قراءات

نهايات الليل

يقدم لنا إدواردو أنطونيو بارا في تسع قصص ساحرة، طريقة أخرى في كتابة رواية متسلسلة الحلقات عن ‏الليل المكسيكي المتعدد والمتفرد، في الآن ذاته، ففي هذه القصص التي تشد على خناق القارئ منذ الأسطر ‏الأولى، يزج بنا سليل خوان رولفو بين أتون مغامرات مفعمة بطعم القسوة والعنف، في مدن المكسيك ‏المتاخمة للولايات المتحدة الأمريكية.‏ إن "نهايات الليل" بهذا المعنى، رواية في تسع حلقات عن ليل الهوامش والهامشيين، الشواذ والمنبوذين ‏والهاربين من وعيد الانتقام وإنذار الخيانة، هؤلاء السهارى والمصابين بلوثة الحزن والحنين، ‏الذين يعيشون بمفردهم ليلا آخر مضاعفا من العزلة والوحدة والضياع، في مدن تخومية بلا قلب.‏

الشغف

الشغف مغناطيس يجذبنا إلى مصدرنا، ننجذب إلى الأشخاص الذين يشعون شغفا ويعيشون ويتنفسون بشغف. شغفك هو قوّتك الحقيقية. اذا اكتشفت شغفك بالحياة وعبرت عنه، فلن يتمكن الآخرون من مقاومتك. يبدأ الشغف عندما يتحد الجسدان وينتهي عندما ترقص الروحان. عندما تندمج روحاكما في الوقت عينه، ويصبح جسداكما جسدا واحدا، عندئذ ستمارس الحياة بكامل قواك. لن يبقى بينكما إلا الحب. هذا اتحاد مهيب. هذه نشوة. أنت تملك القوة لتوجد حياة برضا عميق. أنت تملك القوة لتوجد حياة بهدف عظيم. تلك القوة تكمن في شغفك. جِد الشجاعة لتصطحب شغفك معك أينما حللت. جِد الشجاعة لإظهار شغفك لكل من تلقاه. عندما تختار أن تكون شغوفا تجاه الحياة، ستصبح الحياة شغوفة تجاهك.

ذكريات العائلة السرية

دائما ما يقع الحادث في وقت لا يتوقعه أحد. حسنا، لو كان معلوما قبل حدوثه فلن يعودوا يسمونه الحادث، لكن خلافا لذلك، لا يعد الحادث حادثا بالنسبة إلي، لأنني طالما علمت، عن طريق غريزتي، بقدوم مصيبة جديدة قبل وقوعها. إني مدين بحياتي للغريزة هذه أصلا، فدائما ما أتشمم المقبل. حسنا، وقد باتت هذه عادتي. ولما يحين وقته أتوقع دائما أن الحادث سيقع على رأسي كانهيار مبنى ما، ولهذا السبب ينشغل ذهني كله بأن أستجمع حواسي كلها كي أطلع على الحادث قبل وقوعه. وما إن يقترب أو أخمن وقوعه يبدأ قلبي في الخفقان، ويدق بقوة كوقع المطرقة، ثم أجلس على الأرض مثل دجاجة تريد أن تضع البيض. لكن هل ستخرج تلك البيضة!