تقييد التداول اليومي يضع بيوت المقاصة تحت الأضواء

تقييد التداول اليومي يضع بيوت المقاصة تحت الأضواء

تقييد التداول اليومي يضع بيوت المقاصة تحت الأضواء
مثل شركة جيم استوب، شهد سهم AMC تداولات محمومة أدت إلى تقييد الرهان عليه.

تم تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه بيوت المقاصة في الأسواق المالية بعد التحركات المثيرة للجدل من قبل شركات وساطة أمريكية مثل روبن هود وتشارلز شواب، لتقييد رهانات مستثمري التجزئة على أسهم في قلب طفرة تداول يغذيها موقع ريديت Reddit.
كان رد فعل العملاء غاضبا الخميس في الوقت الذي تحركت فيه شركات الوساطة لمنعهم من فتح مراكز جديدة في بعض الأسهم الساخنة، حيث اتهموها بالمعاملة غير العادلة أو حتى بوجود مؤامرة من مؤسسة وول ستريت. لكن شركات الوساطة قدمت تفسيرا أكثر اعتدالا أوضحت فيه أن التقلب الإضافي في أسعار الأسهم يعني أن عليها الاحتفاظ برأسمال أكبر في المؤسسات التي تتولى تخليص تداولاتها.
عادة ما تقع بيوت المقاصة، غير اللافتة للنظر، في خلفية نشاط السوق اليومي، لكنها يمكن أن تصبح مركز الاهتمام خلال فترات التقلب، عندما تكون هناك حاجة إلى مزيد من النقدية – أو "الهامش" – من أعضائها لضمان الوفاء بالصفقات كما يتوقع العملاء.
يمكن أن تستغرق عملية تداول الأسهم المنفذة ما يصل إلى يومين لتسويتها بشكل قانوني، ما يؤدي إلى خطر فشلها إذا تخلف أي من جانبي التداول عن السداد. غرفة المقاصة تقف بين الجانبين لإدارة المخاطر على السوق إذا حدث ذلك.
كل يوم يطلب من أعضاء بيت المقاصة، الذين يراوحون من الوسطاء الصغار مثل روبن هود إلى البنوك الكبيرة في وول ستريت مثل جيه بي مورجان وسيتي جروب، وضع هامش ضمانة لتداولاتهم.
يتم احتساب المبلغ من قبل بيت المقاصة اعتمادا على حجم التداول الذي ينفذه كل عضو، إضافة إلى تقلب الأوراق المالية الفردية المتداولة. يتم تحصيل الهامش بشكل عام في بداية يوم التداول، على الرغم من أنه يمكن أن تكون هناك مكالمات خلال اليوم في الفترات المحمومة، في محاولة لحماية السوق الأوسع من إخفاقات التداول المفاجئة.
غالبا ما يكون لعضو المقاصة وقت محدود لتعويض النقص ويجب أن يكون الهامش عادة أحد الأصول عالية السيولة، مثل النقد أو السندات الحكومية الأمريكية أو الأسهم. في منتصف تقلبات السوق في آذار (مارس) الماضي، كان مطلوبا من أحد البنوك الأمريكية إيجاد 9.6 مليار دولار من الهامش لتداولات المشتقات في غضون ساعة.
ما موقع شركات الوساطة مثل روبن هود في هذا الوضع؟ تشترك روبن هود مع المنافسين، مثل شواب وإي تريد، في تصفية صفقاتها الخاصة وهي عضو في بيت مقاصة الأسهم الأمريكية الرئيس، الذي تديره DTCC.
في حين أن المقاصة الذاتية توفر الرسوم التي قد تذهب بخلاف ذلك إلى وسيط مقاصة آخر، إلا أنها تعني أيضا أن روبن هود تتحمل مخاطر عدم تسوية صفقة منفذة، وتحتاج إلى مزيد من النقود في متناول اليد لتغطية النقص. كما أنها تواجه تكاليف أعلى إذا رفع بيت المقاصة متطلبات الهامش في فترات التقلب للحماية من إعسار أحد الأعضاء.
قال آندي نيبو، المدير الإداري لشركة الاستشارات، بيرتن ـ تيلر إنترناشونال كونسلتينج: "التقلب الشديد عامل كبير وراء هذا. هم بحاجة إلى التأكد من أنهم قادرون على تلبية المتطلبات النقدية، سواء كان ذلك للمقاصة أو للمستثمرين الذين يدينون بأموال بسبب نشاط التداول".
وكما قالت روبن هود في منشور في مدونة الخميس، المتطلبات "يمكن أن تكون كبيرة في البيئة الحالية"، لكنها امتنعت عن التعليق أكثر.
بين الأربعاء والخميس، ارتفع طلب الهامش من DTCC عبر سوق الأسهم الأمريكية من 26 مليار دولار إلى 33.5 مليار دولار، حسبما أكد بيت المقاصة.
قالت DTCC إن التداول المحموم في أسهم مثل جيم استوب وأيه إم سي إنترتينمنت AMC Entertainment "ولد مخاطر كبيرة في الشركات التي تتولى تسوية هذه التداولات (...) خاصة إذا كان عضو المقاصة أو عملاؤه في الغالب في جانب واحد من السوق".
كيف استجابت شركات الوساطة؟ أدت آليات السلامة المضمنة في البنية التحتية للسوق عبر وول ستريت إلى توقفات دورية في نشاط التداول الخميس. من أجل ضمان أن لديها ما يكفي من المال لتغطية متطلبات الهامش ورأس المال، روبن هود وشركات أخرى مثل شواب وتي دي أمريتريد، أوقفت التداول على بعض الأسماء التي تقع في قلب التقلبات التي تطلبت تخصيص أكبر قدر من النقد بعد كل تداول.
هذا حد من أن تتصاعد احتياجات هامشها أكثر. من خلال السماح للمستخدمين بإغلاق المراكز، كان لا يزال من الممكن السماح بالتداولات التي من شأنها تقليل حاجتها الفورية إلى النقد.
رفعت روبن هود أيضا متطلبات الهامش للعملاء الذين لم يدفعوا مقابل القيمة الإجمالية لتداولاتهم مقدما، بعد أن خفضت متطلبات الهامش في كانون الأول (ديسمبر) في محاولة لتحفيز مزيد من نشاط التداول. هذا يعني أن بعض العملاء احتاجوا فجأة إلى الحصول على نقود لتغطية التداولات.
وراء الكواليس، تحركت روبن هود لجمع رأسمال جديد بقيمة مليار دولار من مستثمريها الحاليين، أعلنت عنه قبل التداول الجمعة. قالت إن جمع التبرعات هو "علامة قوية على ثقة المستثمرين التي ستساعدنا على الاستمرار في خدمة عملائنا بشكل أكبر".
أنتوني دينير، الرئيس التنفيذي لشركة وي بل Webull، وهي شركة أخرى اضطرت إلى تقييد التداول في بعض الأسهم، ذكر في مقابلة مع ياهو فاينانس Yahoo Finance أن شركة المقاصة التابعة لها "ببساطة لا تستطيع أن تتحمل" تكلفة الدخول في تداولات جديدة.
قال: "هذا لا علاقة له بقرار أو نوع من الغرف المغلقة التي تضم كبار المسؤولين في شركات وول ستريت يجتمعون معا لإثارة استياء متداولي التجزئة".

الأكثر قراءة