رئيسة وزراء النرويج تؤكد: سنواصل التنقيب

رئيسة وزراء النرويج تؤكد: سنواصل التنقيب

أصرت رئيسة وزراء النرويج على أن الدولة الاسكندنافية ستستمر في التنقيب عن النفط والغاز، ويأتي ذلك قبل حملة إعادة انتخابها حيث سيطرح مستقبل صناعة الوقود الأحفوري للنقاش بشكل مكثف.
إرنا سولبيرغ، التي تتولى السلطة منذ عام 2013 وتحاول الحصول على فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة لأي رئيس وزراء من حزب المحافظين في النرويج، قالت لـ"فاينانشال تايمز"، إن إنتاج النفط في البلاد آخذ في التباطؤ.
لكنها رفضت دعم دعوات وكالة الطاقة الدولية، وهي هيئة مراقبة النفط التي كانت تحظى بإعجاب كبير في أوسلو، لوقف جميع المشاريع البترولية الجديدة للحد من تغير المناخ. وأصرت على استمرار الحاجة إلى إنتاج النفط والغاز النرويجي، بما في ذلك إنتاج الهيدروجين.
وقالت رئيسة الوزراء في إحدى محطات حملتها الانتخابية في بلدة تفيديستراند الجنوبية، "هناك تغيير كبير يحدث الآن، وهو واقع لا محالة. السؤال هو ما السرعة التي يسير بها. ونحن غير عازمين على تسريع وتيرته سياسيا".
من المرجح أن يكون اعتماد النرويج، التي تعد أكبر منتج في أوروبا الغربية، على النفط والغاز موضوعا ساخنا يتم طرحه في الانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في 13 أيلول (سبتمبر).
سولبيرغ أول زعيم من حزب يمين الوسط يخدم فترتين كاملتين في بلد كان يهيمن عليه حزب عمال يسار الوسط لفترة طويلة، وهي متخلفة في استطلاعات الرأي.
وأفضل ما يمكن أن تأمل به سولبيرغ هو تنشيط ناخبي اليمين الوسط، بما في ذلك ناخبون من حزبين صغيرين يكمنون في تشكيل نسبة الدعم البالغة 4 في المائة واللازمة لدخول البرلمان، وأملها الآخر يكمن في أن تفشل بعض الجماعات اليسارية في إزالة هذه العقبة.
تقدم سولبيرغ حكومة الأقلية التي شكلتها - التي خضعت لعديد من التعديلات منذ عام 2013، بما في ذلك رحيل حزب التقدم الشعبوي في العام الماضي - كخيار ثابت ومستقر بينما يعاني حزب يسار الوسط خلافات حول تشكيل الائتلافات المحتملة.
وتوضح سولبيرغ أن أحد أكبر التحديات التي واجهتنا سابقا هو التعاون مع الجانب غير الاشتراكي "يمين الوسط"، مضيفة، "لقد تمكنا من تحقيق ذلك على الرغم من أنه لم يكن تعاونا مثاليا".
يطالب كلا حزبي اليسار المعتدل الرئيسين - حزب العمال وحزب الوسط الريفي - بمنصب رئيس الوزراء، ما قد يربك الناخبين، إضافة إلى القول إنهما سيتعاونان مع أحزاب يسار الوسط الأخرى.
يدعم كل من حزب العمال والوسط صناعة النفط النرويجية - التي تتضمن برنامج التنقيب الأكثر شمولا من أي بلد في القطب الشمالي - ولكن من الممكن أنها ستعتمد في الحصول على الدعم على أحزاب صغيرة ترغب في الفوز في أكبر قطاع في البلاد.
وأعلن حزب الخضر - الذي يتقاسم السلطة في مدينة أوسلو مع حزب العمل - عن دعمه للحكومة التي ستوقف التنقيب عن النفط في المستقبل، وذلك تماشيا مع توصية وكالة الطاقة الدولية.
وقالت سولبيرغ إنها تعتقد أن الحملة الانتخابية ستكون "قابلة للنقاش في مسيرة النرويج إلى الأمام"، ما قد يساعد يمين الوسط. وأشارت إلى أن صناعة النفط في النرويج يمكن أن تكون جزءا من "الانتقال الأخضر"، بينما يمكن للغاز الطبيعي أن يلعب دورا في "مستقبل الهيدروجين لأوروبا".
ويجادل المدافعون عن هذه الصناعة، بما فيهم سولبيرغ، بأن لدى منتجي النفط رأس المال اللازم للاستثمار في الطاقة المتجددة، فيما يمكن لشركات الخدمات النفطية تغيير نماذج أعمالها للمساعدة على تركيب وصيانة توربينات الرياح في الخارج.
يعتمد يمين الوسط على قوة شخصية سولبيرغ، بالاعتماد على منشوراتها المنزلية على وسائل التواصل الاجتماعي وشخصيتها الحميمية، على خلاف جوناس جار ستور وزير خارجية حزب العمال السابق، الذي ينظر إليه على أنه أكثر رسمية وصرامة.
لكن الدعم الذي تحظى به كان قد تلقى ضربة في شهر نيسان (أبريل) عندما أصبحت أول زعيمة في العالم يتم تغريمها لخرقها قواعد كوفيد -19 لبلدها خلال احتفالها بعيد ميلادها الـ60.
وأوضحت لـ"فاينانشال تايمز" في شهر أيار (مايو) الماضي، أن الأمر "محرج للغاية"، مضيفة "لأكون صريحة جدا، لو لم يتم تغريمي، لكانت المناقشة في النرويج أكثر صعوبة بالنسبة لي".
سولبيرغ رئيسة الوزراء الوحيدة الآتية من يمين الوسط في الدول الاسكندنافية، وأحد أنجح قادة المحافظين في أوروبا بعد المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل. ونسبت سولبيرغ نجاحها في حزب يمين الوسط إلى امتلاكه "سياسة شاملة".
تقول سولبيرغ، "نعم، ينبغي أن تمتلك اقتصاديات سليمة، ويتعين أن تتأكد من إعطاء الأولوية لإيجاد الوظائف والقدرة التنافسية... ولكن في مرحلة التحول إلى التقنيات الجديدة نحو الرقمنة، يمكن لهذا أن يترك الناس في الخلف ". وأضافت، "لذلك يجب أن تكون لديك سياسة شاملة بشأن التعليم ومنظومات المهارات لتتأكد من أنك تساعد الناس على العمل".

الأكثر قراءة