرة. وتألق لمصلحة إسبانيا في بطولة أوروبا الصيفية في هذا الموسم، وينبغي أن يلعب في نهائي كرة القدم الأولمبية للرجال السبت ضد البرازيل. ومع ذلك، لا يمكن لهذا النجاح أن يرجح مقابل كل إخفاقات بارتوميو.
أنهى فريق برشلونة الموسم الماضي باحتلاله للمركز الثالث في الدوري الإسباني، وهو أسوأ أداء له منذ عام 2008. وقد فاز أتلتيكو مدريد باللقب، إلى حد كبير بفضل إهدائهم لسواريز من قبل برشلونة. فقد سجل الأوروجواني 21 هدفا في الدوري، حيث كان هو المهاجم الذي افتقده برشلونة طوال الموسم. وبعد تسجيله هدف الفوز في المباراة الأخيرة، جلس سواريز على أرض الملعب يبكي بسعادة وهو يتصل هاتفيا بأسرته. حيث قال في وقت سابق، "الطريقة التي أظهروا بها ازدرائي في برشلونة في بداية الموسم". وأضاف "ثم فتح نادي أتليتكو كل أبوابه أمامي".
قد يكون هذا الموسم أسوأ بالنسبة لبرشلونة. حيث يشير الدوري الإسباني إلى أنه سيسمح للنادي بإنفاق نحو 160 أو 200 مليون يورو فقط على تكاليف اللاعبين هذا العام، أي أقل من ثلث المبلغ الذي كان عليه قبل ثلاثة أعوام. إن برشلونة لا يدفع أجورا باهظة الثمن فقط. كما أنه لا يزال يطفئ نفقة عمليات الانتقال الفاشلة التي حصلت منذ أعوام. لقد انتقل النادي من مرحلة التسوق خلال التخفيضات إلى مجرد إنهاء عقود اللاعبين الذين لا يتحملون تكلفة رسوم الانتقال على الإطلاق. حتى ذلك الحين، لن يسجلهم الدوري الإسباني للعب وإعادة تسجيل ميسي إلا إذا تمكن برشلونة أولا من خفض فاتورة الرواتب التي يدفعها.
لقد قام برشلونة بالتخلص من عدد قليل من لاعبي الاحتياط الذين يدفع لهم بشكل متواضع نسبيا، دون التأثير بشكل ملحوظ على فاتورة الرواتب. حيث تلقى فرنانديز رسالة عبر البريد الإلكتروني تفيد بأنه قد تم إنهاء عقده؛ وبحسب ما ورد، فقد قام فرنانديز باتخاذ إجراءات قانونية ردا على فصله التعسفي. ويود برشلونة بيع بعض اللاعبين باهظي الثمن، لكن ديمبيلي مصاب، وكوتينيو يتعافى من إصابته.
قد ينتهي الأمر بالنادي إلى بيع أثمن لاعبيه الشباب، وهم بيدري ودي يونج. إن الأندية الكبرى المنافسة عديمة الرحمة. وقد يختار ميسي الرحيل. وقال لي مسؤول كبير آخر في النادي إن برشلونة بحاجة إلى خفض تطلعاته لفترة من الوقت، وقال، "عليهم ألا يحاولوا الفوز كل عام بالدوري الإسباني أو دوري الأبطال". لقد شعرت أحيانا بأنني أكتب كتابا عن روما في عام 400 بعد الميلاد، حينها كان البرابرة قد دخلوا البوابات بالفعل.

الأكثر قراءة