ثقافة وفنون

سعوديون يدونون التاريخ بقصص ضوئية

سعوديون يدونون التاريخ بقصص ضوئية

جانب من معرض "نور على نور"، الذي يقام بمركز الملك عبدالله المالي.

كان الفنانون السعوديون حاضرين بقوة في "احتفالية النور"، خصوصا في معرض "نور على نور"، الذي يقام في مركز الملك عبدالله المالي، ويضاهي المتاحف العالمية، بل ويتفوق عليها، فهو أكبر معرض فني جماعي يرصد الحركة الفنية في فنون الإضاءة منذ ستينيات القرن الماضي حتى اليوم، بحسب تقرير لوكالة الأنباء السعودية.
ومن الفنانين الذين تميزت أعمالهم في المعرض، الفنانة مها ملوح، التي استخدمت الأشعة السينية لمقتنياتها منذ طفولتها، في عمل اسمه "التقاط الضوء"، وارتبطت مها روحيا بمنطقة نجد وما تكتنزه من تراث ديني وثقافي وتاريخي، إلى جانب الأقمشة المزخرفة الملونة، والعمارة النجدية القديمة، وتركت هذه العناصر مجتمعة أثرا كبيرا في أعمالها الفنية، وسلط بدوره الفنان أحمد عنقاوي الضوء على الممارسات الحديثة في أعماله التقليدية، للتعريف بأصل ووظيفة حرفة المنجور العربية التقليدية الغنية بالعناصر المعمارية المعقدة، ويعتمد تصميم عمل "نسبة الضوء" على نظام شبكي متداخل من الخشب يتصل بسطح منقوش.
ومن خلال عمل "مرة كان حاكما"، جمع الفنان سلطان بن فهد صورا فوتوغرافية تظهر فيها المنحوتات القديمة التي تصور ملوك مملكة لحيان العربية الشمالية، وأجرى تعديلات عليها بوضع طبقات من صور الأشعة السينية، وتم تجميع هذه الصور المتراكبة في صناديق ضوئية منيرة، حيث تناول من خلال رسوماته التجريدية ولوحاته ومنحوتاته وأعماله التركيبية موضوعات ثقافية متعلقة بموطنه، كما يعيد الفنان سرد القصص والروايات التاريخية باستخدام الفن، وينقل هذه الروايات عن طريق وسائل معاصرة لإعادة بنائها بطابع شخصي.
أحمد ماطر الطبيب والفنان التشكيلي السعودي عكس بعمله "الميتوكوندريا: مركز الطاقة" القوى غير المألوفة والموارد الطبيعية، ويتضمن العمل أداة تستخدم للحث الكهرومغناطيسي للتوصل إلى تدفق من ومضات البرق، وسلسلة من المنحوتات المصنوعة من الرمل الزجاجي الذي يتشكل عندما يضرب البرق الأرض، إذ يقدم هذا العمل للمرة الأولى في مكان خارجي، ويتألف من ملف تيسلا المركزي، إلى جانب المنحوتات من أنابيب الفولغوريت التي يتم وضعها على ضفة رملية دائرية، ويكون تدفق وميض الضوء الذي ينتجه ملف تيسلا مصحوبا بصوت كهربائي طبيعي.
وشاركت الفنانة دانة عورتاني بعملها "دواوين المجهول" الذي جمع بين المنسوجات والتطريز اليدوي والشعر، وتم عرضه عبر رسم خرائط ثلاثية الأبعاد على سطح كتاب كبير يتخذ شكل الأكورديون، حيث تهدف إلى إعادة إحياء الهندسة التقليدية وأنماط التصنيع التاريخية، بالاعتماد على الحِرف التقليدية والممارسات الحرفية، إضافة إلى تتبع عديد من الأساليب والوسائط، بما في ذلك الأداء وإضاءة المخطوطات المعقدة وفنون الباركيه والخزف والتطريز وإعداد الأصباغ. واعتمد الفنان أيمن يسري ديدبان في تصميمه "مكان ما جميل" على مجموعات من الشاشات المتعددة التي تعرض مشاهد مأخوذة من عدد كبير من الأفلام الوثائقية والتقارير الإخبارية التي أسهمت في تشكيل معالم حياته وحياة من حواليه، تم عرضها جميعا بسرعة عالية جدا.
فيما يأتي عمل "الماس المخفي – الزعفران" للفنانة العالمية أنيلا قيوم آغا، مستوحى من زياراتها إلى قصر الحمراء في إسبانيا، وهو عبارة عن ضوء واحد مثبت في السقف يبث إشعاعه من خلال صندوق مقطوع بالليزر معلق في وسط الغرفة، وقد شكلت الخطوط الهندسية الموجودة في عملها ظلالا تغطي الجدران والأرضية والسقف وحتى الزوار، بهدف استكشاف السياسة العالمية والتعددية الثقافية ووسائل الإعلام والأدوار الاجتماعية في السيناريو الثقافي والعالمي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون