هل يحتاج أصحاب المشاريع إلى ماجستير في إدارة الأعمال؟
قبل أن يقرر تريسترام وريبيكا مايهيو الاستقالة من وظيفتيهما في الشركة وإطلاق Go Ape، وهي شركة لمتنزهات المغامرات مع 48 موقعا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فكرا بجدية في الحصول على ماجستير إدارة الأعمال. لكن بشكل منفصل ولأسباب مختلفة، رفضا الفكرة.
وصل مايهيو إلى حد حضور اليوم المفتوح للماجستير في إدارة الأعمال في كلية كرانفيلد للإدارة بناء على توصية من النائب أرتشي نورمان، الرئيس السابق لسلسلة سوبر ماركت أسدا. ومع ذلك، تبين أن الزيارة مخيبة للآمال.
يقول مايهيو: "أحببت كرانفيلد تماما، لكني شعرت بالإحباط من الأشخاص الآخرين الذين يفكرون في الدورة، والذين بدا أنهم جميعا يفعلون ذلك لأنهم كانوا يشعرون بالملل من وظائفهم". بدلا من ذلك، ذهب للعمل في GE Capital، القسم المالي لشركة جنرال إليكتريك، الذي بدوره جعله يدرك أنه لا يصلح لوظائف الشركات. "كان هذا هو الحافز الذي احتجت إليه لبدء العمل مع Becs"، كما يقول.
بالنسبة للسيدة مايهيو، مديرة الإعلانات السابقة في جرنر آند جاهر Gruner + Jahr، وهي دار نشر ومديرة جمع التبرعات لمؤسسة ماري كوري الخيرية لمرضى السرطان، كانت مشكلة ماجستير إدارة الأعمال لوجستية: الدراسة بدوام كامل ستكون مصدر إلهاء كبير عندما أرادت إنشاء شركة. تقول: "لم أتمكن مطلقا من التوصل إلى طريقة أستطيع أن أجد فيها الوقت".
استثمرت كليات إدارة الأعمال بشكل كبير في مفهوم ماجستير إدارة الأعمال باعتبارها طريقا للخروج من المنافسة الشديدة إلى روح المشاريع. لكن الدليل على أن مثل هذا التعليم يجعل الناس مالكي شركات أفضل هو دليل غير مكتمل.
هناك أنصار للفكرة. كانت دونا كيلي، أستاذة روح المشاريع في كلية بابسون لإدارة الأعمال في ماساتشوستس، من بين مجموعة من الأكاديميين الأمريكيين والكوريين الجنوبيين الذين قاموا بتقييم المشاريع الكورية الجنوبية بعد الأزمة المالية الآسيوية ووجدوا أن علاقة التعليم والخبرة بالشركة تساعد على التنبؤ بالبقاء على قيد الحياة.
تقول البروفيسورة كيلي: "يحتاج أحد المكونات الأساسية لتعليم روح المشاريع إلى التركيز على النمو واستدامة الشركة، وعلى البقاء أثناء الأزمات. في كلية بابسون نعلم الطلاب كيفية الإدارة في مرحلة النمو والإدارة في الأوقات الصعبة. لدينا عدد من الأمثلة على رواد الأعمال من خريجي الكلية الذين جعلوا شركاتهم تركز على التكيف والبقاء على قيد الحياة خلال كوفيد".
أحد هؤلاء هو جويل هولاند. كان بالفعل من أصحاب المشاريع عندما بدأ طالبا جامعيا في درجة إدارة الأعمال في بابسون، ويقول إنه ربما لم يكن ليستمر رجل أعمال لولا المهارات المالية والدعم الذي تلقاه من معلميه.
كان مشروع هولاند، ستوريبلوكس Storyblocks – الذي باعه منذ ذلك الحين – هو خدمة مقاطع إعلامية قائمة على الاشتراك نشأت من مكتبة من مقاطع الفيديو التي سجلها. عندما كان طالبا في المدرسة الثانوية، أجرى مقابلات مع رجال أعمال ومشاهير، من بينهم ستيف فوربس وأرنولد شوارزنيجر، للحصول على نصائحهم حول بناء مستقبل مهني.
يقول هولاند: "لم أكن أعرف ما إذا كنت أرغب في أن أكون صحافيا أو أدير شركة، لذلك انتهى بي المطاف بإجراء مقابلات الفيديو هذه، وسألت هؤلاء الأشخاص عن طبيعة قيامهم بوظائفهم. كنت أقوم بتحريرها وتوزيعها على الإنترنت ليراها الآخرون (...) كان هذا ما أعطاني بذرة فكرة ستوريبلوكس".
اختار هولاند الحصول على شهادته في بابسون بسبب سمعة كلية إدارة الأعمال في تدريس مهارات تنظيم المشاريع – احتلت المرتبة الأولى في روح المشاريع في قائمة كليات إدارة الأعمال التي أنشأتها مجلة "يو إس نيوز آند ويرلد ريبورت" US News & World Report.
يضيف: "كان الكثير من الأساتذة في منصب الأستاذ المشارك، ولديهم خبرات من إدارة الأعمال بأنفسهم، لذلك لم تشعر أنك تتعلم من أكاديميين بقدر ما كنت تتعلم من مرشدين". لكن الأهم من ذلك هو وجود المرء حول أصحاب المشاريع ذوي التفكير المماثل. "لقد كان مجتمعا من أشخاص أرادوا إنشاء شركات".
في بداية دراسته للحصول على درجته العلمية، كان هولاند لا يزال غير مقتنع بأنه مقدر له أن يكون من أصحاب المشاريع، لذلك حدد هدفا أنه إذا تمكنت ستوريبلوكس من تحقيق ربح سنوي 100 ألف دولار بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى التخرج في 2008، فسيستمر في إدارة الشركة بدوام كامل. بعد عام من التخرج، بلغت أرباح ستوريبلوكس السنوية مليون دولار. هذا الصيف باع هولاند الشركة إلى مجموعة الأسهم الخاصة جريت هيل بارتينرز Great Hill Partners مقابل مبلغ لم يكشف عنه، بعد أن جمع 18.5 مليون دولار من مستثمرين سابقا.
وهو يركز الآن على شركة استحوذ عليها قبل عامين، تسمى هارفيست هوستس Harvest Hosts، وهي شبكة عضوية لأصحاب المركبات الترفيهية الذين يبحثون عن أماكن ممتعة لقضاء العطلات.
مرصد جلوبال أونتربنيرشب مونيتور Global Entrepreneurship Monitor، وهي هيئة بحثية أنشئت لتقييم النظم البيئية للشركات الناشئة، نشر في أيلول (سبتمبر) تقريرا عن تأثير كوفيد في المشاريع الجديدة وسلطت الضوء على الوصول إلى التعليم الرسمي بوصفه مؤشرا رئيسا للنجاح في بناء شركات قوية.
يقول مارك هارت، أستاذ الشركات الصغيرة وروح المشاريع في كلية أستون للأعمال والمؤلف المشارك لتقرير المرصد: "لا يزال هناك تصور واسع الانتشار بأن مهارات روح المشاريع فطرية ولا يمكن تدريسها. هذا الرأي عفا عليه الزمن ودحضه كثير من أصحاب الشركات الصغيرة الذين نعمل معهم، والذين استمروا في رؤية نمو أعلى وتوفير الوظائف".
لكن البروفيسور هارت يشير إلى أنه لا يتعين على المرء الذهاب إلى كلية إدارة الأعمال لاكتساب هذه المهارات. "هناك القليل جدا من التقييم الرسمي ذي الطبيعة القوية الذي يشير إلى فعالية كليات إدارة الأعمال في تقديم أجندة الأداء المحسن"، مضيفا أن الأثر المهم هو التعلم من الأشخاص الذين أنشأوا شركات أو استثمروا فيها، بدلا من الأشخاص العاملين في مناصب أكاديمية بحتة.
وهو يسلط الضوء على دراسة أجريت في 2017 حول تعليم روح المشاريع في 12 كلية إدارة أعمال في فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة. وجدت الدراسة مناهج مختلفة بشكل كبير لتدريس هذا الموضوع، وكان أكثرها نجاحا هي الكليات التي أشركت المستثمرين في العملية، وجعلت التدريس عمليا للغاية وربطت الطلاب بالموجهين الذين يمكنهم تدريبهم على المدى الطويل.
بعد أربعة أعوام من مشاركته في تأسيس Go Ape في 2002، عاد مايهيو إلى كلية كرانفيلد لإدارة الأعمال، هذه المرة مع زوجته. وبدلا من بدء ماجستير في إدارة الأعمال، التحقا ببرنامج نمو الأعمال، وهو دورة متخصصة لأصحاب المشاريع. وهما يدعيان أن التجربة هي السبب وراء نجاح Go Ape.
تقول السيدة مايهيو: "إن جمال برنامج نمو الأعمال هو أن لديك شركة تملكها لتكون دراسة حالة خاصة بك".
على الرغم من أن هولاند مقتنع بأن شهادته من بابسون جعلته صاحب مشاريع أفضل، إلا أنه لا يعتقد أن الناس يمكن أن يصبحوا أصحاب مشاريع، ناهيك عن كونهم أكثر مرونة، بمجرد الالتحاق بكلية إدارة الأعمال.
يقول: "هل تجعل بابسون الطلاب أصحاب مشاريع أفضل أم أن المزيد من أصحاب مشاريع ينجذبون ببساطة إلى بابسون؟ أعتقد أن الجواب يتعلق بقليل من الاثنين".