العاملون في "جنرال موتورز أوروبا" يقاتلون دفاعاً عن وظائفهم
العاملون في "جنرال موتورز أوروبا" يقاتلون دفاعاً عن وظائفهم
تنوي المجالس الاستشارية التشغيلية في شركة جنرال موتورز في أوروبا المحاربة، بصورة جماعية من أجل 25 ألف موظف يعملون في المصانع الأوروبية الخمسة، في مدينة روسلهايم حول الميثاق الأوروبي الأول للتضامن.
"نحن لن نسمح لشركة جنرال موتورز، بأن تجعل مناطق عملها المختلفة تلعب ضد بعضها بعضا"، هذا ما ورد عن مدير التشغيل، كلاوس فرانز.
وأوضح أن ترك المصنع أو إغلاقه من الأمور المحرّمة. والعقد العام يحمل العنوان "مبادئ الكفاءة التشغيلية العادلة والمتساوية" وهو حسب تصريح بيتر شير، الأمين العام لرابطة مهن المعادن الأوروبية، يمثل ميزة "فريدة ومستقبلية". وهذا العقد نموذج للعديد من التنظيمات الأخرى في مجموعة الشركات الأوروبية، حيث يُحلم به من خلال النقاشات بين إدارة "إلكترولكس"، والمجتمع المهني، في مصنع AEG في مدينة نورينبيرج.
وبالنسبة لـ "جنرال موتورز"، لا يريد المجتمع المهني أن يتخذ موقفاً دفاعياً مرةً أخرى كالعام الماضي، وذلك عندما خاض المصنعان في روسيلهايم، وترولهاتين منافسة، كان من الممكن أن تنهي وجود المصنع السويدي المجاور. وكانت روسلهايم تملك الأموال الإضافية لبناء السيارة المتوسّطة، أوبل فيكترا، وساب 9 - 3، بينما كانت ترولهاتين تعمل على بناء كاديلاك BLS، وفي المقابل كان ذلك يتضمن عدداً قليلاً من الوحدات.
والآن، وبطريقة مشابهة تتنافس المصانع الخمسة في بناء طراز السيارة الصغيرة. وهنا يدور الأمر حول حجم إنتاج سنوي يراوح بين 800 و850 ألف وحدة. وبالفعل قررت "جنرال موتورز" أن تعمل على إطلاق الفئة الجديدة من أوبل أسترا عام 2010، وعليها ألا تطرح تقليصاً في الوظائف مقابل الرغبات المحددة لممثلي موظفيها الأوروبيين. وإن الموظفين في المصانع الخمسة ، مصانع الديلتا، جليفيتشي (بولندا)، وأنتفيربين (بلجيكا)، وإليسميريه بورت (بريطانيا)، وكذلك ترولهاتين وبوخم، يريدون أن يتعاملوا بتكافل وتضامن. وإن أكثر المصانع إنتاجاً وأنسبها سعراً في بولندا، وهو جليفيتشي، وذلك بطاقة إنتاج تبلغ نحو 180 ألف وحدة، وهو يؤيد مبدأ إثبات التكافل، إذ يقول رئيس التشغيل، سلافومير سيبيرا: " علينا أن نتكافل وأن نتضامن ضد التسريحات".
وأوضح سيبيرا أنه لا يشعر بالارتياح حيال دور: "في كل مرة يتم سحب جوكر من اللعبة"، عندما يكون ذلك بهدف التوفير، والتخفيف عن بعض مناطق التصنيع لشركة جنرال موتورز.
ومن جانب آخر، أوضح زميله الألماني في مصنع بوخم، راينر اينينكل، عواقب أحد قرارات "جنرال موتورز" المحتملة ضد منطقة التصنيع في ألمانيا: "إذا لم نقم ببناء أسترا الجديدة في بوخم، ستبتعد عنّا الأضواء بحلول عام 2010". ووحدها الـفان الصغيرة، زافيرا لا تكفي من وجهة نظر اينينكل لإحياء المنطقة الصناعية وضمان بقاء تشغيل 7500 موظف. ويستنتج من ذلك أن الجيل اللاحق لسيارة الأسترا لن يصل إلى حجم من الإنتاج يبلغ 850 ألف وحدة. " لا يمكننا أن نوزّع النمو أكثر"، "ولكن المعاناة الموزّعة، هي نصف معاناة".
واليوم لا يتم استخدام كل طاقات مصانع الديلتا بالكامل، حيث كان من الممكن صناعة عدد سيارات يفوق حجم المبيعات. وبرغم ذلك، تؤمن استشارة التشغيل أنها في حالة جاء الرفض لشروط التشغيل، ستكون قادرة على صد التسريحات. والعقد العام المتفق عليه الآن يُقدّم مجالاً لتطبيق المرونة على أوقات العمل.
وينظر ممثلو الموظفين الأوروبيين إلى تطبيق متطلباتهم حول التسوية والمعادلة في إنتاجية المصانع كافة على أنه أمرٍ طارئ، حتى لو اضطروا إلى المحاربة في العمل. "نحن جاهزون للتفاوض، وكذلك للمحاربة أيضاً"، حسب ما ورد عن فرانز. ووجّه فرانز قوله لرئيس شركة جنرال موتورز أوروبا، كارل بيتر فورستر، قائلاً: " نحن نعلم أن كارل بيتر فورست يحظى باستشارة جيدة، وأنه سيلبي متطلباتنا". والآن هي الفرصة الوحيدة لإدارة "جنرال موتورز" لتعمل على تقسيم أحجام الأعباء على أكتاف متساوية.
وبغض النظر عن متطلبات الموظفين الأوروبيين، تشدد مجموعة جنرال موتورز في موضوع الطاقات المتجاوزة، ومشاكل الترويج في الأسواق المحلية، على سعر التوفير. ومن المفترض القضاء خلال ثلاثة أعوام على 30 ألف فرصة عمل. ولا يتوقّع ممثلو الموظفين التشديد الذي ابتدأ قبل عام حول إعادة هيكلة مصانع "جنرال موتورز".
ويبقى الأمر مؤقتاً، حيث إنه حتى نهاية عام 2007 سيتم إلغاء نحو عشرة آلاف فرصة عمل في ألمانيا، وليس بالضرورة أن يكون الأمر مشروطاً بالتسريح أو بإغلاق المصنع.