الإناث الأقل إقبالا

العنوان العريض في الزميلة "الشرق الأوسط" أول من أمس يقول، "السعودية: الإناث الأكثر إصابة بالفيروس والأقل إقبالا على التطعيم"، وهو عنوان مهم وجدير بالقراءة والبحث على عدة أصعدة.
كونهن الأكثر إصابة بالفيروس قد يكون بسبب المناسبات العائلية، وغير العائلية، فالمرأة على عكس الرجل يصعب عليها نفسيا تفويت المناسبات، وأيضا بسبب التزاحم في الأسواق الذي مع الأسف لم يكن بعض النساء على مستوى المسؤولية حين الوجود هناك من جهة اتخاذ الاحترازات، وللعلم فإن بعض الرجال يفعل المثل لكن في أماكن أخرى.
هنا نلحظ أن كثيرا من الأسواق التجارية "المولات" تنتهي مسؤوليتهم عند البوابات، حيث الاطلاع الخاطف على تطبيق "توكلنا" وقياس درجة الحرارة، أما الاحترازات في الداخل وأهمها لبس الكمامة بطريقة صحيحة والتباعد الجسدي، فهناك غض طرف واضح من البعض، وهناك ضعف في الرقابة الرسمية عليهم ربما لقلة عدد المفتشين، أو تقاعسهم، أو حتى مللهم من إهمال الناس أو الأسواق.
الغريب أنهن الأقل إقبالا على التطعيم! ولعلنا نتساءل لماذا؟ هل بسبب اتباع الخرافة وإشاعات تتناقلها الرسائل أو وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم أنه بسبب منعهن من ولي أمر أو صاحب صلاحية عليهن سواء كان رجلا أو امرأة؟ ولماذا يمنعونهن؟ هل بسبب إشاعات معينة تخص النساء والخصوبة والعقم؟ وإذا كان الرجال أكثر إقبالا على اللقاح فهذا يعني توفر القناعة وأحسب أن الأغلب منهم لن يمنع من يعول من أخذ اللقاح.
أوجه الغرابة هنا كثيرة، فالإناث أكثر تعليما، وتفوقا في هذا التعليم، ومعلوم أنهن الأكثر تنظيما فيما يتعلق بالصحة العامة داخل وخارج المنزل، فمثلا يصعب أو يندر أن تلقي امرأة بأي مخلفات في مكان عام أو من نافذة السيارة، والأهم أنهن الأكثر حرصا على صحة العائلة، خاصة الأمهات منهن فالتوقع أن يبادرن إلى أخذ اللقاح. لعل من أحصى في وزارة الصحة فاته أن التطعيم مفتوح للأجانب، وفي البداية فتح حتى لمخالفي نظام الإقامة، ومعلوم أن نسبة الذكور بين الأجانب أعلى من الإناث، ومن المخالفين هم الأغلبية الساحقة، أقول لعل وتبقى الأسئلة أعلاه مفتوحة على إجابات كثيرة.
معرفة السبب الحقيقي والإحصاءات الدقيقة مهمة في عدة ملفات حتى بعد زوال الجائحة -بإذن الله، فمؤشرات هذه الإحصاءات لها علاقة بتمكين المرأة، ومستوى وعيها الصحي والأسري، وربما أيضا مستوى تأثرهن ببعض وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، وبالخطاب التوعوي الرسمي وغير الرسمي من الجهة المقابلة.
سيداتي آنساتي احترزن وتطعمن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي