مستثمرو لندن يرسمون مستقبل بنوك ألمانية
مستثمرو لندن يرسمون مستقبل بنوك ألمانية
لا يحب هربرت فالتر رئيس مجلس إدارة بنك درسدن أن يكون محاصرا، وأن يقف و ظهره للحائط لكنه في الوقت نفسه لا يحب أن يجنح في طموحه و يحلق بأحلامه في السماء كما يفعل نده كلاوس بيتر موللر مدير البنك التجارى (كوميرتس بانك) الذي نجح أخيرا في إتمام صفقة استحواذ على صفقة يورو هيبو الكبيرة . ومن خلال تلك الضربة التي قام بها موللر بات في طريقه لقيادة البنك التجاري في اتجاه جديد ، على أن يكون اختبار القوة القادم هو قدرته على اجتذاب المزيد من العملاء في السنوات المقبلة. أما هربرت فالتر فإنه يقوم في هذه الأثناء بمهمة قاسية تتعلق بإعادة التنظيم الداخلي للبن.
ولعل البنك التجاري يمكنه في أفضل الأحوال أن يقوم بالمساهمة في إعادة تأسيس وضع البنوك في ألمانيا مرة أخرى. لكن على بنك درسدن أن يستمر في بذل الجهود للمحافظة على الاستقرار تحت عيون شركة ( اليانس ) وهي الشركة التي تتابع بعين من الشك و الريبة أداء فالتر الذي يبذل جهوداً ليصبح البنك أفضل جهة مصرفية داخل الشركة.
لقد خلفت عملية الاندماج الفاشلة بين بنك درسدن ودويتشه بانك طريقاً مليئا بالأشواك. وتحولت شركة اليانس من أكبر المساهمين إلى المالك الكامل للبنك في عام 2001 وفي بداية عام 2003 تولى هربرت فالتر خلفا بيرند فار هولتس في بداية عام 2003. وكان الزبائن غير مطمئنين بسبب وجود علامات استفهام حول مستقبل البنك الاستثماري وبدا وكأن بنك درسدن سيحل نفسه ضمن نسيج تصغير الشركة العملاقة اليانس.
لكن إدارة البنك نجحت في تقليص هذا التآكل من خلال بذل الجهود وتبني برنامج لخفض الوظائف. وفي هذه الأثناء بدا أن البنك قد استعاد الاستقرار وأنه سيحقق أهداف خطة التكاليف الرأسمالية في هذه السنة على الرغم من انخفاض الإيرادات، والتكاليف العالية المستمرة. وهذا يعني عوائد رأسمال ذاتي بنحو 9 في المائة بعد خصم الضرائب. وعلى المستوى الدولي، فإن هذا ليس رائعاً، ولكنه للمرة الأولى يعتبر نجاحاً.
ولهذا السبب، فإن مجلس الإدارة والعديد من الأعضاء يسعون إلى تحقيق "قيمة دائمة". وهانك تفاؤل كبير قد يكون مبالغا فيه بإمكانية تحقيق عوائد تصل إلى 12 في المائة حتى عام 2008 أو 2009 .ومن المحتمل بهذه الميزة طرح مستوى فائدة جاذب للأسواق مما يمكن من الوصول إلى الهدف بشكل جيد. وإن أدوات زيادة القيمة الأصلية ينبغي أن تكون نمواً سهلاً في السوق، وارتفاعاً في الكفاءة.
ويطرح فالتر توقعات بوجوب الاحتفاظ بمستوى التكاليف عند مستوى عام 2005 مشيرا إلى عدم إمكانية تجنب فكرة خفض الوظائف. ومرة أخرى يمكننا أن نتوقع أن عدد الوظائف الملغاة يمكن أن يبلغ نحو 3000 وظيفة أي بما يعادل نحو 10 في المائة من إجمالي العاملين في الشركة. ويبدو أن برنامج خفض الوظائف هذا سيستهدف المواقع الإدارية بالدرجة الأولى.
وإضافة إلى هذا فإنه يتوجب أن يسهم مركز الشركة مساهمة فعالة ويبدو أن مجلس الإدارة يأمل بوضع اقتصادي أفضل لهذا القطاع. ولهذا فإن الكثير يقال حوله. أما الجانب الآخر، فهو في شكل الجدل والحوار مع منافسة قوية يركض خلفها بنك درسدن بالنظر إلى أوراقها الباهتة بالنسبة لإعادة الهيكلة والتنظيم. ومما يجب استغرابه هو أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً حتى تم اتخاذ قرار بذلك. ولكن الجمع سوف لا يكون بسيطاً . وإن رحلة العذاب لسنين طويلة جعلت أسس هذا البنك تضعف بتراجع العوائد لجميع نشاطاته. وأما النشاط التجاري لزبائن الشركة الذي يعمل عليه بنك درسدن فيعتبر في المرتبة الثانية، ويحقق قيمة بنسبة 20 في المائة .
وعلى أية حال، فإن مصرفيي بنوك الاستثمار في لندن يدخلون اللعبة بكل وعي تام . وبالنسبة للرجل الجديد في قيادة المجال الجديد، فإن ذلك يشكل مهمة دمج صعبة، خاصة وأن اللندنيين فقدوا مندوبهم الموثوق. ويشيع زبائن القطاع الخاص الأمل في الوضع الجديد. ويعتمد على الزبائن الصغار الذين يقدر عددهم بنحو 2.75 مليون زبون، ويشمل ذلك النشاط العملي زبائن القطاع الخاص من الطبقة الراقية، والعاملين في الأعمال الحرة، وزبائن الشركة من الطبقة الوسطى. وإن إدارة ممتلكات الأغنياء جداً يتم توجيهها أيضاً على المستوى الدولي. وما يسمى بنشاط التأمينات الخاصة وصناديق التقاعد يعتبر من اختصاصات أليانس المميزة.
كما أن تعزيز وتقوية نشاط البنك التجاري عبر ممثل تأمين أليانس أمر مؤجل حالياً. ولكن هؤلاء من خلال النظام الجديد الخاص بهم، ليسوا في مأمن تماماً. وأظهر التاريخ أن الآمال المعقودة على قوة التمويل الكلي استبقت دائماً النتائج بشكل واسع.
وهنالك مجال للحركة في مجالات النمو التي تشمل تكوين الثروة، والعقارات، والتمويلات المرتبة للشركات، إضافة إلى إدارة الممتلكات. وهي تنتظر في الفترة المقبلة نسب نمو ما بين 6 و8 في المائة. ويتوجب على البنك تعويض السنوات المفقودة، إذ إن القرار الأساسي اتخذ بالفعل، حيث إن البنك ليس لاعباً رئيسياً، ولكنه عضو بسيط في شركة أليانس العملاقة. وإن الاستقلالية الناقصة يمكن أن تثبت نفسها أيضاً كعامل كبح لازم قبل القفزة الكبيرة للأمام.