ثقافة وفنون

حصاد الدراما العربية .. الكويت تتصدر خليجيا

حصاد الدراما العربية .. الكويت تتصدر خليجيا

حصاد الدراما العربية .. الكويت تتصدر خليجيا

ها هي الستارة قد أسدلت على دراما رمضان 2021، وها هي الرؤية قد تجلت عن المسلسلات التي صعدت نحو القمة وتلك التي حصلت على شعبية خجولة. ومما لا شك فيه أن الوضع الراهن الذي أنتجته جائحة كورونا ونتائجها السلبية قد أثرت في عديد من القطاعات ومن ضمنها الإنتاجات الدرامية التي أبصرت النور هذا العام متحدية العراقيل كافة، فجاءت غنية بالخليجي ومنوعة بالمصري ومشوقة بالسوري وتبعاته المشتركة.

تقييم عام

عن تقييم المسلسلات بشكل عام، يقول الناقد الفني عبدالرحمن الناصر في حديث خاص لصحيفة "الاقتصادية"، "إن الأعمال السعودية رغم الدعم المادي ما زالت تحبو خطوة إلى الأمام وعشر خطوات إلى الخلف"، وأكد أن الدراما السعودية ما زالت تحتاج إلى سياسة إنتاجية تسهم في انتشال الدراما المحلية من بحيرة التقليدية والسيناريوهات الإنشائية وتقديم الأفكار خارج الصندوق، وذكر أن الدراما المحلية لم تفلح إلا في عمل واحد، "الديك الأزرق"، رغم بداياته الباردة.

المسلسل الأبرز

وأشار إلى أن مسلسل "مارجريت" لحياة الفهد، ذا الفكرة الجديدة التي تحمل الانفتاح الدرامي على الأفكار الأخرى، و"أمينة حاف" الذي يسقط بعمق على المجتمعات الصغيرة، هما العملان الأكثر مشاهدة وجودة، وهذا ينطبق على مسلسل "الناموس" للنجمين محمد المنصور وجاسم النبهان، اللذين قررا التغريد خارج السرب منذ أعوام، حيث الحفاظ على التوازن في بعض الاختيارات المختلفة التي تستعرض قصصا من حقب تاريخية ماضية. لكن على المستوى العربي برز مسلسل "القاهرة كابول"، حيث الدروس في كل مشهد، وجاء العمل حقيقة بشكل احترافي لمحاكاة السياسة وبياعة الدم والإرهاب، وكذلك "الاختيار 2" رغم أنه لم يكن أفضل من الجزء الأول، إلا أن نجاحه على المستوى العربي جاء منقطع النظير، وأيضا مسلسل "عشرين عشرين"، الذي كشف كواليس عدة ضمن عصابات المخدرات في لبنان والبطش بينهم.

الكويت تتصدر الخليجي

وعن الدراما الخليجية هذا العام، يقول عبدالرحمن الناصر "إن الكويت ما زالت تتصدر هذه القطعة الجغرافية من الكرة الأرضية، فهي تقدم عددا كبيرا من الأعمال، لكنها تزاحم نفسها في غالب الأمر، فينجح في رمضان عدد بسيط من إنتاجاتها، والبقية تبرز في موسم ما بعد رمضان كإعادات"، وأشار إلى أن الكويت تصنع الدراما بشكل تنافسي، لكن ما يعيبهم تكرار أفكارهم، وهو ما يجعلهم في اللغة البيضاء في المرحلة الثالثة، رغم تطورهم في الشخوص والإخراج وحتى في أدوات الإنتاج.

عودة المصري إلى المنافسة

تشتد حدة المنافسة في كل عام ما بين المصري والسوري والخليجي، ولقد خف وهج الدراما المصرية في الأعوام الأخيرة، إلا أنها هذا العام جاءت عودة مصر للمنافسة، بشكل مفرط، ولعل السبب يعود إلى أن مصر استفادت من أفكار المخرجين والمصورين والممثلين الذين لجأوا بعد الأزمات السياسية والحروب إليها. ويؤكد عبدالناصر أن المصريين تطوروا جدا وتفوقوا حتى على أنفسهم، وهناك عديد من القنوات تدعم هذا الإنتاج، إضافة إلى أنهم مدارس مختلفة في تقديم الفن الدرامي، في حين إن السوريين رغم مصائبهم، إلا أنهم محافظون على شكل وجودة الصورة والفكرة والأداء، على ما يبدو أن قلة الإنتاج، عطلت مسيرتهم بسبب الوضع السياسي العام، إضافة إلى جائحة كورونا.
أما الكويتيون فلديهم هم المضي قدما حتى التفوق، لذلك قدموا في هذا العام أكثر من 23 مسلسلا تلفزيونيا، توزعت على عدة قنوات خليجية، لكنهم يأملون أن يزاحموا المصريين والسوريين في الدخول على القنوات العربية، من خلال تبسيط اللهجة العامة للأعمال الفنية، وهو ما حدث في أعمالهم لهذا العام.

الدراما والكورونا

مما لا شك فيه أن للكورونا تأثيرا سلبيا في القطاع الفني، حيث طالت إجراءات التصدي لهذا الوباء سير تصوير مسلسلات رمضان في منطقة الشرق الأوسط، وفرضت دول في المنطقة قيودا مشددة، ما أجبر عديدا من استديوهات التصوير على إغلاق أبوابها أو العمل في ظل إجراءات حماية صارمة، ويقول الناصر في هذا الصدد "إن الجائحة أجلت تصوير بعض الأعمال وأوقفت بعضها وألغت آخر، وعلى سبيل المثال مسلسل "الديك الأزرق" وأيضا "اختراق" قد خرجا من رمضان 2020 ليستكملا فيما بعد، ويتم عرضهما في رمضان 2021، وغير هذه الأعمال كثير، تعطلت إنتاجاتها بسبب الجائحة".

تصدر الفنان عبدالله السدحان الساحة

أما عن نجم رمضان لهذا العام فيقول الناصر "على المستوى المحلي، هو الفنان الكبير عبدالله السدحان، الذي تفوق على نفسه وقدم عملين "نجمين"، الأول يحمل أسم "شليوي ناش" مع نجوم الكويت، والآخر "الديك الأزرق" مع المصري بيومي فؤاد. لكن على المستوى الخليجي، ما زالت النجوم الكبيرة تحافظ على قيمتها، إضافة إلى بروز بعض المواهب كالنجمة الموهوبة ليالي دهراب، وحصة النبهان. وعربيا تفوقت منى زكي في "لعبة نيوتن"، وكذلك الممثل السوري قصي خولي ونادين نجيم، اللذان قدما عملا استثنائيا في مسلسل "عشرين عشرين".
وأكد الناصر أن الدراما العربية ما زالت تحتاج إلى التطوير في كتابة السيناريو وقدرة المخرج على تقديم مشهد دون "ثرثرة"، "فالغرب تجاوز هذه الثغرة منذ عقود، وأبهرونا بتقديم هذا النوع البصري والسمعي من خلال الإبهار في الموسيقى التصويرية"، وأضاف "لكي ننافس عالميا نحتاج إلى تسويق ومنصات تدعم مشاريعنا الفنية".

جوائز النقاد تصدم نجوما كبارا

بالعودة إلى التقييم العام لدراما رمضان هذا العام، لا بد أن نتوقف عند الصدمة التي تركتها لجنة تحكيم جوائز النقاد للدراما العربية ADCA، التي استبعدت نجوما كبارا من القائمة القصيرة النهائية، لتخرج من المنافسة أسماء من العيار الثقيل، منهم أحمد السقا وأحمد عز ومحمد رمضان وجمال سليمان وياسر جلال وباسل خياط ومصطفى شعبان وعمرو سعد وهاني سلامة ويسرا وياسمين عبدالعزيز وريهام عبدالغفور ونيرمين الفقي وغيرهم. وقد استندت القوائم النهائية القصيرة إلى الحلقات الـ20 للمسلسلات المصرية لرمضان 2021.
ووصل إلى المرحلة الثانية من التقييم كل من كريم عبدالعزيز وأحمد مكي عن مسلسل "الاختيار"، محمد فراج ومحمد ممدوح عن "لعبة نيوتن"، طارق لطفي وفتحي عبدالوهاب عن "القاهرة كابول"، أحمد السقا عن "نسل الأغراب"، حمادة هلال عن "المداح" وذلك عن الأعمال المصرية.
أما من بلاد الشام التي تضم أعمالا من سورية ولبنان، فكانت النتيجة لمصلحة كل من باسم ياخور عن "على صفيح ساخن"، سلوم حداد وعابد فهد عن "350 جرام"، عباس النوري عن "حارة القبة"، قصي خولي عن "2020".
أما في فئة التمثيل للنساء فكانت من نصيب منى زكي عن "لعبة نيوتن"، حنان مطاوع عن "القاهرة كابول"، إنجي المقدم عن "الاختيار 2"، أمينة خليل عن "خلي بالك من زيزي"، سهر الصايغ عن "الطاووس"، ريهام عبدالغفور ودينا الشربيني عن "قصر النيل"، هند صبري عن "هجمة مرتدة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون