العالمية السينمائية في دبي
مهرجان دبي السينمائي الدولي DIFF الذي انطلقت دورته الأولى في 2004 تستمر مسيرته وأهدافه البعيدة في سبيل تقديم أعمال سينمائية وتحليلها، وتناول العمق الإنساني من هذه الأعمال في سبيل مخَاطَبَة القضايا العالميةِ المهمة، وللتَرويج للتفاهم الدولي والحوار الثقافي المشتركِ على مستوى عالمي.
المهرجان لهذا العام قد تضمن 98 فليما مِنْ 27 بلدا، عرضت أمام جمهور من المشاهدين قد تخطى 13 ألف شخص، وقد حضر المهرجان أكثر من 100 شخصية عالمية مشهورة في قطاع الإنتاج والإخراج والتمثيل السينمائي وأكثر من 350 محترفا في صناعة السينما حَول العَالَم. الأفلام المقدمة جذبت العديد من النقاشات البناءة حول فحوى هذه الأفلام وأهدافها وتحليلها وتقييمها، الأمر الذي أدى إلى تفاعل كبير بين سكان دبي والمتخصصين والحاضرين في هذا العرس السينمائي العربي الذي أضحى عالمياً بالواقع الفعلي المطلوب.
بتوافق مع النجاحِ وروح السنة الماضية، مهرجان دبي السينمائي الدولي يَحتفظ بعقيدتِه الرئيسيةِ وهي إعطاء الفرص الواسعة لتلاقي العقول وتحاور الثقافات وفرصة حقيقية لاختيار واسع وشامل لأفضل الأعمال السينمائية المقدمة لعام 2005.
العلامة المهمة التي يسعى المهرجان إلى ترسيخها هذا العام هو تَفْضيل البراعةِ الحقيقيةِ في السينما العربيةِ وسَيَقوّي التزامه إلى حدٍ كبير بالسينما العربيةِ، وذلك عن طريق تَقديم أفلام عربية متميزة والعمل على تقييمها عالمياً في سبيل تقديم الدعم الكافي لتجارب سينمائية عربية أفضل تساعد في تقدم هذه الصناعة في عالمنا العربي.
اختارت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي الاستفادة من النجاح الكبير الذي تحقق للحدث في دورته الأولى وعملت على إعداد برنامج الدورة الحالية في ضوء تلك الحقيقة، مع الاحتفاظ بشعار المهرجان وتوصيفه كجسر للتواصل الثقافي بين الشعوب.
يتميز المهرجان في دورته الحالية بزيادة عدد الأفلام المشاركة، حيث وصل إجماليها إلى 98 فيلما مقارنة بعدد الأفلام المشاركة العام الماضي والذي بلغ 76 فيلما، في حين سيكون للمشاركة العربية وجودها القوي من خلال مجموعة من البرامج المتميزة التي يحاول المهرجان من خلالها إلقاء الضوء على الإبداعات العربية الخلاقة والمواهب العربية المبدعة سعياً وراء دعم مجتمع صناعة السينما العربية.
وقد استحدث المهرجان في دورته الحالية برنامجين جديدين هما: "مواهب في دبي" و"مخرجون شبان من الإمارات"، وذلك بهدف منح المواهب الشابة التي لم تنل حظا وافيا من التواصل مع الجماهير - سواء داخل الإمارات أو في مختلف أنحاء المنطقة - مساحة جديدة يمكنهم من خلالها إطلاع العالم على إبداعاتهم السينمائية.
كما استحدث المهرجان هذا العام ثلاثة برامج عالمية جديدة هي: "المقهى الأوروبي" و"إطلالات على آسيا" و"على شرف إفريقيا"، وهي برامج تعكس في جوهرها طبيعة المجتمع عالمي الطابع في دبي بتنوعه الثقافي الرائع والثري بروافده المختلفة، وتسهم في تقديم نوعية جديدة من الأفلام التي لم يعتد الجمهور مشاهدتها في دور العرض.
وقد تسنى لرواد المهرجان هذا العام متابعة مجموعة من العروض رفيعة المستوى من خلال برامج: "الأفلام العربية القصيرة"، "الليالي العربية"، "سينما شبه القارة الهندية"، "السينما العالمية المعاصرة"، "الأفلام الوثائقية"، و"عملية جسور التواصل الثقافي".
وقد حرص المهرجان في دورته الثانية على توسيع دائرة المكرمين بإضافة تكريم خاص لشخصية سينمائية غربية، إضافة إلى تكريم شخصيتين سينمائيتين بارزتين من مجتمعي صناعة السينما في كل من العالم العربي وشبه القارة الهندية.
ويعود الفضل في تنوع مكونات برنامج المهرجان إلى مشاركة نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في صناعة السينما من داخل الإمارات ومن مختلف أنحاء المنطقة والعالم، حيث انضم إلى فريق مسؤولي إعداد البرامج هذا العام خمسة من الخبراء العالميين. وقد روعي في برنامج مهرجان دبي السينمائي الدولي 2005 زيادة الجرعة النقاشية بما للحوار من قيمة في إثراء صناعة السينما، حيث من المقرر أن يستضيف المهرجان في دورته الحالية أربع ندوات مقارنة بندوة واحدة في دورة العام الماضي.
كثيرة هي الشخصيات العالمية التي واكبت هذا المهرجان الذي بات يقدم العالم العربي بأبهى صوره وبالمستوى المطلوب في مسيرة تسعى لتلاقي الحضارات الإنسانية من خلال الفن السابع الوسيلة الأكثر فاعلية على المجتمعات الحديثة.