ثقافة وفنون

رهين الوجد

رهين الوجد

شعر: فهد العسكر

أوقديها وذريها في حشايا
تحرق القلب وتجتاح الحنايا
أوقديها نار شوق جامح
نار حرمان تلظى يا منايا
مرحبا بالهم بالأوجاع في
ساعة تغمرها ذكرى هوايا
مرحبا بالآه والآلام في
صادق الحب وأهلا بالرزايا
أوقديها لا تقولي حسبه
جور دنياه وإجحاف بنيها
فرهين الوجد لا توهنه
قسوة الدنيا وما يلقاه فيها
وأذى الناس وأوصاب الصدى
لا تعيريها اهتماما وازدريها
لا تقولي إنني أخشى الردى
والتجني لا تقولي أوقديها
أوقديها يا ابنة النور فقد
خبت النيران نيران النوى
أسعدي اللوام أشقيني فها
كان ما شاؤوا وزيديني جوى
وانكأي بي كل جرح ودعي
جرح قلبي إن يكن عنك ارعوى
أنا أهوى فيك موتى ناشدا
كل آس لي يرى الموت الدوا
أوقديها واصهري إحساس من
جمد الإحساس في أغواره
وهو يرجوك مصرَّا ولقد
أشهد الله على إصراره
لم يجد للحب في فردوسه
لذة إن عب من أنهاره
لم يجد وهو الذي يشكو الصدى
نشوة مثل التي في ناره
أوقديها إن أفقي غائم
وغيوم الأفق لا تقتلني
وسهام الموت طاشت في الفضا
وجناحي لم يعد يحملني
وابن جنبي بات في محرابه
خافقا نحو الردي يعجلني
يطلب الحتف الذي يصبو له
خاشعا ملتمسا يسألني
أوقديها علني أهدي بها
قلبي الغارق في لج العباب
علني أرشد إن أوقدتها
ذلك الضائع مني في الضباب
أو عسى تدرك فيها النفس ما
تبتغيه من أمان ورغاب
أو عساها تبلغ القصد الذي
عميت عنه وقد يعمى الشباب
أوقديها ربما تلهمني
صادق الإلهام والوحي الطليق
ربما يصهر قيدي حرها
فأناجيك وقد يوحي الحريق
مودعا في كل لحن دامع
من نشيدي أنَّة القلب الرفيق
أنَّة تنسيك إن أرسلتها
زفرة الصادي وغصات الغريق
أوقديها واتركيني واجما
راميا بالنار أطياف صبايا
واندبي عهدا مضى كنت به
حائرا أسأل أشباح العشايا
وإذا ما خبت النار غدا
ومن الآمال أدركت منايا
وإذا ما أسدلت أستارها
وانتهى الدور اذكري أولى الضحايا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون