وتفلتت الكلمات وأنا أهز الذكريات
مراحل هي حياتنا ما بين وقفات من عمر الزمن الذي جمعنا مع من نحب والزمن النقيض وها هي سنة 1429هـ تغادرنا وهي تحمل في طياتها حلو أفعال الزمان وقبيحها، تتسارع خطاها لتعلن لنا أنها لحظات من عمر زماننا - ترعرعت فيها أفراحنا وأحزاننا إنجازاتنا وإخفاقاتنا حلونا ومرنا - لن تعود، لسوف تخبئ في خزائن مصمتة حتى أعرق الخبراء لن يستطيع أن يعالج أقفالها ويرجعها لنا.
بعض الكلمات قد تفلتت هي أيضا، ولكن في أعماقنا وبأحاسيسنا ومشاعرنا ترسخت تلك اللحظات، ونستعيد استردادها والإحساس بها وبدفئها متى ما نريد ولكن فقط في مساحة محدودة هي دواخلنا، لقد حدد الزمان مسارها ومسارنا، ما عدنا تلك المجموعة وما عدنا تلك المنظومة، فيا للزمان وما فيه من قسوة لا تعرف حدودا، وفيه الأمان الذي نستمده من تقربنا لله عز وجل.
تفلتت الكلمات وأنا أهز الذكريات التي جمعتنا بأحباب لن يكررهم الزمان، أحباب تملكوا مشاعرنا فأسروها، تعلمنا في أروقتهم حلو الكلام والمعشر، أعطونا ولم يبخلوا لا بقليل ولا بكثير ولم تفتر دعواتهم لنا بالتوفيق، إنها تظلل أمسياتنا المظلمة الحزينة في غياهب وحدة الروح من فراقهم.
إلى كل من علمني كيف أحب وإلى كل من علمني كيف يكون الحب وإلى كل من علمني كيف أصون الحب وإلى كل من علمني أحرف النور وساق خطاي إلى طرق الهداية وترك تلك اللمسات الدافئة أسأل الله عز وجل أن يديم عليه نعمته وأن أراه مرة ثانية وهو في ألف خير وصحة وأمان.
وإلى كل من أخطأت أو أسأت أو قصرت في حقه فإنني أطلب منه السماح والعفو.
عدد القراءات 556