فرص الوظائف المؤقتة
البحث عن عمل أو وظيفة لا يتوقف، لكن هذه الأيام تعد موسمه الأكبر والأعلى مع وفود الخريجين والخريجات الجدد إلى ساحة الطلب على الوظائف، أو الفرص التدريبية المتوافرة.
أقول للشباب من الجنسين عندما تعمل "كاشيرا" في أي من الأسواق، يجب أن تخطط خلال عامين إلى ثلاثة للترقية إلى مشرف، أو أي وظيفة أفضل في الشركة، وتبدأ طريقك الوظيفي المهني لديها، أو تدخر مبلغا يكفي لفتح "بقالتك" الخاصة بعد أن عرفت المهنة وسبرت أغوار سوقها.
وإذا كنت/ي محضر طعام أو محاسبا أو سائق توصيل في مطعم، فيجب أن تخطط بالمثل وظيفيا، أو تضع جدولا زمنيا لامتلاك مطعمك الصغير الخاص، بالاشتراك مع زملائك.
في المكتبة الكبيرة ترتقي وظيفيا أو تذهب إلى فتح قرطاسية صغيرة في أحد الأحياء، وفي مجموعات "الماركات" العالمية، يجب أن تعمل وفق هذه النظرية، فالوظيفة الصغرى يفترض دوما أن تكون فرصة كبرى، فرصة للانطلاق داخل المنشأة، أو "الانعتاق" من الوظيفة بكل أشكالها إلى حرية وتحديات العمل الحر.
يمكن كل ذلك إذا اعتمدت مبدأ أن هذه الوظيفة هي بمنزلة فرصة، وهذه الفرصة تحتاج إلى الجدية والصبر، وإلى قناعة ذاتية بأن هذا بالفعل ما تريده في هذه المرحلة من حياتك، وأن التعاطي مع بعض هذه الفرص هو بمنزلة التواؤم والتكيف مع متغيرات اقتصادية واجتماعية تعيشها البلاد.
يجب أن توقن أنها وظائف مؤقتة، هكذا هي طبيعتها في كل أنحاء العالم، وهو ليس عيبا فيها، على العكس هي ميزة مهمة، فهي بمنزلة مراكز التأهيل العملية، فمن بين كل بضعة عشرات من الموظفين، يبقى واحد أو اثنان في الشركات، يتنقل بين فروعها، أو يتدرج فيها مهنيا، والبقية يرحلون إلى فرص أخرى.
الأهل والأصدقاء يجب أن يتفهموا أيضا، وأن يعدون ما عليه ابنهم أو صديقهم، محطة أو خطوة في حياته الطويلة العامرة. إنهم بذلك يساعدونه كثيرا على الاعتزاز بعمله.
كل شهر يمضي عليك وأنت تنتظر، هو عمر ضائع، وكل فرصة تفوتها بحثا عن أفضل منها ربما لا تأتي مجددا. لا أقول لك أن ترضى بما لا يليق بك، لكن أطلب منك التفكير بما يليق أو لا يليق من منظورك أنت، أو اعتدادك أنت، وليس من منظور الآخرين، الذين ربما لا يعرفون شعورك وأنت تقدم خطوة وتؤخر أخرى نحو والدك أو والدتك لتطلب مصروف الوقود أو كوب القهوة.