ثقافة وفنون

«رايا والتنين الأخير» .. ولادة أميرة شرق آسيوية في زمن الكورونا

«رايا والتنين الأخير» .. ولادة أميرة شرق آسيوية في زمن الكورونا

مشهد من العمل.

«رايا والتنين الأخير» .. ولادة أميرة شرق آسيوية في زمن الكورونا

بوستر الفيلم.

في ظل الظروف الاستثنائية التي تعصف بالعالم، وتؤثر سلبا في نفسية الجميع من كل الأقطاب، وفي ظل دعوات الكبير والصغير بالعودة إلى حياة هانئة آمنة، بعيدة عن الأمراض والتوترات والقلق، ولدت أميرة جديدة في عالم "ديزني" تدعى "رايا"، وهي أول أميرة "ديزني" من جنوب شرق آسيا، تبشر بعالم من الثقافات الجديدة، وتحمل رسالة سلام في فيلم "رايا والتنين الأخير" Raya and the last dragon التي تدعو من خلاله إلى عدم التقاتل، والاتحاد للحفاظ على الأرض، ولم تكتف رايا بتكريس قيم السلام في الأرض بل كعادتها "ديزني" تبعث في أفلامها عديدا من القيم مثل التضحية، الثقة بالنفس، التسامح، السعي وراء الأحلام، وغيرها من المبادئ الجميلة، التي تدغدغ مشاعر الكبار وتصقل شخصيات الصغار.
شبيهة موانا
لأنها شخصية جديدة، عمدت "ديزني" بشكل متقن إلى العمل على جميع تفاصيلها المظهرية، بدءا من عمرها الـ18، وصولا إلى ملامحها الآسيوية، حيث بدت متوسطة القامة، نحيفة الجسد، لديها عينان بنيتان تناسبان بشرتها السمراء، وينسدل على ظهرها شعر أسود طويل، أما لباسها فكان شبيها إلى حد كبير بلباس موانا، التي أطلقتها "ديزني" عام 2016 وحازت إعجاب كثيرين، فمن القميص الأصفر، والسترة البنية، وصولا إلى الحزام البني، والبنطال الزيتي اللون مع خطوط خضراء فاتحة، مرورا بالحذاء البني الداكن، مع شريط رفيع فيروزي وقلادة صفراء حول رقبتها، وقبعة مخروطية، جميع تلك العناصر جعلت منها أميرة مميزة كبقية أميرات "ديزني".
البشر يتحولون إلى حجر
تبدأ قصة فيلم "رايا والتنين الأخير" من عالم كوماندرا الخيالي، وهي مملكة شاسعة وهادئة مليئة بالبشر والتنانين، الذين يعيشون معا في سلام، لكن عندما هددت الوحوش الشريرة المعروفة باسم درون الأرض، حولت جميع البشر والتنانين إلى أحجار، لكن التنانين ضحت بأنفسها لإنقاذ البشرية حيث جمعت قوتها في جوهرة التنين سيسو ودمرت الوحوش، وأعادت الحياة إلى البشر، في حين التنانين بقيت أحجارا، وبعد عودة البشرية بدأوا يتقاتلون على جوهرة التنين، وقسموا كوماندرا إلى خمسة أجزاء سميت على شكل التنين الذي يعيشون بجانبه: فانج، قلب، العمود الفقري، تالون، وذيل.
تنانين تنقذ البشرية
ضحت التنانين بأنفسها لإنقاذ البشرية، الذين تقاتلوا فيما بعد على جوهرة التنين، وقسموا كوماندرا إلى خمسة أجزاء سميت على شكل التنين الذي يعيشون بجانبه: فانج، قلب، العمود الفقري، تالون، وذيل، وبعد 500 عام، تجذرت الخلافات على جوهرة التنين، فحاول والد رايا زعيم منطقة القلب، أن يلم شمل الكوماندرا مرة أخرى، ودعا الناس من جميع المناطق، لكنهم عادوا وتقاتلوا على الجوهرة التي وقعت وانكسرت إلى خمسة أقسام.
رايا والتوك توك
بعد انكسار الجوهرة تظهر الوحوش درون مرة أخرى، ويتحول الجميع إلى أحجار مرة أخرى، فتهرب رايا وتنطلق في رحلة مدتها ستة أعوام للعثور على سيسو، آخر تنين يمكن له أن يجمع الحجر وينقذ البشرية، وانطلقت بمساعدة حصانها توك توك، الذي تمت تسميته على اسم عربة التوك توك المعروفة في جنوب شرق آسيا.
تفاصيل دقيقة أنجحت الفيلممن الواضح بعد مشاهدة الفيلم أن "ديزني" اعتنت بأدق التفاصيل في الفيلم، واعتمدت على مجموعة من الفنانين والأكاديميين وغيرهم لمساعدتها على الأمور المتعلقة بالدقة الثقافية، وقد زار الفريق دول جنوب شرق آسيا، من بينها تايلاند وفيتنام ولاوس وكمبوديا، كما أن آديل ليم وكوي نجوين مؤلفي السيناريو كلاهما من جنوب شرق آسيا، وكذلك كيلي ماري تران التي تمثل رايا صوتيا، في حين إن معظم الممثلين الصوتيين الآخرين، الذين يشكلون قائمة مليئة بالمواهب تضم جيما تشان ودانييل داي كيم وأكوافينا وساندرا أوه، هم من شرق آسيا.
أميرات .. بين الشقراوات والسمراواتمنذ أعوام بعيدة، كانت أغلبية أميرات "ديزني" ذوات بشرة بيضاء، من سندريلا إلى ارييل، لكن في أعوام معينة ظهرت أميرات بشرتهن سمراء ومن جنسيات متعددة، ما يفتح النقاش على مصراعيه عن أثر الصورة النمطية لأميرة من جنس معين أو ثقافة معينة في الثقافات الأخرى، وكون رايا أول أميرة لـ"ديزني" من جنوب شرق آسيا كان لا بد لهم من إعطائها شخصية مميزة، فهي شابة عنيدة وناضجة وحكيمة لمن هم في سنها، تتكيف بسهولة مع المواقف من حولها، وعلى الرغم من نضجها، إلا أنها تحتفظ بروح الدعابة وتظهر أحيانا قليلا من المرح، تهتم بشدة بوالدها ولديها ارتباط عاطفي قوي بأشخاص معينين تعدهم أصدقاء لها، عيبها الأكبر هو عدم قدرتها على الوثوق بالآخرين. باستثناء سيسو، فإن عديدا من حلفائها الجدد يعدون على الفور مشبوهين أو شريرين في عينيها، ومع مرور الوقت، تتعلم التغلب على هذه المشكلات، ويمكنها أن ترى متى يكون الشخص جيدا حقا.
أميرات آسيويات
لطالما كان لأميرات "ديزني" تأثير كبير في الثقافة الشعبية، خاصة لدى الأطفال الأمريكيين، حيث تمتلئ رفوف المتاجر بالمنتجات من ألعاب وأزياء وأغان من أحدث الإصدارات، لكن فيلم "رايا والتنين الأخير" سيمنح الفتيات الآسيويات أميرتين بدلا من أميرة واحدة، كلتاهما مقاتلة رائعة، وكلتاهما تعلمت دروسا قيمة حول الاعتماد على الأصدقاء والعائلة للمساعدة، الأميرة الأولى هي مولان من شرق آسيا، والثانية هي رايا من جنوب شرق آسيا، وعلى الرغم من أن الأفلام التي تركز على آسيا تتزايد بشكل مطرد، لكن نجد هذا التركيز محدودا، وحيث لا يتم تمثيل ممثلي جنوب شرق آسيا بما يكفي مقارنة بممثلي شرق آسيا، وهذا بالطبع يضع ضغوط خاصة على رايا أميرة "ديزني" الأولى من جنوب شرق آسيا.
تغيير الصورة النمطية
مع إطلاق فيلم "رايا والتنين الأخير"، نلاحظ أن "ديزني" تحاول الخروج من الصورة النمطية لأميراتها اللواتي اعتدن أن يعشن قصة حب مع الأمير المنقذ، حيث سبق أن طرحت أفلاما تتحدث عن علاقة الأخوة، ومن أبرزها الأخوة بين اليسا وآنا في فروزن والأخوة بين ليلو وستيتش، كما تحاول من خلال شخصيات موانا ورايا أن تبرز الأميرات الشجاعات اللواتي يحاربن من أجل أنفسهن، ويعد هذا التغيير جوهريا ويتوافق مع التغييرات المجتمعية الحاصلة في أيامنا الحالية.
يذكر أن فيلم "رايا والتنين الأخير" هو فيلم رسوم متحركة عن طريق الكمبيوتر، من إنتاج "ديزني بيكتشرز"، وهو رقم 59 من إنتاج الاستوديو. واحتفظ الفيلم منذ إطلاقه بصدارة إيرادات السينما في أمريكا الشمالية، حيث حقق إيرادات بلغت 5.5 مليون دولار، وبذلك يرتفع إجمالي الإيرادات المحلية للفيلم إلى 15.8 مليون دولار، كما حقق إيرادات بلغت 36 مليون دولار أخرى على مستوى العالم لترتفع إيراداته العالمية الإجمالية إلى 52.6 مليون دولار.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون