FINANCIAL TIMES

هيذر بوشي: الاقتصاد مقعد بثلاث أرجل

هيذر بوشي: الاقتصاد مقعد بثلاث أرجل

هيذر بوشي

هيذر بوشي: الاقتصاد مقعد بثلاث أرجل

عمال أمريكيون يتطلعون إلى

هيذر بوشي، عضو مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي جو بايدن وأحد مهندسي نهج الإدارة في كل شيء، بدءا من تركز الشركات إلى عدم المساواة وتغير المناخ واقتصاد الرعاية. وهي ببعض الطرق تمثل التجسيد الواقعي لشعار الرئيس "العمل، وليس الثروة". تقول، "كان والدي يعمل ميكانيكيا في شركة بوينج، كنت محظوظة جدا. كان يعمل في نقابة. كان يتمتع برعاية صحية رائعة (...) سمحت لي تلك المؤسسة بالالتحاق بالجامعة والتخرج منها".
وحقيقة أن هذا النموذج بالكاد موجود الآن وهو أحد الأمور التي تحفز الاقتصادية البالغة من العمر 51 عاما، التي كانت تدير سابقا مركز واشنطن للنمو العادل. "إذا التحقت بفصل أساسي في علم الاقتصاد، فمن المرجح أن يقول الأستإذ إن الاقتصاد مقعد بثلاث أرجل: الأرض، العمل، ورأس المال (...) لم نفكر كثيرا بالجانب الإنساني". تتمثل مهمتها في إيجاد طريقة لإصلاح الأزمات الأربع الكبرى في أمريكا في الوقت الحالي – الرعاية الصحية والنمو الاقتصادي والمناخ والعدالة العرقية – من خلال إعادة التوازن لأرجل المقعد بحيث لا يتمتع رأس المال بمثل هذه الميزة غير المتكافئة على العمالة.
أوضح كتاب بوشي الصادر عام 2019 ليس فقط لماذا يمكن، بل لماذا يجب على المساواة والازدهار أن يسيرا معا يدا بيد. وهي الآن جزء من كادر من الشباب المعينين والمطلعين على أمور واشنطن، الذين يتبنون الجزء السياسي من الاقتصاد السياسي. إنهم ينتقلون إلى ما هو أبعد من الليبرالية الجديدة وسياسة حرية العمل والتفكير الموجه للمستهلك، للنظر بعين ناقدة إلى هياكل السلطة التي تدعم (وفي كثير من الأحيان تقوض) الدولة ومواطنيها.
مثل عديد من الاقتصاديين التقدميين من الجيل العاشر، لا تستلهم بوشي من مدرسة شيكاغو، بل من أشخاص مثل جانيت ييلين وجوزيف ستيجليتز، وهم أشخاص نشأوا، مثلها، في أماكن كان من الواضح جدا أن الأسواق لم تكن دائما فعالة فيها.
تقول بوشي، "يحب الاقتصاديون التحدث عن المنافسة المثالية، وأن لدى السوق تلك النتائج المثالية وما علينا إلا أن نجري القليل من التعديلات على الحواف"، لكنها لا تتفق مع ذلك، "أعتقد أن أحد الأمور التي أصبحت شديدة الوضوح، خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية، أنه على طول الطريق في نقطة معينة، قد سقطت حواجز الحماية".
وإصلاح هذه الحواجز يعني أن على الولايات المتحدة أن تبدو أكثر مثل أوروبا بطريقة ما، حتى مع برنامج بايدن "إعادة البناء بشكل أفضل" الذي يضع القوى العاملة المحلية في البلاد في الواجهة والقلب. وتناقش بوشي أدناه التحول في الاقتصاد الأمريكي منذ السبعينيات مع رنا فوروهار كاتبة "فاينانشيال تايمز" ولماذا يتطلب هذا التحول تغييرا جذريا في السياسة الاقتصادية الأمريكية.
فوروهار، يعتقد كثير منا أننا في نقطة محورية اقتصادية رئيسة. هل نعود للسبعينيات؟ هل ندخل عصر ما بعد التمويل؟ هل نحن في عصر جديد من العولمة أو الأقلمة؟ وعلى المستوى الأعلى، أتساءل عن رأيك في النقطة المحورية التي نقف فيها الآن في الولايات المتحدة، لكن لدرجة معينة، عالميا أيضا.
بوشي، هناك ثلاثة أمور تتبادر إلى ذهني. أولا، خلال معظم حياتي حرفيا، ليس كلها، لكن معظمها، كنا نشهد هذا التفاوت الاقتصادي المتنامي. شهدنا الفجوة المتنامية بين جودة أداء الاقتصاد وإنتاجية الولايات المتحدة وما كان يحدث للأجور. وهذا يدعم كثيرا من الأمور الأخرى (التي تحدث الآن). يمكنك استخدام ذلك منفذا لفهم ما مدى جودة أداء الاقتصاد للأفراد والعائلات؟ ومن الذي يأخذ مكاسب النمو إلى منزله، ولمن يعمل الاقتصاد؟
لذلك دائما ما أبدأ بالتفكير في تلك الصورية الأولية وما الذي تعنيه؟ كيف لنا أن نجعل الإنتاجية والأجور ينموان معا؟ كيف نقلل من عدم التساوي؟ أحد الأمور التي أعتقد أنها أصبحت واضحة حقا، خصوصا منذ الأزمة الاقتصادية، أننا جميعا نذهب باتجاه الطريق السريع (الذي يمثل الاقتصاد) وأنه في نقطة معينة على طول الطريق، سقطت حواجز الحماية.
لقد سمحنا لبعضهم بحصد فوائد النمو وسمحنا للاقتصاد بالتحول باتجاه غير جيد للناس والعائلات. ويمكننا رؤية ذلك في كيفية تطبيقنا لمفهوم السوق العادلة، وكيف نفرض الضرائب، وعلى من نفرضها، ومن يدفع حصته العادلة للنظام الضريبي، وما الذي نقوم به من أجل الكوكب من ناحية تغير المناخ، الأمر الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار في النهاية.
(إننا نراه في) جدية تأكدنا من استفادة الجميع من النمو، ومقدار حدوث ذلك في أماكن العمل من خلال النقابات أو عدم وجودها في الولايات المتحدة. ومقدار حدوث ذلك من خلال القوانين الاجتماعية التي تحمي الناس والعائلات من البطالة أو التأكد من حصولهم على تقاعد آمن أو التأكد من إمكانية حصولهم على عائلات يحبونها ويهتمون بها، بينما يحتفظون بوظيفة، وهم على دراية أن أحباءهم يتلقون رعاية جيدة.
لذلك أنا أعتقد أن كل هذه الأمور تسير معا. ويحب الاقتصاديون التحدث عن المنافسة المثالية، وأن السوق لديها تلك النتائج المثالية وما علينا إلا أن نجري القليل من التعديلات على الحواف. لكننا توقفنا عن التفكير في حواجز الحماية تلك التي تضمن أن الاقتصاد يحقق نتائج (تصب في صالح الجميع). هذا هو بالتأكيد ما أركز عليه وما يركز عليه الرئيس.
فوروهار، لدي فضول لمعرفة ما إذا كان هناك خلال العقود القليلة الماضية تعديلان أو ثلاثة تبرز لك على أنها غيرت نظامنا الاقتصادي بالفعل؟
بوشي، نعم هناك. الأمر بالنسبة لي هل نقوم بالتأكد من أن الأسواق تعمل، وأنها منفتحة، وتنافسية، وأن الرأسمالية يمكن أن تقدم لنا كل الأمور الجيدة دون حصول عدد صغير جدا من الصناعات على المكاسب ومن ألا يؤدي ذلك إلى نوع الاستثمار الذي نراه في اقتصاد أكثر تنافسية؟. لذلك أعتقد أن سياسة المنافسة هي أحد الأمور.
التأكد من أننا نفكر في نظام ضريبي عادل ومنصف هو أمر آخر. كانت الولايات المتحدة رائدة في فرض الضرائب على الدخل في بداية القرن الـ20. لقد قطعنا أشواطا الآن، وبالطبع الآن في القمة لا يتم حتى تنفيذ القوانين الموجودة في الكتب. وهذا يحط من ثقتنا بالنظام.
الأمر الآخر الذي يجب أن تفكري فيه – هل يحق للعمال الأمريكيين أن ينظموا أنفسهم؟ أيضا، هذا ليس من مجال تخصصي، لكن هل لهم الحق في التصويت؟ أعتقد أن هذا جزء من الأحجية. هل يمكنهم الاستفادة من الأنظمة التي تقدم لهم الدعم عند الحاجة له؟ هل يعمل تأمين البطالة الخاص بنا؟ هل يعمل نظامنا التقاعدي؟
لذلك أعتقد أنه ليس أمرا واحدا فقط. نحن بحاجة للتأكد من أن الرأسمالية تحقق النتائج المرجوة.
فوروهار، اتساع نطاق الأمر التنفيذي حول تركز الشركات الذي أصدره الرئيس للتو هو أمر هائل. هناك 27 نقطة مختلفة. إنها تمس كل وكالة تقريبا وكل قسم. كيف تستطيعين إيجاد تماسك عبر الحكومة حول شيء واسع مثل أوامر المنافسة هذه؟ كيف سيحدث ذلك؟
بوشي، إنه سؤال رائع. الأمر التنفيذي الخاص بالمنافسة هو حقا نهج حكومي بالكامل، فهو يبحث داخل كل وكالة ويسألها، ماذا يمكنك أن تفعلي؟ وما الذي لم تفعليه؟ وما فرص التأكد من أن الأسواق في نطاق سلطتك القضائية تنافسية؟ (يتضمن ذلك) إزالة الغبار عن القواعد والقوانين القديمة التي تعود إلى عقود مضت ولم يمنح أحد النطاق الترددي أو الوسائل أو الدعم للتفكير فيها حقا وتنفيذها.
عندما تملك رؤية واضحة للنتائج الاقتصادية التي تريد أن تراها، يكون من السهل توظيف مجموعة من الناس والقول "حسنا، ما الذي ستفعله في مجالك للتأكد من تحقيق النتائج للشعب الأمريكي؟".
فوروهار، إنك تتحدثين عن أربع أزمات يجب معالجتها – الرعاية الصحية والاقتصاد، والمناخ، والعدالة العرقية، والمساواة. هل هناك من نظرية تتحدث عن مجال موحد للتعامل مع كل تلك الأمور داخل الإدارة؟ هل هناك نظرية آخذة في الظهور لعصر "العمل وليس الثروة" يمكنك ذكرها بوصفك خبيرة اقتصادية؟
بوشي، كل هذه التحديات لها جذورها في فكرة أننا سمحنا لهدف الاقتصاد بعدم التركيز على النتيجة الأساسية، المتمثلة في تقديم طبقة وسطى أقوى لديها مزيد من الفرص الاقتصادية.
لذا، إذا فكرت في موضوع العدالة العرقية، فإننا نعلم من رزم من الأبحاث الاقتصادية أن الاقتصاد الأكثر انفتاحا، ولا سيما الاقتصاد الذي يهتم بجلب المواهب، والتأكد من أننا نجلب الجميع بطريقة شاملة، بما في ذلك عن طريق العرق – فهذا جيد للنمو، إنه جيد لنا جميعا. إنه مفيد للاقتصاد.
وبالمثل، عند التفكير في أزمة المناخ، عليك أن تفكري فيما إذا كنا نوجد وندعم الصناعات التي ستسمح للولايات المتحدة أن تكون قادرة على المنافسة لعقود مقبلة من خلال الاستثمار في الابتكار المناخي، لكن عليك أيضا التأكد من جلبها معنا (كجزء من هذا الجهد). لذلك، تلك المجتمعات التي تعمل في الصناعات الاستخراجية، مثل مصانع السيارات التي تنتج مركبات الاحتراق الداخلي، فإننا نعمل على التأكد من جلبها معنا.
مرة أخرى، ليس الهدف أن نعالج مسألة المناخ فحسب. الهدف بالتأكيد أن نفعل ذلك، لكن بطريقة تعمل على جمع الناس معا وتدعم الطبقة الوسطى الأمريكية.
إذا التحقت بفصل أساسي في علم الاقتصاد، فمن المرجح أن يقول الأستإذ إن الاقتصاد مقعد بثلاث أرجل: الأرض، العمل، ورأس المال. إحدى طرق التفكير التي حددها الرئيس بشأن الأزمات هي أنه على مدار الـ40 عاما الماضية أو ما يقارب ذلك، ركزنا كثيرا على التأكد من أن رأس المال يتمتع بقدر كبير من الحرية.
لم نفكر بذلك القدر في الجانب الإنساني – من اقتصاد الرعاية، إلى الاقتصاد الشامل، والتعامل مع القضايا المتعلقة بالعرق أو الجنس، أو الاهتمام بما كنا نفعله لهذا الكوكب.
بصراحة، إنه أمر غير مستدام، كما أنه ليس من حس التنافسية ألا تفكر بذلك. لذلك أعتقد أن جزءا مما نقوم به هو تسوية الملعب بين الأرض، العمل، ورأس المال، والقول إنكم جميعا لديكم المكان المناسب لكم وليس الأمر إما/أو.
فوروهار، عندما تتحدثين عن الأرض، فمن الواضح أنك تفكرين في المناخ. ما الذي قد تفكرين فيه أيضا؟
بوشي، بينما كنت أعمل مع الناس على هذا الأمر التنفيذي المتعلق بالمناخ، فكرنا كثيرا في الزراعة. أنت تفكرين في الطرق التي أثر بها التركيز في ما ننتجه، وكيف ننتج؟ والضرر الذي يلحقه بالبيئة، لكن أيضا بالعمال والحيوانات. لذا، التفكير في ذلك مهم حقا. أنا متأكدة من أن شخصا آخر سيأتي بموضوع الإسكان، لكنني لم أفكر في ذلك إلى منتهاه.
فوروهار، أثناء قيامك بإعادة التوازن إلى المقعد ثلاثي الأرجل، من الواضح أنك تبتعدين عن بعض الأفكار الليبرالية الجديدة - مثل سعر سهم الشركة باعتباره مقياسا أساسيا للقيمة، لكن الشيء الوحيد الذي حققه سعر السهم هو أنه بسيط، أليس كذلك؟ إذن كيف تبدئين في ابتكار طرق جديدة للنظر إلى الرفاهية الاقتصادية بحيث لا تصبح مسيسة أو معقدة للغاية؟
بوشي، حسنا، هنا تكمن القضية. إنه لمن المضحك أن نقول إن سعر السهم بسيط، في حين أن التمويل يعد أحد أكثر القطاعات تعقيدا في اقتصادنا.
يشعر بسطاء الناس بأنهم لا يستطيعون قراءة الصفحات المالية لأنها معقدة للغاية من ناحية التصميم. وعندما تبدأين في النظر إليها، فإن كثيرا من المقاييس ووحدات القياس التي نستخدمها الآن هي تلك التي استحدثناها منذ ما يقارب قرنا من الزمان. لذا فإن البيانات التي لدينا الآن تحكي قصة مضللة عن الاقتصاد من نواح كثيرة، كما أعتقد.
خذي الناتج المحلي الإجمالي، مثلا، الذي كان على نحو متزايد منذ أواخر السبعينيات مؤشرا غير جيد لما يحدث للمواطن الأمريكي العادي أو الأسرة الأمريكية العادية. وإذا نظرت إلى الفترة من منتصف القرن الـ20 حتى أواخر السبعينيات، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي 3 في المائة، فإن الحالة كانت أن معظم الأمريكيين كانوا يرون مدخولهم ينمو نحو 3 في المائة. لذلك كنا حقا دولة تنمو معا، وكان الناتج المحلي الإجمالي يعني شيئا ما.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي يشير الناتج المحلي الإجمالي بشكل متزايد إلى ما يحدث في قمة (الطيف الاقتصادي) بطريقة غريبة. فأولئك الذين هم في أدنى 80 - 90 في المائة من توزيع الدخل، كانوا يشهدون نموا في الدخل أقل من متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي (...)، لكن من هم في القمة ربما كانوا يشهدون نموا 6 في المائة في دخلهم.
لذلك، وبسبب عدم المساواة، فإن هذا المقياس الذي ما زلنا نعلنه كل ربع عام لا يعني ما كان يعنيه في السابق، وهذا أمر محير. هذه ليست الحالة التي يعيشها السواد الأعظم من الأمريكيين.
ما يتعين علينا القيام به هو تفصيل الناتج المحلي الإجمالي فعليا. لذلك عندما نحصل على الأرقام كل ربع عام، فإننا سنرى كيف يبدو ذلك بالمقارنة بـتوزيع الدخل. أعتقد أن وجود هذه المقاييس سيعطينا مزيدا من البصيرة.
فوروهار، التركيز على اقتصاد الرعاية - الرعاية الصحية والتعليم ورعاية الأطفال - هو جزء كبير من (اكتشاف ما يفيد الأشخاص العاملين). وفي الأغلب ما تكون هذه الوظائف كبيرة التأثير ويصعب الاستعانة فيها بمصادر خارجية. وهي أيضا منقسمة. فلديك كثير منها في الأعلى وكثير في الأسفل. فهل يمكن أن يتحول اقتصاد الرعاية إلى شيء تقدمه المصانع من حيث توليد الوظائف لأصحاب الدخل المتوسط؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
بوشي، يا له من سؤال رائع. إليك هذه المسألة. إذا كنت ترغبين في معالجة مستويات معيشة العمال والأسر الأمريكية، فإن عليك معالجة الاقتصاد المعني بالرعاية، وعلى جانبي دفتر الحسابات. لذا، ففي الواقع، إذا كنت أما عاملة، فأنت بحاجة إلى خدمة رعاية الأطفال. وبحاجة إلى التعليم في الطفولة المبكرة. وأنت بحاجة إلى التأكد من أنه إذا كان أحد أفراد أسرتك المسنين أو المعوقين في حاجة إلى الرعاية، فإنهم سيحصلون على هذه الخدمات. كل هذه الخدمات باهظة الثمن بطبيعتها، ومن الصعب استرجاع المبالغ التي قمت بدفعها.
وعندما تنظرين إلى حسابات هذه الخدمات في اقتصاد الرعاية، فإنها تتحدث حقا عن حاجة مهمة للحصول على دعم حكومي لهذه الخدمات المهمة لسببين، أحدهما هو المرحلة في الحياة التي يحتاج فيها الأشخاص إلى الانتفاع من هذه الخدمات وهم في بداية حياتهم المهنية وكذلك الأمريكيون الأكبر سنا، لكن أيضا لأننا بحاجة إلى التأكد من أن كل أسرة يمكنها تحمل تكلفة تلك الرعاية عالية الجودة. إن هذا يعني الشيء الكثير لمستقبل أمريكا.
إحدى الإحصائيات المثيرة للاهتمام التي علمت بها للتو من ورقة بحثية (...) تقول لأن الوظائف في دور رعاية المسنين منخفضة الأجر ولأن بإمكان هؤلاء العاملين العثور على وظائف أخرى بمستوى المهارة نفسه الذي لديهم، فإن الوفيات في الواقع ترتفع، لأنك في مواجهة هذا التقلب المتزايد (في مرافق الرعاية).
فوروهار، مزيد من الإنفاق العام يثير تساؤلات حول ضغوط التضخم. نحن نريد أجورا أعلى، لكننا نحتاج إلى أن يحدث ذلك بطريقة سلسة، وليس دفعة واحدة. وهناك قدر كبير من الاستثمار في التكنولوجيا في الوقت الحالي. وسيتسبب هذا بإحداث خلل وظيفي، لكن إذا خططنا للتعليم بالشكل الصحيح، نكون قد صنعنا عصرا ذهبيا – ترتفع فيه الإنتاجية وترتفع الأجور كذلك.
الأمر معقد، وقد يسير كثير منه في اتجاهات مختلفة عما يعتقدها المحللون بالفعل. ما الذي نفتقده هنا؟ وما الذي في اعتقادك أننا أخطأناه في نقاشنا هذا حول التضخم؟ لكن، بشكل موسع، ما الذي نحتاج إلى فهمه حول المحور الذي تحاول هذه الإدارة القيام به بين ما هو أساسا قائم على الأصول، والليبرالية الجديدة، واقتصاد عدم التدخل، نحو مزيد من الاقتصاد القائم على التدخل، وربما الجرماني في بعض النواحي، أو الإقليمي أو حتى الاقتصاد المحلي؟
بوشي، اسمحي لي أن أبدأ بقضية التضخم. 60 في المائة من التضخم في حزيران (يونيو) الماضي كان سببه السيارات. وجزء آخر مهم هو ما نسميه الخدمات المتعلقة بالوباء، وتذاكر الطيران، والفنادق، والأشياء التي تتعلق بالأشخاص مثل "مرحبا، لقد عدنا". وعند إخراج هؤلاء من المعادلة، يكون التضخم قد زاد 0.2 في المائة فقط الشهر الماضي، وهو ما يقع ضمن حدود المعدل المعقول.
السؤال الأكبر في المسيرة نحو الأمام هو، كيف ندخل الهياكل البنيوية بحيث نتأكد من أننا ندفع للناس بشكل أفضل، خصوصا ذوي الأجور المتدنية في سوق العمل، وسد فجوة عدم المساواة؟ إذا قمنا بتنفيذ الأجندة التي وضعها الرئيس من خلال أجندة إعادة البناء بشكل أفضل، فسنقوم بأمور مثل تحسين أجور العاملين في مجال رعاية الأطفال والعاملين في مجال الرعاية المنزلية، وتوسيع الائتمان الضريبي للأطفال، والتأكد من أننا نمتلك قطاع السيارات الكهربائية المزدهر، كل هذه الأشياء تركز على ما هو آني، لكنها مبنية أيضا للمدى الطويل.
هذه الأجندة ليست كطائرات الهليكوبتر التي تقوم بإلقاء المال. إنما هي استثمارات ستضعنا على مسار أكثر توجها نحو نمو الأجور. وهي ليست حزمة تحفيز. إنها حزمة لتحويل اقتصادنا إلى مسار أكثر عقلانية واستقرارا.
لقد كان والدي يعمل ميكانيكيا في شركة بوينج منذ تقاعده. وواحدة من الأشياء التي أفكر فيها كل يوم أثناء قيامي بهذا العمل وخلال مسيرتي المهنية هي "كيف تتأكدين من حصول الناس على فرصة اقتصادية؟" لقد كنت محظوظة جدا. فقد كان والدي عضوا في نقابة. وكانت لديه رعاية صحية رائعة.
لقد أصبحت الحياة المستقرة للطبقة الوسطى أمرا نادرا وبشكل متزايد للعائلات الأمريكية – ذلك الأساس الذي أتاح لي فرصة الالتحاق بالجامعة، وفرصة التخرج من المدرسة. لقد رأينا هذا الأمر يتبدد على مدار الـ40 عاما الماضية لعدد كبير جدا من الناس، لكن جوهر الأمر هو التأكد من حصول الناس على وظائف جيدة.

كباشن
سمحنا لبعضهم بحصد فوائد النمو وسمحنا للاقتصاد بالتحول باتجاه غير جيد للناس والعائلات

توقفنا عن التفكير في حواجز الحماية التي تضمن أن يحقق الاقتصاد نتائج تصب في مصلحة الجميع

على مدار الـ40 عاما الماضية ركزنا على التأكد من أن رأس المال يتمتع بقدر كبير من الحرية

يشعر بسطاء الناس أنهم لا يستطيعون قراءة الصفحات المالية لأنها معقدة للغاية من ناحية التصميم
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES