الوصفة السحرية للنجاح الكوري تعتمد على إنتاج سيارات متوسطة ورخيصة وموجهة للتصدير

الوصفة السحرية للنجاح الكوري تعتمد على إنتاج سيارات متوسطة ورخيصة وموجهة للتصدير

تسير عمليات الإنتاج والتصنيع هنا للسيارة الجديدة سامسونج متوسطة الحجم من طراز SM 5 على قدم و ساق. ويقول جيروميه شتول رئيس مجموعة رينو سامسونج موتورز إن مصنع السيارات الجديد في مدينة بوسان يعتبر الأحدث الذي يقام حيث يعمل فيه 2100 شخص لا يزيد معدل أعمارهم على 31 عاما.
وقبل نحو خمسة أعوام ضمت شركة رينو فرع إنتاج السيارات التابع لشركة سامسونج ذات النشاطات المتعددة نتيجة عجزها عن سداد الديون المستحقة عليها. والآن أصبح المصنع نواة لاستراتيجية آسيوية من خلال طاقة حجم إنتاجية تبلغ 300 ألف ووعد كارلوس غصن الرئيس الجديد لشركة رينو نيسان وشركة سامسونج التابعة له بإنتاج السيارة الرياضية SUV التي من المفترض أن تحمل العلامة التجارية لـ "رينو" في شوارع أوروبا.
وترمز كتابة طراز H45 وهي العلامة المميزة للسيارة SUV الجديدة في لافتات كبيرة وعلى مساحات واسعة داخل وحدات الإنتاج إلى تميز هذا المنتج. وإلى جانب شركة سامسونج تصطف شركات ومصانع كورية أخرى منافسة في مجال إنتاج وتصنيع السيارات في طابور البحث عن المنافسة والرغبة في التصدير ومنها شركات كبرى مثل شركات: هونداي، كيا، دايو وسانج يونج.
أما وصفة النجاح السابقة للشركات الكورية فقد كانت سهلة للغاية: إنتاج سيارات متوسطة و بأسعار تنافسية وزهيدة. وبالفعل تحت الضغط المتزايد من قبل الشركات الصينية والهندية الرخيصة تسلّح شركتا هونداي، ودايو، نفسيهما، حيث تصنعان سيارات فاخرة ورياضية، دون استسلام لأزمة دول آسيا مع نهاية التسعينيات.
ولا يرى الآن تيم بليك نائب رئيس مجموعة الاستثمار إنفيست كوريا أي غرابة في قيام شركة سامسونج بتصنيع طراز رينو SUV الذي يحتوي على تقنية عالية رغم فقدان الأمل في حدوث انتعاش لسامسونج اقتصاديا مؤكدا أن الكوريين سريعو التعلم وشديدو الطموح وفق خبرته حيث يعيش بليك البريطاني الجنسية منذ عقدين في مناطق الشرق الأقصى. ومن وجهة نظره، هنالك دولة أخرى في آسيا شهدت تطوّراً مماثلاً سريعاً، للغاية خلال العقد الماضي: "ففي إنتاج السيارات، تتميز الصين اليوم أيضاً بمعدلات نمو عالية".
ومن المتوقع أن تحتل كوريا الجنوبية المركز السادس في إنتاج السيارات في العالم نهاية العام الجاري برقم يبلغ نحو 3.4 مليون سيارة. ويتم توجيه أكثر من ثلثي الإنتاج للتصدير (42 في المائة إلى الولايات المتحدة و31 في المائة إلى أوروبا).
وفي السوق الكورية المحلية تسيطّر شركة هيونداي والشركة الفرع كيا على السوق، بينما تشتكي الشركات المصنّعة في غرب أوروبا، من طاقات الإنتاج المتجاوزة والقضاء على آلاف فرص العمل، وتستثمر الشركات الكورية بقوة داخل دول شرق أوروبا.
وبدأت شركة هونداي ببناء مصنع في مدينة أوسترافا في جمهورية التشيك ومن المفترض أن يبدأ الإنتاج عام 2008 بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 300 ألف سيارة سنويا . و تتميز هذه المقاطعة بحداثة نمط الإنتاج فيها ، إذ يربطها المزودون بتكاليف المجريات والتصنيع التي تُعد منخفضة، فضلاً عن معدل الأجور الكورية المنخفضة، كما هي الحال مع سامسونج في مدينة بوسان.
وقبل نحو عام بدأت شركة كيا بالتصنيع في مدينة زيلينا في سلوفاكيا المجاورة بطاقة إنتاجية بلغت 220 ألف سيارة إلا أن المصنع قادر على رفع طاقته لتصل إلى 300 ألف سيارة سنويا، وتم استثمار أكثر من مليار يورو لتتمكن الشركة المنافسة لجولف، سيراتو- كيا من فرض اسمها في غرب أوروبا.
وتتميز شركة كيا بطموحها في تحقيق الأهداف. ووفق ما قاله هايدان ليشل مدير عام الشركة في ألمانيا فإن كيا تخطط لبيع 100 ألف سيارة في عام 2010 كما تنوي الشركة تسويق نحو 500 ألف سيارة في أوروبا. وخلال العام الجاري ارتفعت مبيعات شركة كيا لصناعة السيارات بنسبة بلغت 60 في المائة لتصل إلى 46.470 سيارة حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وباتت علامة كيا واحدة من أقوى العلامات التجارية في عالم السيارات في ألمانيا.
ودخلت شركة سانج يونج السوق بقوة حيث زادت مبيعاتها بنسبة هائلة بلغت 252 في المائة حيث باعت نحو 1339 سيارة ، ورغم هذا فإنها لا تزال تقف بعيدة عن معمعة التنافس في السوق، ولايساور ليشيل مدير كيا ألمانيا أدنى شك في أنه سيتمكّن من تحقيق هدفه عام 2005 في بيع أكثر من 50.000 سيارة جديدة ومن الممكن أن تضاعف كيا-ألمانيا حجم المبيعات في غضون عامين. وتقوم كيا حاليا بإقامة مركز أوروبي، ومركز للتطوير والتصميم يعمل فيه نحو 400 موظف على أرض المعارض في فرانكفورت و ذلك بهدف تثبيت خطواتها في السوق الأوروبية.
وتعمل هيونداي الشركة الأم لكيا على توظيف المزيد من العاملين في وقت قامت فيه شركة أوبل في مدينة روسيلهايم بإلغاء نحو عشرة آلاف وظيفة. وتظهر المؤشرات هنا المزيد من التوسّع في ظل خطط بيع أكثر من 50 ألف سيارة هذا العام ، وأكثر من 55 ألف سيارة العام المقبل.
وتتجاوز مبيعات شركتي كيا و هيونداي للسيارات في ألمانيا مبيعات شركة فيات بطرازيها الرائدين، ألفا روميو، ولانسيا. وتقول المتحدّثة الرسمية لشركة هيونداي: "نأمل أن نحقق أهدافنا" مؤكدة أن مباريات كأس العالم لعام 2006 ستمنح شركة هيونداي دفعة قوية و هائلة و ذلك في إشارة منها إلى نجاح هيونداي في انتزاع لقب الراعي الرئيسي للبطولة التي ستقام في ألمانيا قلعة صناعة السيارات و موطن شركات ريادية في صناعة السيارات مثل مرسيدس وفولكس فاجن.
وعلى كل الحوال فإن شركات كوريا الجنوبية تنوي طرح نفسها بقوة في الإعلانات خلال هذا الحدث الرياضي العالمي. ومن المفترض أن يظهر طراز تيكسون على أنه الموديل المميز في مباريات كأس العالم. وتؤكّد متحدثة هيونداي على أن حصة السوق الخاصة بالشركة لن ترتفع عن النسبة المئوية الحالية 1.5 في المائة، قائلة: "نحن ننمو بطريقة مجدية"، وتشير إلى أن حجم المبيعات عموماً ينمو بنسبة 3 في المائة، بينما تعادل تلك النسبة في كوريا أكثر من 5 في المائة.
ومن الواضح أن الأهداف الطموحة للكوريين في أسواق غرب أوروبا المشبعة تُشعل المنافسة: فمصانع جنرال موتورز دايو، بالإضافة إلى العلامة التجارية شيفروليه، ومصانع هيونداي - كيا في كوريا و شرق أوروبا، وشركة سامسونج موتورز التي عادت من جديد إلى قبضة رينو، والمصانع التي تم ضمها عن طريق الشركة الصينية، وسانج يونج، تضع مستقبل فولكس فاجن، وأوبل، و فورد تحت ضغط مرهق.
وفي عام 1995 باع الكوريون مباشرةً نحو 180 ألف سيارة في غرب أوروبا، وحققوا حصة من السوق بلغت 1.5 في المائة. وفي هذا العام تحقق هيونداي وكيا، ودايو، وسامسونج حجماً من المبيعات يعادل 675 ألف وحدة. "وحتى عام 2010، علينا أن نحقق بيع مليون سيارة على الأقل، وحصة من السوق تعادل نحو 6.5 في المائة"، حسب ما ورد عن فيرديناند دودنهوفر، من مؤسسة التوقعات، بي آند دي. فبالنسبة له، يبدو من المؤكّد أن: "المبيعات الإضافية للكوريين في غرب أوروبا تعتمد على التكاليف الموجودة في أوروبا".

الأكثر قراءة