الطاقة- النفط

بعد مرور عام على انهيار أبريل 2020 .. أسعار النفط تقفز 315%

بعد مرور عام على انهيار أبريل 2020 .. أسعار النفط تقفز 315%

يتم حاليا تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا حتى أبريل 2022.

يمر اليوم عام كامل على ما يمكن تسميته بـ"الانهيار الكبير" في أسواق النفط، الذي نتج عن تفشي جائحة كورونا وتهاوي الطلب العالمي على الخام بفعل إغلاق الاقتصادات العالمية والحدود، وما تبعه من صورة قاتمة لتوقعات الأسعار.
إلا أنه وبعد مرور عام على قاع الأسعار، استعاد النفط عافيته، مرتفعا بـ315 في المائة لخام برنت، و520 في المائة للخام الأمريكي.
وتحسنت التوقعات للأسعار عكس التشاؤم السابق، بل تجاوزت الأسعار مستوياتها قبل كورونا لتسجل 71.4 دولار في 8 آذار (مارس) الماضي كأعلى سعر منذ أيار (مايو) 2019.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، جاء التحسن بشكل رئيس من توافق تحالف "أوبك +" بقيادة السعودية، الذي يضم كبار منتجي النفط عالميا وبينهم روسيا، على خفض إنتاج تاريخي أعاد الاستقرار للأسواق، ثم استفادت الأسعار من بدء توزيع لقاحات كورونا.

الأسعار السالبة
كان 20 نيسان (أبريل) 2020 قد شهد حدثا مزلزلا لأسعار النفط، حيث تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي" تسليم أيار (مايو)، حينها، بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى (- 37.63 دولار) للبرميل عند التسوية.
وجاء التراجع، حيث كان هذا اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار (مايو) ولا يرغب المشترون في التسلم في هذا الشهر لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.
وفي 22 من الشهر ذاته شهدت جلسة التداول قاع أسعار النفط لخام برنت عند نحو 16 دولارا، ما يعني ارتفاعه حاليا بنحو 315 في المائة بعد مرور عام على قاعه، ليتجاوز 66 دولارا.

تطور الأحداث
مع تفشي جائحة كورونا وإغلاق الحدود العالمية، طلبت السعودية في مطلع آذار (مارس) من العام الماضي خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا، بينما فشل الاتفاق على ذلك بسبب رفض الجانب الروسي، ما دعا المملكة إلى رفع إنتاجها لمستوى قياسي عند 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها لأكثر من عشرة ملايين برميل يوميا.
وفي نيسان (أبريل) من العام ذاته، تفاقمت خسائر النفط بسبب الجائحة وعدم خفض الإنتاج، وسجل "برنت" قاعه عند 16 دولارا في وتداول الخام الأمريكي بالسالب.
وتزامن التراجع حينها مع توقع وكالة الطاقة الدولية، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من 2020 على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال العام كاملا.
في الوقت ذاته، كان صندوق النقد الدولي، قد توقع انكماش الاقتصاد العالمي 3 في المائة في 2020.
وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس.
وبعد انهيار الأسعار في نيسان (أبريل) 2020، عادت الدول المنتجة لتطلب خفض الإنتاج، وانتهى الأمر بالاتفاق على خفض تاريخي للإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا بدءا من مطلع أيار (مايو) الماضي، ما أكد أن "الرؤية السعودية" كانت تستشرف المستقبل جيدا، وهو ما أكدته الصحافة العالمية المتخصصة في أكثر من موضع.
وفي مطلع أيار (مايو) 2020، بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك +"، الذي نص على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.
ولاحقا يتم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.
بعد ذلك بدأت تتحسن الأوضاع وترتفع الأسعار تدريجيا مدعومة بخفض الإمدادات النفطية، وبإعلانات الشركات تجارب اللقاحات للوقاية من فيروس كورونا.
وفي كانون الثاني (يناير) من العام الجاري، أعلنت السعودية خفضا طوعيا لإنتاج النفط بنحو مليون برميل يوميا خلال شباط (فبراير) وآذار (مارس) من العام ذاته، بهدف تحقيق استقرار السوق.
وعقب الخفض السعودي وتجاوب "أوبك +" السريع للأسواق، تسابقت بيوت الاستثمار العالمية على رفع توقعاتها للأسعار خلال العام الجاري، حيث رفع بنك يو بي إس توقعاته لسعر خام برنت إلى نحو 60 دولارا للبرميل منتصف العام الجاري، أما بنك جولدمان ساكس فتوقع أن يصل سعر خام برنت إلى 65 دولارا للبرميل في صيف 2021.
بينما رفع سيتي بنك توقعاته للأسعار إلى 59 دولارا للبرميل العام الجاري مقارنة بـ54 دولارا للبرميل في التوقع السابق بفعل استجابة "أوبك +" السريعة لزيادة الإمدادات.
وفي آذار (مارس) الماضي، استعادت أسعار النفط مستويات ما قبل كورونا، بل إنها تجاوزتها مسجلة أعلى أسعار لها منذ أيار (مايو) 2019، عند 71.4 دولار لبرميل خام برنت.

وحدة التقارير الاقتصادية

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط