العالم و تغير عادات الشراء في أمريكا
إن تغير العادات الشرائية في أمريكا المترفة من التردد في شراء السلع الاستهلاكية الكمالية إلا في أضيق الحدود و العدول إلى شراء السلع الاستهلاكية الأساسية لهو أمر جلل يقابله العالم بصدمة ليس أقل من مريعة!
كذلك البشر الذين يفقدون وظائفهم يوميا في وول ستريت ومحال التجزئة و مصانع السيارات يزيدون من حجم المهزلة التي شارك فيها أرباب البنوك في دولة رأسمالية عريقة. روسيا التي انجرفت نحو الحرية الرأسمالية هاهي تقرأ من جديد كبار مفكريها اليهود كارل ماركس و كينز و خلافه.
بريطانيا ترى أن هناك حلولا إسلامية مصرفية تنزل بسعر الفائدة إلى الصفر و تدفع نحو تنمية نظيفة خالية من الجشع و التوتر النفسي، وترى أنها تحقق عدالة للبشر برغم الزخم المسيحي اليميني المتشدد.
الدول العربية ليست صاحبة مبادرة بل تثق بما يقدمه الغرب حتى لو كان اختيارهم مصرفية إسلامية!
دول الخليج تتخوف من فك ارتباطها بالدولار، فهذا ماتريده أمريكا الغارقة بحمولتها و التي تتخفف من تلك الديون عن طريق رميها في البحر، لا نريد فك الارتباط ومضاعفة خسائرنا بل نريد من أمريكا التي تنظف بيتها أن تلمع أثاثنا معها. نحن باقون والسفينة ستلقي بحمولتها الزائدة ثم تعود للإبحار بنشاط، كونوا متعقلين .
في كل مرة أذهب فيها إلى حلقة الخضار وأرى سعر كيلو البامية يصل إلى 30 ريالا، يشتد الجدال بيني و بين زوجتي حيث أحلم بالعودة إلى مسقط رأسي جيزان ومزاولة الزراعة و تربية الأغنام وإنشاء محل. لقد تكاثر الصينيون والهنود واغتنوا لدرجة مزاحمتنا في مصادر الغذاء، و زاد الطين بلة قيام الغرب بتحويل جزء كبير من الزراعة إلى مصادر للوقود البديل (استخراج غاز الميثانول)، بالله عليكم ألا يجدر بي الذهاب إلى قريتي؟!
عدد القراءات : 559