"موتورولا" تعترف بفشلها في رصد اتجاهات سوق الجوال
جريج براون، الرئيس التنفيذي المشترك لشركة موتورولا الأمريكية الصانعة للهاتف الجوال، ينتقد شركته بشدة، فيما يوضح التراجع المفجع لقطاع هواتفها النقالة.
يشير محللو الصناعة إلى اندفاع شركة موتورولا غير المربح لزيادة حصتها في أسواق الدول النامية عام 2006، والفشل في إنتاج هاتف نقال يضاهي شعبية هاتفها اليدوي، رازر.
لكن براون يقول إن شركة موتورولا لم تلاحظ بسرعة كافية، كيف كانت الهواتف النقالة تتطور من جهاز بسيط لإجراء المكالمات الهاتفية، إلى أجهزة يدوية متطورة لتصفح الإنترنت وإرسال البريد الإلكتروني.
الشعبية المتزايدة لهذه الأجهزة اليدوية التي تسمى الهواتف الذكية، حركها ظهور تكنولوجيا الجيل الثالث للهواتف النقالة، ولم تنجح شركة موتورولا في الجيل الثالث.
وقال براون لصحيفة فاينانشيال تايمز إن شركة موتورولا "لم تر الاتجاهات القادمة في الهاتف الذكي والجيل الثالث، بذلك النوع من البصيرة وانتباه الزبائن الذي وجب عليها أن تفعله".
ويواصل القول واصفا فشل شركة موتورولا في توقع الأهمية المتزايدة لبرامج الهواتف النقالة وليس لتصميم الجهاز اليدوي.
وهو أيضا يسلط الأضواء على المحاولة الفاشلة للشركة لتطوير نظام تشغيل واحد لأجهزتها اليدوية على برامج لينوكس وجافا.
وبينما كان منافسوها يسعون جاهدين إلى البساطة، يقول براون إن شركة موتورولا كانت "تسبح ضد التيار" باستخدام عدة أنظمة تشغيل ومزودي رقاقات.
وإذا أضفت الركود العالمي المتعمق إلى قائمة إخفاقات شركة موتورولا تجد أن الشركة تترنح، وهنا يقول براون الذي شغل عدة أدوار مع "موتورولا" منذ عام 2003: أعتقد أن أغلبية التحديات التي تواجهها "موتورولا" هي من صنع يدها. مع أن الاقتصاد يفاقم الأمور فإنه بلا شك لم يكن سبباً في ذلك.
كانت "موتورولا" أكبر شركة تصنع الهواتف النقالة في العالم في تسعينيات القرن الماضي، إلى أن سلبتها شركة نوكيا الفنلندية مكانتها عام 1998.
وفي عام 2006 باعت موتورولا 217 مليون هاتف نقال، بعد الاندفاع لزيادة حصتها في السوق ببيع هواتف يدوية رخيصة بسعر 50 دولاراً أو أقل في الدول النامية.
لكن الاستراتيجية توجب التخلي عنها لأنها كانت غير مربحة وفي العام الماضي لم تبع سوى 100 مليون هاتف نقال. وهبطت حصة شركة موتورولا في السوق العالمية من مبيعات الهواتف النقالة من 23,3 في المائة في الربع الرابع عام 2006 إلى 6.5 في المائة عند نهاية العام الماضي.
وذكرت وحدة الأجهزة النقالة في الشركة خسارة تشغيلية قيمتها 2,2 مليار دولار عام 2008، بزيادة مقدارها 1.2 مليار دولار عن عام 2007.
وحيث أن هذه الوحدة تبدد الأموال النقدية فإن شركة موتورولا أوقفت في الشهر الماضي حصتها، وكان لديها نقد صاف بقيمة 3,3 مليار دولار في الحادي والثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكنها تتوقع تراجع النقد الإجمالي بقيمة 7,4 مليار دولار في هذه السنة.
ويقول براون إن الأداء المتدهور لوحدة الهواتف النقالة أجبر شركة موتورولا في العام الماضي، على تأخير الخطط الرامية إلى فصلها عام 2009 عن بقية الشركة التي، من بين أمور أخرى، تصنع البنية التحتية للشبكة اللاسلكية.
وهو يحجم عن توفير جدول زمني جديد للفصل، لكنه يقول إن أعضاء المجلس الذين يمثلون كارل إيكاهن Carl Icahn، وهو الشخص المؤسسي الهجومي الذي يلح على الفصل، يؤيد التأخير.
واستراتيجية التحول بالنسبة لوحدة الهواتف النقالة، وضعها براون وسانجاي جها، كبير موظفي التشغيل السابق في شركة كوالكوم Qualcomm الذي انضم إلى "موتورولا" كرئيس تنفيذي مشترك في العام الماضي.
وتشمل الاستراتيجية تحويل شركة موتورولا إلى لاعب ملائم في صناعة الهواتف النقالة، فيما يتعلق بالأجهزة اليدوية والأسواق على حدّ سواء، وستركز هذه الاستراتيجية على هواتف بأسعار بين المتوسطة والعالية، مع تركيز جهود المبيعات على الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والصين.
وسوف تستخدم شركة موتورولا نظام آند رويد التشغيلي التابع لجوجل، لكثير من أجهزتها اليدوية الجديدة مع أنها لن تطرح للبيع قبل الربع الرابع من هذه السنة.
وفي الوقت ذاته فإن جهود التحول تركز على تخفيض التكلفة، مع سعي شركة موتورولا إلى تخفيض النفقات التشغيلية في وحدة الهواتف النقالة، بمقدار 1,2 مليار دولار في هذه السنة.
وستلغى نحو خمسة آلاف وظيفة في الوحدة التي يقدر المحللون أنها تضم عشرة آلاف موظف، وعشرة آلاف متعاقد آخرين، ويرفض براون الافتراضات بأن الجولات المتكررة لتخفيض التكلفة، قد جعلت الوحدة غير قادرة على التعافي.
لكن براون يقرّ بأن مصالح شركة موتورولا الأخرى، بما فيها وحدة البنية التحتية لشبكة الهواتف النقالة، ستقع تحت الضغط في الركود الاقتصادي.
وهذه المصالح المربحة في العام الماضي عوضت خسائر التشغيل في وحدة الهواتف النقالة، لكن الانكماش يمكن أن يتهددها.
لكن براون يرفض الحجة الداعية إلى إغلاق وحدة الهواتف النقالة.
وفي المؤتمر العالمي للهواتف النقالة، الذي عقد في برشلونة في الشهر الماضي، يقول براون إن مشغلي الهواتف النقالة يحتاجون إلى الحد الأدنى من الطمأنة، إزاء التزام شركة موتورولا بصنع الأجهزة اليدوية.
وهو يقول: إنني لا أعتقد أنه وضع يجربون فيه مستويات مقدرتنا على الاستمرار.