هـللة خيـر

هـللة خيـر

تعاني بعض الجهات غير الربحية وبالأخص الجمعيات الخيرية والعلمية والتعاونية الكثير من الشح في مواردها المالية، مما يحجم عملها في إيصال رسالتها وتفعيل برامجها الهادفة، المعلوم أن هناك الكثير من الأفكار الإبداعية وأصحاب العقول النيرة والمتخصصة في هذه الجهات، وهناك العديد من المتطوعين الذين يبذلون الغالي والنفيس من أوقاتهم لخدمة وتنمية ومساعدة أبناء وطنهم، وغالباً ما تقف في وجههم عقبة كبيرة تمنعهم من مواصلة خططهم الهادفة لتنمية المجتمع، وهذه العقبة هي عدم توافر الموارد المالية الكافية والمناسبة لسد الاحتياجات والمتطلبات.
وهنا نقترح إطلاق مبادرة تحت اسم "هللة خير" يتم من خلالها إنشاء صندوق خيري تحت اسم "صندوق الجمعيات" تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة النقد العربي السعودي، ويحق للجمعيات العلمية والخيرية والتعاونية وأي جهة غير ربحية الاستفادة من هذا الصندوق حسب أهمية أنشطتها وكثافة برامجها.
آلية لعمل في هذا الصندوق تكون بوضع نظام جديد تفرضه القطاعات البنكية عند سداد فواتير الهاتف والكهرباء وغيرها من الفواتير التي يتم تسديدها بالصراف الآلي، حيث يتم بعد عملية إتمام التسديد بإعطاء العميل خياراً بالتبرع بالهلل تحت برنامج "هللة خير" لصالح الصندوق وفي حال موافقة العميل يخير بين الجمعيات الثلاث: خيرية، علمية، تعاونية. والتي يفتح لكل منها حساباً بنكياً مستقلاً يختار العميل منها ما شاء، وقس على ذلك من حيث توسيع نطاق الاستفادة لكي يشمل المحال والأسواق التجارية. ويمكن توجيه الدعوة للقطاعات البنكية والأسواق التجارية بالإسهام في هذا الدعم وذلك بجبر الكسر من الهلل لصالح الصندوق المقترح وبالتالي فلن يصبح هناك أي عقبة أمام أعمال الجمعيات وأنشطتها وفعالياتها مما يسهم في دعم عجلة التنمية والتطوير برغبة أبناء الوطن، وهنا يمكننا أن نحسب تقديرياً المبالغ الشهرية التي سيجنيها هذا الصندوق، فلو فرضنا أننا نسدد الكهرباء والتلفون، وأننا نتسوق من المحال التجارية الكبرى مرة واحدة في الشهر، فإنه سيكون هناك على أقل تقدير فائض الهلل ما يقارب ريالا واحدا على مستوى الفرد الواحد، فلو قسنا هذا على مستوى عدد سكان الرياض فقط سيكون هناك ما يقرب خمسة ملايين ريال، ولو عمم على مستوى المملكة سيكون هناك ما يقرب 20 مليون ريال شهرياً، ولنكن واقعيين ونأخذ بالحسبة نصف هذا المبلغ وهو عشرة ملايين ريال شهريا، أليس هذا الرقم مغرياً لسد احتياجات ومتطلبات الجمعيات، فلماذا لا ندعم هذه المشاريع الخيرية والعقول النيرة بمثل هذه الصناديق ليعم النفع والفائدة على الوطن والمجتمع ككل من خلال ما تقدمه هذه الجمعيات من مساعدات وفعاليات وأنشطة.

عدد القراءات 1072

الأكثر قراءة