الطاقة- النفط

"جولدمان ساكس": أسعار النفط مرشحة لبلوغ 80 دولارا في الربع الثالث

"جولدمان ساكس": أسعار النفط مرشحة لبلوغ 80 دولارا في الربع الثالث

تستعيد السوق توازنها تدريجيا مع تطبيق أوبك+ لقيود المعروض بفاعلية وامتثال عال.

سجلت أسعار النفط الخام استقرارا بعد مكاسب واسعة سابقة بفعل تقرير وكالة الطاقة الدولية المبشر بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام بوتيرة سريعة، ويتفق مع أحدث التقارير الشهرية لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، الذي يدعم الرؤية الإيجابية لآفاق نمو الطلب خلال العام الجاري.
وتستعيد السوق توازنها تدريجيا مع تطبيق مجموعة "أوبك+" قيود المعروض بفاعلية وامتثال عال، إضافة إلى الانتعاش الاقتصادي بشكل عام وعودة حركة السفر والطيران خاصة في الولايات المتحدة، ما دفع بنوكا دولية مثل "جولدمان ساكس" إلى أن تتوقع بلوغ النفط الخام مستوى 80 دولارا للبرميل في الربع الثالث من العام الجاري.
ويعزز الارتفاعات السعرية استمرار توزيع لقاحات كورونا على نطاق واسع ووجود مؤشرات قوية على تعافي اقتصادات كبرى من الجائحة على نحو واسع خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وعديد من الاقتصادات الآسيوية باستثناء الهند التى تعاني موجة جديدة حادة من الوباء.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون "إن مسار الأسعار عاد إلى حصد المكاسب بسبب الأجواء الإيجابية في السوق وتراجع المخاوف التي كانت مرتبطة بضعف الطلب، حيث قفز النفط إلى أعلى مستوى منذ أواخر آذار (مارس) مع انخفاض مخزونات الخام الأمريكية وزيادة الطلب على الوقود".
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة "إن تقديرات كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية في تقييماتهما الشهرية وفرت دعما جيدا للأسعار بعدما أكدتا الرؤية الايجابية لوضع تعافي الطلب وتخفيف المخاوف من التقلبات ومن حالة عدم اليقين التى سيطرت على الأسواق على مدار الشهور الماضية".
وأشار إلى أن إحدى علامات الثقة بالسوق ظهرت مع ارتفاع العقود الآجلة بنسبة 5.3 في المائة، في نيويورك كما أظهر تقرير حكومي أمريكي أن مخزونات الخام المحلية انخفضت بمقدار 5.89 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو أكبر انخفاض خلال شهرين، ويضاف إلى العوامل الإيجابية المحفزة لصعود الأسعار وارتفاع الطلب على البنزين للأسبوع السابع على التوالي.
ويرى دامير تسبرات مدير شركة " تكنيك جروب" الدولية أن سوق النفط الخام تقطع خطوات جيدة ومتسارعة نحو استعادة الطلب وموازنة المخزونات، مشيرا إلى أن أزمة تهاوي الطلب التي حدثت في العام الماضي وتسببت في انهيار الأسعار في أبريل 2020 لن تتكرر، حيث يقترب الاقتصاد العالمي من الانتعاش ويتعافي الطلب جيدا خاصة مع حدوث رواج نسبي في قطاع الطيران في الولايات المتحدة.
وذكر أن تقرير وكالة الطاقة الدولية بث بالفعل حالة إيجابية في الأسواق واستند بالفعل إلى عوامل ومبررات مقنعة للسوق، أهمها بيانات التصنيع والوظائف في الولايات المتحدة والصين ما يعزز توقعات نمو استهلاك النفط الخام هذا العام خاصة مع سرعة نشر اللقاحات، وهو ما تغلب في تأثيراته على حالة الإغلاق العام في أغلب دول أوروبا.
من ناحيته، يقول ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة "إن سوق النفط بالفعل على طريق التعافي"، وبحسب تعبير وزراء "أوبك+" فان الضوء يبدو واضحا مع اقتراب نهاية النفق المظلم، لافتا إلى أن حالة التعافي تستند بقوة إلى برامج التحفيز المالي في الولايات المتحدة وعديد من الدول إضافة إلى التنفيذ السريع لخطط التطعيم غير المسبوقة وهو ما يوفر - بحسب تقارير دولية - قاعدة صلبة لتعافي الطلب على النفط في النصف الأخير من هذا العام.
ونوه بأن البيانات الأمريكية ترجح أن يصل استهلاك البنزين في أشهر الصيف المقبل إلى مستوى قياسي غير مسبوق وهو ما أدى بدوره إلى نشاط قياسي واسع في مصافي النفط الخام التي تسجل أعلى المستويات حاليا وعلى مدار العام الجاري، كما يعد وقود الطائرات مجددا هو محور الاستهلاك مع انتعاش ملحوظ في حركة السفر الجوي.
وأشار إلى أن التعافي ليس قاصرا على الولايات المتحدة، لكن على دول أخرى أبرزها اليابان وبريطانيا، والأخيرة تشهد بالفعل كثافة ملحوظة مجددا في حركة التنقل.
بدورها، تشير ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إلى أن جميع المنتجين سواء في "أوبك+" أو خارجها متفائلون بتعافي السوق تدريجيا، لكنهم يلتزمون الحذر انتظارا لاستقرار مستدام وللخروج الكامل من تداعيات الجائحة، مشيرة إلى أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لن يخاطروا مجددا بدخول حرب أسعار جديدة مع تحالف "أوبك+" وذلك في حالة استئناف نمو الإنتاج بشكل سريع وهو الأمر الذي يحظى باتفاق في الرؤى بين عديد من الشركات الدولية المعنية.
ولفتت إلى أن الطلب الصيني في وضع جيد للغاية في المرحلة الراهنة ويوفر دعما قويا للأسعار حيث تعد مصافي النفط واحدة من أسرع الصناعات نموا في البلاد وهو ما جعل الحكومة تسعى إلى الحد من وفرة الإمدادات خاصة من المصافي المستقلة، لافتا إلى أن الطلب قد يتلقى دفعة أكبر إذا نجحت الهند - وهي ثالث أكبر مستهلك في العالم - في السيطرة على الإصابات المتجددة وتفادي سيناريو تمديد قيود التنقل.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، استقرت أسعار النفط أمس لتتماسك قرب أعلى مستوى في شهر بعد أن قفزت نحو 5 في المائة، في الجلسة السابقة بعد أن رفعت وكالة الطاقة الدولية و"أوبك" توقعات الطلب على النفط مع تعافي اقتصادات رئيسة من الجائحة.
وصعد خام برنت أربعة سنتات إلى 66.62 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:51 بتوقيت جرينتش، بعد أن ربح 4.6 في المائة، الأربعاء وأغلق عند أعلى مستوى منذ 17 آذار (مارس).
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثلاثة سنتات إلى 63.12 دولار للبرميل، بعد أن زادت 4.9 في المائة، في الجلسة السابقة.
وقال محللو "جولدمان ساكس" في تقرير جديد "إن الامتثال على صعيد الإمدادات وانتعاش الاقتصادات بصدد إعطاء النفط فرصة لتجاوز نطاقاته المسجلة في الآونة الأخيرة".
وأوضح محللو "جولدمان ساكس"، "نظل متفائلين إزاء توقع بلوغ خام برنت 80 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2021 بفضل تعافي الطلب في الأمد القريب والامتثال على صعيد الإمدادات". وقدم بنك الاستثمار الأمريكي موعد تنبؤه بذروة طلب قطاع النقل العالمي على النفط عاما واحدا إلى 2026، بسبب زيادة معدل انتشار السيارات الكهربائية وسعي الاقتصادات إلى التخلص من الكربون.
ومن المنتظر أن يستعيد الطلب والعرض العالمي للنفط توازنهما في النصف الثاني من العام الجاري بعد تبدد الطلب في 2020 مع تأجج جائحة كوفيد - 19، وربما يحتاج المنتجون حينها إلى ضخ مليوني برميل يوميا إضافية لتلبية الطلب.
وتكبح منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الإمدادات بجانب منتجين آخرين من بينهم روسيا، ورفعت المنظمة هذا الأسبوع توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام الجاري.
وقالت "إنها تتوقع ارتفاع الطلب 70 ألف برميل يوميا عن توقع الشهر الماضي وأن يزيد الطلب العالمي على الأرجح بواقع 5.95 مليون برميل يوميا في 2021".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 63.39 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 85ر61 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 67ر60 دولار للبرميل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط