محافظة "ضباء" موقع اقتصادي واستثماري مميز

محافظة "ضباء" موقع اقتصادي واستثماري مميز

محافظة "ضباء" موقع اقتصادي واستثماري مميز

تقع محافظة ضباء في الجزء الشمالي الغربي للمملكة على ساحل البحر الأحمر مابين خطي عرض 20 / 27 شمالا وخط طول 40 / 35 شرقا وكانت مورد ماء عذب على الساحل بالإضافة إلى كونها أحد أهم محطات الطريق الساحلي المعروف بطريق الحاج المصري وتبعد190 كيلومتر إلى الغرب من مدينة تبوك وعن محافظة الوجه شمالا بمسافة تقدر بنحو 145 كيلومتر ومحافظة ضباء تشكل حرف ( T ) للقادم من مدينة تبوك ويتبعها عدد من المراكز هي أشواق والخريبه وشرما والمويلح والديسه والعامود وصدر وداما وشغب والخريطه .
والطريق إلى ضباء يسلكه القادم من تبوك طريق حديث ولكن الأجمل مرور الزائر عبر مرتفع جبلي شديد الانحدار ويطلق علية اسم طلعة خريطة على مسافة80 كيلومتر عن محافظة ضباء على الطريق المؤدية إلى مدينة تبوك وتشكل طلعة خريطة منحدر عسر يتجه نحو ساحل ضباء وهو مرتفع جميل المنظر ولابد من السالك لهذا الطريق الجبلي الوعر من الحيطة والحذر خشية الانزلاق في الأيام الماطرة وحتى يتمكن الزائر أو المسافر من التحكم بمركبته أثناء السرعة الزائدة يليه منعطف أخر وعلى مسافة لا يقل عنه جمالا لاسيما في الأجواء التي تلامس السحب قمم الجبال وليس من رأى كمن سمع .
وتمتلك محافظة ضباء جزء جميل من شاطئ البحر الأحمر ذو الشواطئ الخلابة والمتنوعة والغنية بالشعب المرجانية والشواطئ الرملية وهذا الجزء يعتبر ميزة تنافسية تتميز بها محافظة ضباء عن باقي المناطق الساحلية لوجود (الربيان - القريدس ) بأحجام اقتصادية حيث يتم صيده في منطقة الخريبة التي تبعد عن محافظة ضباء100 كيلومتر شمالا حيث تتميز طبيعة هذه المنطقة بالتربة الطينية التي يعيش بها الربيان بكثرة ويعتبر القرديس ثروة اقتصادية لوجوده بكميات تجارية .
وتعتبر ضباء نقطة عبور دولية كونها أحد أهم النقاط التي تربط المنطقة الجنوبية والغربية وكذلك الشرقية للمملكة بدول الجوار خصوصا جمهورية مصر العربية حيث ميناء ضباء الذي تم افتتاحه في 5 / 6 / 1415هـ بتكلفة قدرها160مليون ريال وهو اقرب الموانئ السعودية المباشرة للموانئ المصرية على البحر الأحمر وبالتالي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الشمال الأفريقي ويقابله ميناء سفاجا المصري .
وقد أنهى الميناء مشاريع تطويريه بقيمة إجمالية تجاوزت 300 مليون ريال ومنها المبنى الإداري وبرج المراقبة البحرية وتوسعة وتعميق قناة الدخول وحوض الدوران وحوض الرصيف الجديد وتوسعة صالة المغادرة وإنشاء محطات لتحلية المياه وأخرى للمعالجة وشبكة للصرف الصحي وإنشاء رصيف متعدد الأغراض .
وحقق ميناء ضباء نقلات كبيرة ونجاحات في خدمات نقل الركاب والمسافرين من داخل المملكة ودول الخليج العربي إلى جمهورية مصر العربية حيث تبلغ المسافة بين ميناء ضباء وقناة السويس مسافة 253ميلاً بحرياً تقطعها السفن في نحو14ساعة بمعدل12عقدة مما أسهم في تخفيض تكاليف التجارة البينية وبضائع الترانزيت بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية مصر العربية حيث استطاع خلال الأعوام الماضية استقطاب شريحة كبيرة من الخليجيين للسفر عبر بوابتة لجمهورية مصر بالإضافة للمسافرين من المملكة ويوجد بالميناء ثلاثة أرصفة علاوة على أنه متكامل الخدمات والتجهيزات .
وهناك الطريق البري الساحلي طريق ضباء - البدع -حقل ولاغرو بكونه أحد الطرق الهامة التي تربط المملكة في المملكة الأردنية الهاشمية و سوريا ولبنان وتركيا عبر منفذ الدرة الحدودي ويبلغ طول هذه الطريق حتى الحدود الأردنية /280/ كيلومتراً تقريباً .
وتحظى محافظة ضباء التي تطل على ساحل البحر الأحمر بشواطئ رملية خلابة مثل شاطئ السجده والمويلح وشرما والخريبة وكذلك الشواطئ الجنوبية وما يتبعها من القرى الشرقية التي تتميز بأوديتها وجبالها الشاهقة ومن أهم أوديتها وادي قراقر وبه توجد العين الزرقاء بقرية الديسة والغني بمياهه العذبة والعيون الجارية وهذا الموقع يجعلها تمتلك أهم المقومات السياحية في المنطقة حيث يعتبر القطاع السياحي في المحافظة من أهم قنوات الاستثمار الواعد إن لم يكن أهمها على الإطلاق وهو الرقم الصعب في معادلة السياحة ويعتبر الحصان الرابح الذي يعول علية أرباب السياحة في المنطقة وقد بلغ عدد السياح الأجانب الذين قدموا عبر هذا المنفذ من دول أوربا وأمريكا عن طريق فندق عائم2500 سائح حتى هذا الشهر في هذا العام ويشكل الموقع الجغرافي للمحافظة عاملاً أساسياً للنشاط الاقتصادي قديماً وحديثاً، حيث عرفت ضباء واشتهرت قديماً بكونها ميناء آمن لسفن التجارة والصيد في شمال البحر الأحمر إضافة إلى وفرة مائها العذب .
وبرزت أهمية الموقع الجغرافي لمحافظة ضباء في أواخر العهد العثماني عندما بنيت بها حامية صغيرة كانت تؤمن حركة التجارة بين ضباء والموانئ المصرية، لكن التطور الحقيقي في ضباء بدأ في العهد السعودي عهد الملك عبد العزيز حيث بنيت قلعة الملك عبدالعزيز عام 1352هـ لتكون مقراً للحكم ورمزاً لبداية عهد جديد من الأمن والرخاء وازدادت أهميتها الاقتصادية خاصة بإنشاء ميناء ضباء علاوة على المشاريع الصناعية الكبيرة كمصنع اسمنت تبوك والذي يعد من أهم المشاريع التنموية الصناعية في المنطقة وتم افتتاحه في 25/1/1419هـ بطاقة إنتاجية بلغت 3500 طن على مساحة50.000 متر مربع شمال محافظة ضباء على بعد 25 كيلومتراً شمال .
كما أنشئت شركة اسمنت تبوك مصنع الجبس الجديد والذي أنشئ في 22 / 4 / 2008 م بقيمة استثمارية بلغت320 مليون ريال ويهدف هذا المشروع إلى إنتاج الجبس البودرة عالي الجودة وكذلك الألواح الجبسية مسبقة الصنع المقاومة للرطوبة والحريق والماء بكافة المواصفات والقياسات العالمية وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع140.000 طن من الجبس البودرة و 13.500.000متر من الألواح الجبسية و قيمة الاستثمارات في المشروع320.000.000 مليون ريال ويتوقع أن تكون بداية إنتاج هذا المشروع في الربع الثاني من عام 2010م .
وتعتبر محطة ارامكو لتوزيع المنتجات البترولية من اكبر محطات التوزيع في شمال وشمال غرب المملكة لتمويل محطات الوقود وشركات الكهرباء والمصانع بهذه المنتوجات البترولية علاوة على مشروع عملاق وهو منجم للحديد في وادي الصواوين شمال شرق محافظة ضباء على بعد 45 كيلومتراً وتقدر مساحته الإجمالية بنحو 57.3 كيلومترات وعند استغلاله سيكون من اكبر مناجم الحديد بالمملكة , ويحتوي المنجم الذي يعتبر الأكبر على مستوى المملكة على خام الحديد بتركيز عالي ويتميز بقربه من ميناء ضباء حيث لا تتجاوز المسافة بين المنجم والميناء / 25 / كيلومتراً مما يساعد في سهولة نقل الحديد عند الرغبة في التصدير أو النقل إلى المصانع وقد حازت شركة التعدين الوطنية على حق الامتياز لاستغلال هذا المنجم .
كما يوجد العديد من الأماكن السياحية في محافظة ضباء كالديسه وهي منطقة في وادي قرار فيها بعض النباتات البرية وأشجار البردي وفيها جبال تتميز بألوانها وأشكالها تنبع فيها عيون الماء كانت موقعا صناعيا لصهر المعادن فيما سبق وتعتبر من أجمل المناطق جذبا للسياح في المنطقة وأيضاً شرما التي يجري العمل فيها على تنفيذ العديد من القرى السياحية على مساحة / 70 / ألف متر مربع مع وجود فرص استثمارية أخرى مغرية لإقامة قرى سياحية في السجدة على مساحة / 180 / ألف متر مربع وقريه أخرى في الخريبه على مساحة / 50 / ألف متر مربع وكذلك جبل شار وهو جبل له ميزة في ارتفاعه وموقعه يقع إلى الشرق من ميناء مويلح بمسافة / 20 / كيلا ويعتقد انه الجبل الذي ذكره العالم اليوناني بطليموس باسم // هابوس // ويوجد كذلك جزيرة النعمان وهي اكبر الجزر في المنطقة تبعد /10 / كيلو عن ضباء وهي قمة تمتد سفوحها تحت الماء ترتفع عن سطح البحر فيها العديد من التلال والشقوق مختلفة الأشكال ويوجد في ضباء شاطئ القف وهو شاطئ بكر يبعد /40 / كيلا باتجاه الجنوب باتجاه محافظة الوجه ويوجد وادي عينونه وطوله /7 / كيلو متر وعرضه / 3 / كيلو متر فيه عدد من المواقع الأثرية ومنها قناة مائية تصل إلى خريبه .
ويوجد في المحافظة طعس الحنان وهو عبارة عن كثبان رملية زاهية قريبة من مينا ضباء تصدر صوتا كاحنين الإبل وهذا ما جعلها متميزة ولعل الرياح تكون السبب في ذلك وتتميز بألوانها الحمراء وكذلك مرسى الخريبة وهو مرسى قديم للقرية وكذلك الشق وتتميز هذه المنطقة بالحافات الجبلية والإطلالة الجذابة وتقع شرق محافظة ضباء ويوجد كذلك منطقة حر وهو موقع يبعد عن ضباء / 25 / كيلا إلى الجنوب مساحته / 6 / كيلومتر مربع يصل إليه طريق ترابي تحيط به المرتفعات لتشكل منظرا جذابا وفي الموقع بعض أشجار النخيل وكذلك شاطئ المويلح وهو شاطئ جذاب وجميل رملي متدرج تكثر فيه أشجار النخيل وهو منطقة بحرية جميلة وكذلك شاطئ الخريبة وهي منطقة تتميز بشواطئها الجميلة وصفاء مائها بالإضافة إلى جبل قرقار ويقع باتجاه الجنوب الغربي من تبوك يتطاول هذا الجبل في بيئة صخرية تحتوي على التكوينات الرائعة تنتشر فيه بعض الحياة الفطرية من وعول ونباتات.

ومن الناحية التاريخية يوجد في محافظة ضباء عدد من الأماكن التاريخية أشهرها قلعة الملك عبدالعزيز وهي من أهم القلاع وتقع على هضبة مرتفعة تم بناؤها عام 1352 هـ لجعلها مقرا للإمارة المنطقة وقد بنيت من الحجر الجيري على نمط القلاع في المنطقة والتي تم ترميمها لتكون مرفقا سياحيا رائدا مساحتها /1000/ متر مربع ويجري العمل على جعلها متحفا في المحافظة بالإضافة إلى وجود قلعة الأزلم والتي تبعد عن ضباء / 45 / كيلا إلى الجنوب بنيت من الطين والحجارة تبلغ مساحتها /1500/ متر مربع وهي قريبة جداً من الطريق العام ضباء / الوجه ومحاطة بسور لحمايتها وقلعة المويلح وهي قلعة مساحتها /120.000/ ألف متر مربع وشكل بنائها جميل تطل على البحر لها أهمية تاريخية ومن معالمها كذلك المنطقة القديمة وهي تطل على خليج ضباء ومبانيها من الحجر والجص ونوافذها خشبية مزخرفة ويأتي السوق القديم .. وهو مجموعة من المحلات التجارية تقع في وسط الحي الساحلي حولها مساحة واسعة من الأرض ثم يأتي المسجد الجامع والذي يرجع تاريخه الى القرن الثالث الهجري ونصبت له مئذنة في عهد الحكومة التركية لا تزال إلى اليوم وقد قام الملك عبد العزيز رحمه الله بتوسعة المسجد وأصلح ما بلي منه .
كما توجد العين الزرقاء في قرية الديسة الغنية بمياهه العذبة والعيون الجارية وهذا الموقع يجعلها تمتلك أهم المقومات السياحية في المنطقة

الأكثر قراءة