تيسير العطاء

أحسب أن شهر رمضان المبارك الذي نودعه اليوم ونلهج بدعوات القبول كان العطاء فيه للزكوات والصدقات الأيسر على المواطنين والمقيمين، حيث توافرت منصات جيدة وموثوقة تغطي معظم المجالات وصولا إلى زكاة الفطر.
مع حلول هذا الشهر كان هناك ثلاث منصات رئيسة هي: إحسان، وتبرع، وجود الإسكان، وربما هناك غيرها وهي تغطي فئات كثيرة جدا وحالات مختلفة وتعطي خيارات متعددة لمؤدي الركن الثالث للإسلام ومعطي الصدقة، وذلك الذي يجود من منطلقات أخرى كالمسؤولية الاجتماعية سواء كان منشأة أو فردا. هذه المنصات ستحقق - بإذن الله - ديمومة الإحسان وإتقانه، وتعظيم الاستفادة من عطاء المحسنين عبر الحوكمة والاستدامة.
أرى في الأفق تقدما لمرتبة بلادنا التي تحتل اليوم المرتبة الـ 50 في تقرير العطاء العالمي الصادر من مؤسسة المعونة الخيرية caf، حيث شمولية المجالات التي ستتم تغطيتها والمؤمل زيادة المستفيدين، لأن المتوقع أن يصل الإحسان والعطاء إلى فئات أكثر ويوزع بشكل أفضل، كما أتمنى أن يصل إلى المتعففين طالما أن قاعدة البيانات تتوسع يوميا وتتطور نوعيا وأصبح دخل كل فرد وأسرة، ووضعها معروف لدى الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
إننا نعيش اليوم تسخيرا للتقنية في خدمة الإنسانية، واستثمارا لها في القضاء على سلبيات شابت منظومة العطاء الخيري ليس أقلها توقف بعض العاملين عليه منذ أعوام وربما عقود على أساليب العطاء المباشر الذي لا يخلو أحيانا من الأخطاء والاجتهادات، ومع شكرهم وتقدير عملهم وتطوعهم وما بذلوه من جهد ووقت ومال نسأل الله أن يثيبهم ونتمنى على من لم يلتحق بركب التقنية، أن يفعل وأن يكون جزءا من منظومة مهمة يجب أن يشارك فيها الجميع.
أتأمل أنه مع مرور الزمن وحوكمة العطاء وتوجيه بعضه للتعليم والتأهيل والسكن، وبناء الإنسان أن يقل المحتاجون وأن نرى مؤشرات مختلفة لعدد الفقراء ومن هم تحت خط الفقر إن وجدوا.
مع الوقت إذا أخرجت هذا المنصات إحصاءاتها وأفصحت بدورها عن أعمالها وعن نوع وعدد المستفيدين منها سنرى تفاعلا اجتماعيا أكبر معها ونموا أفقيا ورأسيا في أعمالها.
أسأل الله لهم العون والتوفيق ولكل من تبرع أو تصدق القبول والأجر.
كل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي