FINANCIAL TIMES

للعام الثالث .. "كيه بي إم جي" تفشل في الارتقاء للمعايير المطلوبة

للعام الثالث .. "كيه بي إم جي" تفشل في الارتقاء للمعايير المطلوبة

حصلت كيه بي إم جي التي تنتظر نتيجة تحقيق في تدقيقها لشركة كاريليون للتمويل الخارجي المنهارة، على أسوأ الدرجات من بين شركات المحاسبة الأربع الكبري. "رويترز"

تعرضت "كيه بي إم جي" للانتقاد من قبل منظم المحاسبة في المملكة المتحدة لفشلها "غير المقبول" في تلبية المعايير المطلوبة في عملياتها لتدقيق البنوك للعام الثالث على التوالي.
وتم اختيار شركة التدقيق هذه التي تعد واحدة من بين شركات المحاسبة الأربع الكبرى، جنبا إلى جنب مع المنافسين الأصغر مثل "بي دي أو" و"مازارس"، في الاستعراض السنوي لمجلس التقارير المالية لجودة التدقيق من قبل شركات التدقيق السبع الكبرى في المملكة المتحدة.
وبشكل عام تبين أن 29 في المائة من 103 عينات من عمليات التدقيق التي فحصتها هيئة الرقابة تتطلب تحسينا أو تحسينا كبيرا، وتعد هذه نسبة أفضل قليلا من نسبة العام الماضي البالغة 33 في المائة. أما المتبقون فكانوا في الفئة العليا، باعتبارهم في فئة الجيد، أو فئة التحسين المطلوب بشكل محدود.
قال السير جون طومسون، الرئيس التنفيذي للجنة مراجعة الحسابات: "بينما تظهر هذه النتائج تحسنا عن نتائج العام الماضي، إلا أن هذا التحسن هامشي ولا يزال هناك تغيير كبير يجب أن يحدث لتحسين جودة التدقيق بشكل ملموس".
حصلت "كيه بي إم جي" التي تنتظر نتيجة التحقيق في تدقيقها لشركة كاريليون للتمويل الخارجي المنهارة، على أسوأ الدرجات من بين المحاسبين الأربعة الكبار، بحصولها على 59 في المائة فقط في عمليات التدقيق في الفئة العليا.
وسلطت لجنة مراجعة الحسابات الضوء على "نقاط الضعف الكبيرة" في إجراءات تدقيق "كيه بي إم جي" للخسائر الائتمانية المتوقعة للشركات وتقييم الأدوات المالية واختبار حسابات التسوية والمقاصة.
وتم تغريم "كيه بي إم جي"، التي تضم عملاء مصرفيين كبار مثل باركليز، أربعة ملايين جنيه استرليني عام 2019 لإخفاقها في عمليات تدقيق البنك التعاوني و3.5 مليون جنيه استرليني أخرى في العام نفسه بسبب مشاكل في مراجعتها لحسابات بنك نيويورك ميلون.
قال المنظم: "نظرا للأهمية النظامية للبنوك من الناحية الاقتصادية للمملكة المتحدة، ستراقب لجنة مراجعة الحسابات إجراءات "كيه بي إم جي" من كثب لضمان معالجة النتائج في الوقت المناسب".
وتمكنت الشركات الكبرى الأخرى من تحسين درجاتها عن العام الماضي. حصلت برايس ووترهاوس كوبرز على 80 في المائة، بينما تم اعتبار 79 في المائة من عمليات التدقيق التي أجرتها كل من ديلويت وإيرنست وإي واي في المستوى المطلوب.
وتم اعتبار 21 عملية بحاجة إلى التحسين من بين 80 عملية تدقيق أجراها المحاسبون الأربعة الكبار، بينما تم تقييم واحدة فقط على أنها تتطلب تحسينات كبيرة، وكانت "كيه بي إم جي" هي التي نفذت هذه العملية.
وقالت لجنة مراجعة الحسابات إن من بين 22 عملية تدقيق لـ"كيه بي إم جي"، تطلبت ثماني عمليات أخرى تحسينا، ما يعني أن 59 في المائة فقط من عمليات التدقيق التي أجرتها كانت في الفئة العليا.
ولم تكشف لجنة مراجعة الحسابات عن عمليات التدقيق التي قامت بفحصها، لكنها قالت إنها ركزت على عمليات التدقيق عالية المخاطر مثل تلك التي تتم في الشركات العاملة في القطاعات عالية المخاطر، أو حيث تم تحديد الصعوبات المالية أو نقاط ضعف الإدارة الرشيدة.
قالت كاث بيرنت، وهي رئيسة قسم التدقيق في الفرع البريطاني لـ"كيه بي إم جي": "جودة التدقيق هي أولويتنا الأولى ولن نكون راضين حتى (...) تعكس النتائج التزامنا بجودة التدقيق والجهود التي بذلناها لتعزيزها".
ومع اعترافها بالحاجة للتحسن، دافعت عن عمليات تدقيق الحسابات المصرفية للشركة ووصفتها بأنها "قوية" وقالت إن لجنة مراجعة الحسابات لم تشكك في آراء التدقيق الخاصة بهم.
أتول شاه، أستاذ المحاسبة والمالية في كلية سيتي في جامعة لندن، اعتبر الأرقام "دليلا آخر على فشل منهجي في عمليات التدقيق من قبل المحاسبين الأربعة الكبار، خاصة شركة كيه بي إم جي".
وقال شاه الذي كان منتقدا لشركات المحاسبة الكبرى في الماضي: "بالنظر إلى أن عمليات التدقيق المصرفية تحظى باهتمام عام كبير، فإن هذه الأدلة مقلقة بدرجة أكبر".
حصلت شركة جرانت ثورنتون، وهي سادس أكبر شركة تدقيق حسابات في المملكة المتحدة، على أعلى الدرجات من بين الشركات السبع الكبرى، حيث لبي 86 في المائة من عملها المعيار المطلوب.
واحتفظت المراجعة بانتقادات خاصة للشركة المنافسة لجرانت ثورنتون، بي دي أو، حيث انخفض أكثر من نصف عمليات التدقيق التي تم فحصها إلى ما دون المعيار المطلوب، و"مازارس" التي تطلب ثلاثا من أصل سبع من عمليات تدقيق تمت مراجعتها، تحسينا أو تحسينا كبيرا.
وبحسب لجنة مراجعة الحسابات، من المتوقع أن تتخذ كلتا الشركتين تدابير إضافية لتحسين جودة عمليات التدقيق الخاصة بهما.
وتؤكد هذه النتائج على الصعوبات التي يواجها المنافسون الأصغر أمام الأربعة الكبار في توسيع حصتهم في السوق مع الحفاظ على معايير عالية في عمليات التدقيق الخاصة بهم.
أضافت بي دي أو 250 مدققا العام الماضي، زيادة نسبتها 14 في المائة، وفازت بعديد من تفويضات مؤشر فاينانشيال تايمز 250 لتعزيز مكانتها أكبر منافس للأربعة الكبار. ووسعت مازارس أيضا ممارسة عمليات التدقيق الخاصة بها.
قال سكوت نايت، رئيس قسم التدقيق في بي دي أو، إن جودة التدقيق كانت "أولوية مطلقة" وبعد حصولهم على بعض أقوى الدرجات في المراجعات الأخيرة، كانت الشركة "محبطة للغاية" من النتائج و"تعمل بجد لمعالجة النتائج المحددة التي توصلت إليها عملية المراجعة".
من جانبه، قال ديفيد هيربينت، رئيس قسم التدقيق في "مازارس"، إن شركته كانت محبطة من النتائج وإنها تعالج المشكلات التي تم تحديدها من قبل لجنة مراجعة الحسابات.
وقالت كل من" بي دي أو" و"مازارس" إنها استثمرت في تحسين جودة عمليات التدقيق.
تم نشر هذه الأرقام بعد أسبوعين من اختتام مشاورات حكومية حول الإصلاحات الشاملة لقطاع التدقيق وقواعد الإدارة الرشيدة للشركات.
وواجه المدققون تحقيقا عاما مكثفا بسبب فشلهم في إعلان إشارات الخطر قبل إخفاق الشركات البارزة مثل كاريليون وتوماس كوك وباتيسيري فاليري.
وواجهت لجنة مراجعة الحسابات نفسها انتقادات بسبب إشرافها على شركات التدقيق ومن المتوقع أن تتحول إلى هيئة التدقيق والإبلاغ والإدارة الرشيدة، وهي هيئة تنظيمية معززة تتمتع بصلاحيات أوسع.
وأشار طومسون إلى الخطوات التي اتخذتها الجهة التنظيمية مثل فصل عمليات تدقيق الشركات الأربع الكبرى عن أقسام الضرائب والاستشارات فيها بحلول عام 2024 للحد من تضارب المصالح.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES