"السوبرماركت" تستعرض عضلاتها بالوجبات الجاهزة

"السوبرماركت" تستعرض عضلاتها بالوجبات الجاهزة
"السوبرماركت" تستعرض عضلاتها بالوجبات الجاهزة
"السوبرماركت" تستعرض عضلاتها بالوجبات الجاهزة
"السوبرماركت" تستعرض عضلاتها بالوجبات الجاهزة

فئة الوجبات الجاهزة تمثل أصعب الفئات في الأطعمة المريحة في المملكة المتحدة. هذا ما قالته شركة جرين كور إحدى شركات الأطعمة المريحة الرائدة في المملكة المتحدة، في تقريرها السنوي الصادر في الفترة الأخيرة.

وفقاً لإحصائيات صناعة الوجبات الجاهزة، تراجعت قيمة الوجبات المجمدة الجاهزة في المملكة المتحدة بنسبة 3.6 في المائة خلال عام 2008.
يمثل ذلك تحولاً مهماً بعد سنوات من الزيادات السنوية السريعة التي كانت بخانتين عشريتين في بعض الأحيان. ومنذ أن بدأ متجر ماركس أند سبنسر بيع وجبته المجمدة الجاهزة الغنية بالتوابل الحارة في أواخر السبعينيات، فإن كثيراً من منتجي الأطعمة الرئيسيين في المملكة المتحدة، رأوا في هذه الشريحة مصدراً للنمو في سوق ناضجة. وهم يعتقدون أن النمو سوف يعود بمجرد تحسن الظروف الاقتصادية. غير أنهم يعانون في الوقت الراهن، لأسباب لا تقتصر فقط على الارتفاع الحاد في تكاليف السلع في العام الماضي، أو ما إلى ذلك.
#2#
ربما وضع إغراء النمو السريع غمامة على أحكام وقرارات المنتجين حين استثمروا لتلبية الطلب، الأمر الذي أدى إلى المشاكل التي يواجهونها في الوقت الراهن. وتتضمن هذه المشاكل هوامش ربحية وعوائد متدنية على رأس المال، وانعدام العقود الثابتة والراسخة مع الزبائن، والتأثير القليل في ترويج المنتجات حين تمر الأسواق بصعوبات لأنها جميعاً، على وجه التقريب تصنع تحت علامات تجارية خاصة بتجار التجزئة.
شركات مثل شركة نورثرن فودز التي صنعت تلك الوجبة الأصلية الخاصة بمتاجر ماركس آند سبنسر، جرين كور، باكافور، برميير فودز، يونيك، هازلوود، وجيست أند آر إتش إم، كانت تواقة للغاية للتوسع إلى درجة أنها أنشات مصانع مكرسة لتزويد تجار التجزئة، ضمن علاقة سريعة لا تتجاوز مجرد مرحلة المصافحة.
#3#
عادت الرغبة في الاستثمار لتطارد الصانعين، حيث قال تقرير "جرين كور": تظل القضية الرئيسية هي الطاقة الإنتاجية الفائضة.
في ظل عدم وجود عقود ثابتة، فإن الأرباح يمكن أن تتعرض للتهديد ببساطة، من جانب محلات السوبر ماركت التي تتحول إلى مزود آخر. ويقول روبرت سكوفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة برميير، إنه طالما ظلت الطاقة الإنتاجية الفائضة موجودة، فإن بإمكان تجار التجزئة ممارسة لعبة التحول بين المزودين، "وقد اكتوت أصابعنا جميعاً بهذه النيران".
تم تسليط الضوء على هذه القضية في العام الماضي، حين قررت شركة نورثرن التخلي عن مصنعها الخاص بتصنيع الأطعمة، فنلندفود، الذي يتم إنشاؤه قبل عدة سنوات لتزويد محال ماركس آند سبنسر بالوجبات الجاهزة على الطريقة الإيطالية، وذلك لأنها لم تحقق العوائد التي أرادتها من ذلك المصنع. ونقل متجر ماركس آند سبنسر ذلك النشاط العملي، حيث وزعه بين متجري برميير، وباكافور.
من النادر لجانب كبير في مثل هذا النشاط العملي أن ينقل ملكيته غير أن هنالك أمثلة كثيرة في نقل وتحويل طلبات أصغر. وبينما يسيطر كبار المنتجين على حصص كبرى في السوق، فإن هنالك كثيراً من المصنعين الصغار الحريصين على الفوز بحصة نشاط عملي. ويصف ستيفان باردن، الرئيس التنفيذي لشركة نورثرن ذلك بأنه "تهديد تجار التجزئة بالتحول إلى السيدة ميجنز "صانعة الفطائر في السلسلة الكوميدية، بلاك آدر Blackadder.
#4#
إلى جانب الإغلاق المؤقت لمصنع فنلند من جانب شركة نورثرن فودز، فإن متاجر جرين كور، وباكافور، خفضتا الطاقة الإنتاجية . وقالت متاجر جرين كور "إنها قامت بذلك بإقفال أحد مرافق الوجبات الجاهزة التابعة لها، وذلك في جهد لتحقيق عوائد مقبولة على رأس المال".
أما متاجر باكافور، فقد قلقصت طاقتها الإنتاجية في جرمسبي، ولنكولنشير. ويقول رئيسها التنفيذي، آجوست جود موندسون، إن الشركة خفضت طاقتها الإنتاجية بمعدل الخمس.
بينما يمكن أن تكون اليد العليا لتجار التجزئة بسبب فائض الطاقة الإنتاجية، فإن بإمكانهم كذلك أن يقوموا بدور للمساعدة في حل مشاكل المنتجين.

تعمل مجموعات السوبرماركت في الغالب خلف الكواليس لتشجيع الاندماجات بين المنتجين. ومن أمثلة ذلك أنه حين اشترت شركة نورثرن، شركة إيثنيك كويزينEthnic cuisine التي تصنع الوجبات الجاهزة الشرقية في أواخر عام 2007، فإن متاجر جي سانزبوري، الزبونة الرئيسية لشركة إثنك على صعيد تجارة التجزئة، ساعدت في إتمام تلك الصفقة.
ويريد المنتجون من بائعي التجزئة المساعدة في حل مشاكل الطاقة الإنتاجية الفائضة بوسائل مشابهة، مجادلين بأن من المصلحة الواضحة لتجار التجزئة أن تكون لهم قاعدة تزويد سليمة.
ويقول جودموندسون إنه سوف يتوجب على تجار التجزئة دفع الشركات إلى تخفيض الطاقة الإنتاجية، إذا لم تقم الشركات بنفسها بهذا الأمر.

ويلاحظ كذلك رغبة متزايدة من جانب تجار التجزئة في المشاركة في المرافق، بدلاً من الإصرار على المصانع التي تكرس إنتاجها لهم. غير أن المنتجين يقولون إنه حين تتحسن الأسواق، فإنهم لن يكونوا راغبين في إنشاء طاقات إنتاجية جديدة دون التزامات أثبت. ويقول جودموندسون "إن الأيام السابقة التي سادتها اتفاقيات الرجال الخلوقين قد ولّت".
يتوقع سكوفيلد كذلك أن يصر المزودون على عقود تزويد طويلة الأجل قبل الالتزام بإنشاء مرافق جديدة، كما يرى أن صانعي الوجبات الجاهزة سوف يستهدفون أرباحاً جيدة، بدلاً من الاكتفاء ببساطة بزيادة حجم المبيعات.
هنالك مجال آخر يريد فيه المزودون الحصول على مساعدة تجار التجزئة، وهو ترويج الوجبات الجاهزة في الأيام الجيدة، باجتذاب المستهلكين "الذين لا يتوفر لهم الوقت الكافي، وكذلك الأسر المكونة من شخص واحد.
أما الآن، فقد عملت البطالة والتحول باتجاه الطبخ في المنزل، على إقناع المتسوقين بشراء عدد أقل من الوجبات الجاهزة. والأكثر من ذلك هو أن كثيراً من الزبائن يعتقدون أن الوجبات الجاهزة ذات قيمة صحية قليلة، أو "أنها سيئة لك".

يحرص المنتجون على نفي هذين الأمرين، حيث يقول باردن، من شركة نورثرن، إن الوجبات الجاهزة لا تعمل فقط على توفير الوقت للناس المشغولين، ولكنها كذلك أرخص من تلك المعدة في البيوت، وبالذات بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بمفردهم.

يقول رئيس تنفيذي آخر "إن قطعة لازانيا من المصنع هي بذات جودة وسلامة قطعة تصنعها في البيت". ويقول المنتجون ، على سبيل المثال، إن الوجبات الجاهزة ذات تواريخ انتهاء قريبة، لأنها خالية من المواد الحافظة .
غير أنه بسبب عدم سيطرة المصنعين على العلامات التجارية، فإنهم محبطون بخصوص توصيل هذه الرسالة إلى المستوقين. وباستثناء متاجر ماركس أند سبنسر، فإن معظم تجار التجزئة يركزون على الأسعار المتدنية.
يقول تنفيذيو هذه الصناعة إن سوق الوجبات الجاهزة كبيرة، شأنها في ذلك شأن فئات منتوجات مثل حبوب وجبات الإفطار، والشاي أو القهوة، ويضيفون "إذا رأيت إعلاناً خاصاً بشرديد هويت Shredded Wheat، فإنه يقول إنه غذاء صحي، ولكن تجار التجزئة يخفقون في معالجة هذا الأمر بخصوص الوجبات الجاهزة.
مع ذلك فإن الصناعة تتوقع عودة إلى النمو حين يخف الانكماش. ويشير التنفيذيون إلى الشراء المتدني نسبياً للوجبات الجاهزة من جانب أعداد كبيرة من السكان، كما يتوقعون أن تعمل الاتجاهات السكانية نحو أسر أصغر حجماً، وكذلك رغبة المستهلكين في الراحة، على دعم توقعاتهم. ولكنهم لن يربحوا من التعافي إلا إذا أصبحت لديهم، ولدى زبائنهم من تجار التجزئة، نظرة أكثر واقعية للعوائد التي يحتاجون الحصول عليها من هذا النشاط العملي.

الأكثر قراءة