ثقافة وفنون

فيلم ذا ماركسمان .. ليام نيسون من الأكشن إلى المجهول

فيلم ذا ماركسمان .. ليام نيسون من الأكشن إلى المجهول

فيلم ذا ماركسمان .. ليام نيسون من الأكشن إلى المجهول

مشهد من الفيلم.

ها هو ليام نيسون النجم الأيرلندي يطل علينا بسحنة درّجتها طيات الزمن، وضحكة مفعمة بعراقة سطرها تاريخ من أداء الأكشن، نستذكرها في أكثر أفلامه شهرة وهو Taken الذي طبع في مخيلة عديدين، بسبب إبرازه مقومات نيسون الرائعة إن من ناحية الأداء التمثيلي أو التعبيري. وعلى الرغم من تكرار القصة في قالب مختلف من خلال إصدار ثلاثة أجزاء من الفيلم إلا أن كل جزء كان بنكهة مغايرة، كذلك الأمر بالنسبة إلى فيلمه الجديد the marksman "الرامي" الذي يتشابه في القصة مع بعض أسلافه من أفلام نيسون، إلا أنه ماتع إلى حد كبير أثناء المشاهدة، رغم وجود عديد من الثغرات. فهل نجح نيسون في آخر أعماله من نوع الأكشن؟!
طفل تائه بين أمريكا والمكسيك
إن الأداء التمثيلي للبطل يجعلك تنصهر في الشخصية والأحداث منذ اللحظات الأولى التي بدأت مع "ميجيل" يلعب دوره الممثل جيكوب بيريز، وهو شخصية صامتة وودية، يرتدي قبعة كرة القدم، ويرافق والدته روزا، تؤدي دورها تيريزا رويز، يتجولان على الحدود بين ولاية أريزونا الأمريكية والمكسيك، اعترضهما مزارع يعيش في ولاية أريزونا يدعى جيم هانسون، يؤدي دوره الممثل ليام نيسون، ليأتي بعدها رجال مسلحون ويتعرضون لهم ويقتلون والدة ميجيل.
نيسون .. بطل ينقذ الطفل
جيم هانسون هو رجل فقد زوجته بسبب مرض السرطان في معركة قضت على جميع ممتلكاته، والآن لا يستطيع سداد رهنه العقاري. تسبب فقده زوجته في فجوة كبيرة في حياته، يحاول ملأها بتكليف نفسه بمهمة إنقاذ "ميجيل".
بعد التسلل من الجمارك ومحطة حرس الحدود الأمريكية المحلية، توجه الاثنان إلى شيكاغو حيث يعيش أقارب "ميجيل"، ثم يتحول فيلم "ذا ماركسمان" إلى فيلم أكشن تدور أحداثه على الطرقات، فيتم تعقب الاثنين في كل منعطف من قبل "موريسيو"، يؤدي دوره "خوان بابلو ربا" آلة القتل التابعة لعصابة "فاسكيز" وزملائه القتلة.
مخبأ أموال
الأمر الذي لا يدركه الصبي، أنه لولا اعتراض "جيم" لهما لكانت العصابة أعادتهما إلى المكسيك وقتلتهما على أي حال لامتلاكهما مخبأ من الأموال التي سرقها شقيق "روزا"، لكن ميجيل ببساطة لم يكتشف بعد الشجاعة الكامنة في المزارع.
ثغرات
على الرغم من قوة نيسون في التمثيل إلا أن الفيلم لم يخل من بعض الثغرات، فالصفات في شخصية جيم غير مقنعة، كعدم امتلاكه هاتفا خلويا وترديد "لا أحد يحتاج إلى الاتصال بي، وأنا أحب العيش على هذا المنوال"، كما يخبر "ميجيل" حكاية مراوغة إلى حد ما، عن حبه للنقانق في شيكاغو عندما كان صبيا، إيمانا منه بأن هذه النقانق نفسها ستكون موجودة اليوم. إنه أيضا محارب قديم في فيتنام يستخدم بندقية تلسكوبيه بأسلوب قناص، يجعلها تبدو سلاحا أكثر فتكا من مدفع رشاش.
مهارات مخبأة
نجح المخرج روبرت لورنز في تسلسل الأحداث بشكل مقنع، لكن يمكن للمشاهد التنبؤ بها بسهولة بسبب السيناريو الضعيف إلى حد ما. "جيكوب بيريز" في شخصية "ميجيل" لديه سلوك هادئ لطفل حقيقي، لكن هناك لحظات كان يمكن أن يضيف خلالها مزيدا من المهارات وأن يكون أكثر من طفل لطيف مشارك في الفيلم، في حين إنه من بين الشخصيات البطولية التي مثلها النجم "ليام نيسون" في أفلامه يعد المزارع "جيم" الشخصية الأقل غضبا.
أعمال مشابهة
لقد سبق أن شهدنا بعض الأعمال الدرامية الرائعة المبنية حول العلاقة بين شخص بالغ فظ وطفل شقي، مثل فيلم "عزم حقيقي" true grit الذي صدر عام 1969، حيث كانت الفتاة الصبيانية "كيم داربي" الاختيار الأمثل أمام راعي البقر العجوز "جون واين"، كذلك فيلم "القمر الورقي" paper moon الذي صدر عام 1973 ونالت النجمة "تاتوم أونيل" بسببه جائزة الأوسكار عن جدارة بسبب حسن تمثيلها العلاقة الشائكة بين الفتاة ووالدها، إضافة إلى فيلم "لوجان"، وهو فيلم أكشن، مستوحى عن شخصيات إكس-من الظاهرة في مارفل كومكس، ومن كتاب أولد مان لوجان الظاهر في مارفل كومكس، تدور أحداثه في عام 2029 "أي في المستقبل"، حيث ينبغي لوولفرين وبروفيسور إكس التعامل مع الخسائر التي سببها ناثانيال إسيكس بتدميره العالم وتركه خربا، فيواجهان ناثانيال إسيكس ويلحقان الهزيمة به، بمساعدة فتاة تدعى لورا كيني، وهي الاستنساخ الأنثوي من وولفرين.
عام 2020 .. 3 أعمال درامية
لكن هذه الأفلام الناجحة تعد استثناءات بالنسبة إلى هذا النوع من الأفلام، فمع إطلاق فيلم "ذا ماركسمان"، الذي يعد أحدث أفلام النجم "ليام نيسون"، يكون الموسم الحالي قدم لنا ما لا يقل عن ثلاثة أعمال درامية يشارك فيها أبطال شجعان مع أطفال عثروا عليهم على الطرقات، وهي فيلم "نيوز أوف ذا وورلد" للنجم "توم هانكس" الذي يمتهن فيه السفر عبر الغرب لنقل أخبار العالم إلى السكان المحليين، وتبدأ حياته في التغير تدريجيا، حينما يوافق على مساعدة فتاة صغيرة تم اختطافها، وفيلم "ذا ميدنايت سكاي" للنجم "جورج كلوني" الذي تدور أحداثه في فترة ما بعد دمار العالم، حيث يكتشف "كلوني" فجأة أنه ليس وحيدا وأن طفلة بكماء تشاركه حتفه. وأخيرا فيلم "ذا ماركسمان".
فكرة مستهلكة
لذلك إن حبكة أخذ الطفل تحت جناح البطل أصبحت مستهلكة على الشاشة، فجميع هذه الأفلام متقنة من ناحية الإنتاج والإخراج والتمثيل، لكن دائما ما تكون شخصيات الأطفال فيها شجاعة وجريئة ويمكن دائما التنبؤ بمسار القصص.
من الأكشن إلى المجهول
تجدر الإشارة إلى أن فيلم "ذا ماركسمان" تصدر إيرادات السينما في أمريكا الشمالية مسجلا 3.2 مليون دولار، لكن في الوقت عينه رافق هذا التحليق للفيلم تصريح من الممثل ليام نيسون عن اعتزاله الأكشن، بعد فيلمين يصورهما هذا العام، متمنيا ألا يعطل فيروس كورونا تلك المشاريع، وقال نيسون "إنه سيتم عامه الـ69 في يونيو المقبل، وإذا أنهى العام بصحة جيدة ولم يفارق الحياة، فسيتخذ قراره بالابتعاد عن عالم الأكشن نهائيا"، مؤكدا أن هذا الأمر لن يثير استياءه أو غضبه، مشيرا إلى أنه حقق جميع أحلامه.
إذاً هل سيطبق نيسون قراره باعتزال الأكشن، ويكون فيلم "ذا ماركسمان" ختاما مسكيا لمسيرته في الأكشن، والسؤال الذي سيطرح نفسه أي نوع من الأفلام سينتهج نيسون بعد الأكشن، وهل من السهل أن يتقبله الجمهور في أي نوع من الأفلام بعد أن حصد شعبية جماهيرية واسعة في الأكشن؟!
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون