سيارات الليموزين "سلة مخالفات".. الفوضى تكسب!!

سيارات الليموزين "سلة مخالفات".. الفوضى تكسب!!

سيارات الليموزين "سلة مخالفات".. الفوضى تكسب!!
سيارات الليموزين "سلة مخالفات".. الفوضى تكسب!!
سيارات الليموزين "سلة مخالفات".. الفوضى تكسب!!

"فوضى" .. ربما كانت هي الكلمة الأكثر وصفا لحاله اليوم، فقطاع سيارات الأجرة "الليموزين"، ما زال كما هو على حاله لم يتطور، رغم حاجته الماسة إلى الحد من مظاهر الإهمال وسيطرة النزعة الفردية على ملاكه، وتسابقهم الماراثوني نحو اختطاف "الزبون" من هذا الشارع أو ذاك!
وقد عزز تلك العشوائية غياب "الشركة النموذج"، التي لو حضرت لربما كان لها دور كبير في الأخذ بيد "القطاع" نحو الأفضل، ومعالجة ما يستجد فيه من سلبيات، وقيادته نحو أدوات جديدة للنهوض والتطوير.
في هذا التحقيق اقتربنا أكثر من "الليموزين" واستمعنا إلى شهادات وردود وصور وانطباعات عدة حول كثرة الحوادث، ومشكلة الأجرة والعداد، والوقوف في الشارع لاستئجار مركبة، ونظافة المركبة الداخلية والخارجية وحداثتها، إضافة إلى عدم التقيد ببعض الأنظمة، وغير ذلك، وقد اتخذنا من العاصمة الرياض نموذجا لما يحدث في بقية مناطق المملكة.. دعونا نريكم تفاصيل ما سمعنا وشاهدنا:

#2#

عدادات خارج الخدمة
بداية قال محمد العوضي (سعودي) إن الخدمة التي تقدمها بعض شركات الليموزين لا ترتقي إلى المستوى المأمول، في ظل تطور وسائل النقل الحديثة، وبرر العوضي حديثه بالقول "إن بعض أصحاب الليموزين لا يعيرون عملية التطوير أي اهتمام ولا مبالاة، بل إنهم غير ملتزمين باشتراطات السلامة التي تؤكد فحص مركباتهم كل ستة أشهر، إلا أنك ترى وفي مفارقة عجيبة أن السيارة بها صدمات وتعاني الإهمال من جانب النظافة سواء من الداخل أو الخارج، على الرغم من أن سيارات الأجرة هي واجهة كل مجتمع لزواره من خارج البلاد وذلك بحكم طبيعة عملهم.
من ناحيته شاطر محمد أزهر مصري (مقيم) العوضي الرأي في الوضع المتردي لسوق الليموزين في المملكة، مبينا أن معظم السائقين لا يلتزمون بالعداد في خدمة المشاوير والنقل، ويكتفون بالاتفاق بينهم وبين طالب الخدمة على مبلغ معين قد يفتح بابا للاستغلال والجشع، مؤكدا أن بعضا من أصحاب الأجرة يتحجج حين يطلب منه الزبون تشغيل العداد بقوله إنه عطلان وخارج الخدمة، فيما يعمد بعضهم إلى عدم تركيبه أو فكه بعد أن يتجاوز مرحلة الترخيص له من قبل الجهات المختصة، إذ ترى بقايا آثار مكانه السابق طابعة على الديكورات الداخلية للمركبة.

زحام وإزعاج
في حين يرى مجموعة من طالبي الخدمة (الزبائن) التقتهم "الاقتصادية" في البطحاء وسط العاصمة الرياض، أن "الليموزينات" تسببت في عديد من الحوادث المرورية عدا عما تسببه من الزحام أمام الأماكن العامة وكذلك المرافق التعليمية والطبية، في ظل غياب التنظيم من قبل بعض هذه الجهات التي لم تخصص لهم أماكن للوقوف أو في عدم مبالاة من السائقين أنفسهم.

#3#

وأكدوا أن وجودهم أمام المرافق الحيوية أربك حركة السير وتجاوزه إلى حدوث ما لا يحمد عقباه، كحوادث مرورية، أو إحداث إزعاج ناجم عن طنين "بواري السيارات" للخروج من هرب الزحام الذي تسببوا فيه، وقد يتجاوزه الأمر إن كان هناك مبان سكنية قريبة قد يلحقها الإزعاج من أصوات هذه المزامير وغيرها من الأمور الأخرى.

الليموزين والفضيلة
وحول الممارسات التي تصدر من بعض سائقي الليموزين لدى ارتيادهم الأماكن العامة وأماكن وجود العائلات أكد الشيخ صلاح بن ناصر السعيد مدير عام فرع منطقة الرياض بالنيابة، حرص الهيئة على ضبط الأسواق والأماكن العامة من المخالفات التي تنافي الشرع المطهر، جاء ذلك على خلفية إلقاء أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الرياض القبض على سائق ليموزين كان يقف أمام البوابة الرئيسة لأحد المجمعات التجارية شمال الرياض وهو في حالة سكر وبحوزته قارورتين من الخمر، وقد استغل قربه من وجود العائلات الخارجة من السوق لتشغيل خاصية البلوتوث ووضع رقم هاتفه الجوال واسما غزليا لغرض ربط العلاقات المحرمة، وقد تمت إحالته للجهات الأمنية لاستكمال الإجراءات اللازمة بحقه.

نظام تقني للرقابة
من ناحيته رأى سعود النفيعي رئيس لجنة النقل البري في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، أن عمل سيارات الأجرة العامة في المملكة في الوقت الراهن غير جيد ويحتاج إلى تنظيم أفضل، مبينا أن هناك خطوات تنظيمية مستقبلية جار العمل عليها لتقديم خدمات عالية الجودة وبمعايير تضمن المحافظة على الصورة الحضارية للبلد، حيث يخدم جميع شرائح المجتمع ويوفر بيئة عمل أفضل للسائقين.
وزاد النفيعي "هناك تنظيم جديد ذو تقنية حديثة سيجعل قطاع سيارات الأجرة العامة يواكب الممارسات المتبعة في الدول المتقدمة عالميا".
وكانت "الاقتصادية" قد علمت أن وزارة النقل قد رخصت لعدد من الشركات بالعمل لتزويد سيارات الليموزين بجهاز المراقبة الفضائية والذي سيأتي الحديث عنه في الحلقة المقبلة من هذا التحقيق.

مواقف للسيارات
وعن تخصيص مواقف لسيارات الأجرة قال النفيعي "نحن شاركنا أصحاب شركات الأجرة العامة في الرياض في إيجاد مواقف وذلك في الشهر الثالث من عام 1409هـ إذ نفذ بعضها، إلا أنه لم يكتب له الاستمرار وتمت إزالته من قبل الأمانة وهذا يدل على أن ملاك الشركات يسعون إلى شيء فيه تنظيم ورقي هذه الخدمة المهمة في عصب الحياة الاقتصادية ولكن التنظيم الجديد المرتقب سيحل كثيرا من المشكلات وينال رضا الجميع ـ بإذن الله.

أين الشركات الكبرى؟
من جهته ذكر الدكتور عاصم حرب رئيس لجنة المكاتب الاستشارية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض وأستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود، أن تنظيم عمل الليموزينات يحتاج إلى العديد من الإجراءات بدءا من تطبيق السعودة، متأسفا في الوقت ذاته على الوقت الطويل الذي عرقل إجراءات السعودة، وذلك بسبب عدم وجود سائقين سعوديين ولم تجهز التجهيز الكافي لسعودتها لتلبي حاجة المواطنين والمقيمين.
وبين عاصم أن من أسباب العشوائية في الليموزينات عدم وجود شركات كبيرة ذات مسؤولية محدودة لها الكثير من الإمكانيات وأكثر اهتماما بتحديد مواقع لها، إذ لا توجد شركة ليموزين متميزة، حيث إن الشركات الموجودة في القطاع الخاص تتبع لأفراد. مؤكدا أن الشركات الكبيرة تؤدي إلى تنظيم القطاع، وأن الأفراد ليس لهم إمكانيات كالشركات والمؤسسات الكبرى، وشدد عاصم، على ضرورة فرض مبلغ على السائق من قبل هذه الشركات المتسببة في إحداث العشوائية في سوق الليموزين.

إدارة الأفراد بين التنظيم والعشوائية
من ناحيته ذكر خالد حصان مستثمر في سوق الليموزين سابقا وقلص النشاط إلى 5 في المائة من نشاطه، أن الليموزينات تحتاج إلى متابعة حركة وتطوير، مبينا أن سبب افتقاد شركات الليموزين للتنظيم يعود لكونها تدار من قبل أفراد أو مؤسسات عائلية صغيرة، ونوه حصان، إلى أن مدينة الرياض تحتاج إلى نحو ثلاثة آلاف موقف لسيارات الليموزين باعتبارها من المدن الممتدة أفقيا وذات مساحة شاسعة.
وشدد على أن دمج شركات الليموزين في شركة مساهمة واحدة سيوفر المصروفات، وسيتيح مرونة في تطبيق النظام، كما يعطيها أولوية لكونها الوحيدة، على غرار النقل الجماعي، ويصبح لها مجلس إدارة وهم يديرونها بأنفسهم، مؤكدا أن فرض مبلغ على السائق مخالف للنظام، إلا أن بعض السائقين في حال عدم إلزامه بمبلغ معين يتهاون ويتقاعس عن العمل، مستشهدا في ذلك بقوله إن أحد العاملين لديه أحضر له نحو سبعة ريالات عبارة عن أجرة عمله ليوم واحد.

الأكثر قراءة